Untitled Document

عدد المشاهدات : 2769

قصة السيدة "رابعة العدوية" مع اللص

 دخل لص الى منزل "رابعة العدوية" ليلًا، فلم يجد شيئًا يسرقه، فلما هم بالخروج، رأته "رابعة العدوية" فقالت له: 

- يا بنى لا تخرج من غير شيء ! 
- فتعجب اللص، وأجابها بغيظ: 
- اني لم أجد شيئًا ! 
فقال له "رابعة" 
- بلى خذ هذه الجرة من الماء فتوضأ بها، وخذ هذه الحصيرة فصلى عليها ركعتين، فانك لا تخرج بلا شيء
فأخذ اللص الجرة وأخذ الحصيرة متعجبًا، وانصرفت عنه "رابعة" ودخلت الى غرفتها، ثم رفعت يديها الى السماء وقالت داعية "سيدي ومولاي هذا قد أتى إليّ ولم يجد عندي شيئاً، وقد أوقفته ببابك فلا تحرمه من فضلك وثوابك" 
فلما صلى اللص ركعتين لذت له العبادة، فظل في صلاة الى آخر الليل، فلما كان وقت السحر قبيل الفجر خرجت "رابعة" من غرفتها فوجدته ساجدًا، وسمعته  يقول في سجوده وهو يبكي:
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟ 
وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ وبالعصيانِ تأتيني 
فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟ 
أتيتُ إليكَ فارحمني وثقــّـل في موازيني 
وخفَفَ في جزائي أنتَ أرجـى من يجازيني
.
فلما نصرف من صلاته قالت له "رابعة": 
- كيف كانت ليلتك يا بنى ؟
فقال:
- بخير... وقفت بين يدي مولاي بذلُّي وفقري فجبر كسري وقبل عذري وغفر لي الذنوب وبلغني المطلوب !
ثم خرج من عندها هائمًا على وجهه، فرفعت "رابعة" طرفها الى السماء، وقالت: "سيدي ومولاي هذا وقف ببابك ساعة فقبلته وأنا منذ عرفتك بين يديك أترى قبلتني ؟ "
فنودت "رابعة" في سرها "يا رابعة.. من أجلك قبلناه، وبسببك قربناه"