Untitled Document

عدد المشاهدات : 2270

الفصل الرابع والأربعون بعد المائتين: سرية "على بن أبي طالب" الى طيء واسلام عدي بن حاتم الطائي

  

     أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ العشرون: الأحداث من "حُنَيْنٍ"  الى "تبوك"

الفصل الرابع والأربعون بعد المائتين

*********************************

 سرية "على بن أبي طالب" الى طيء

واسلام "عدي بن حاتم الطائي"

 *********************************

سرية "على بن أبي طالب" الى طيء

في شهر "ربيع الآخر" من السنة التاسعة، أرسل الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "على بن ابي طالب" ومعه 150 رجلًا من الأنصار، الى قبيلة "طيء"

وكان هدف السرية هو هدم صنم "طيء" وكان من الأصنام المشهورة في الجزيرة، واسمه "الفلس"

فشن عليهم المسملون الغارة مع الفجر، وهدموا صنمهم "الفلس" واصطحبوا معهم أنعام كثيرة وسبي، وفر قائدهم "عدي بن حاتم الطائي" الى الشام، وكان من ضمن السبايا ابنة "حاتم الطائي" واخت "عدي بن حاتم" واسمها "سفانة بنت حاتم الطائي"

 

سرية "على بن ابي طالب" الى طيء

عفو الرسول عن "سفانة بنت حاتم الطائي"

فلما جائت المدينة وقفت بين السبي وجاء الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت له:

-        يا محمد إن رايت أن تخلى عني، ولا تشمت بي قومي، وإن أبي كان يحمى الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم الطائي

فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم-

-        يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها يحب مكارم الأخلاق، وإن الله يحب مكارم الأخلاق

فقام أبو بردة بن دينار فقال:

-        يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق ؟

فقال –صلى الله عليه وسلم-

-        والذي نفسي بيده لا يُدْخِل الجنة إلا حسن الخلق

ثم قال الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

-        ارحموا عزيز قوم ذلّ، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع بين جهّال

وبعد أن من عليها الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لها "على بن ابي طالب"

-        سليه الحملان

فسألته فأعطاها ما تركبه

 

يا محمد إن رايت أن تخلى عني، ولا تشمت بي قومي

"سفانة بنت حاتم الطائي" تدعو أخيها "عدي" الى الإسلام

لم تعد "سفانة بنت حاتم الطائي" الى ديارها، وانما توجهت الى أخيها "عدي بن حاتم" بالشام، وقالت له:

-        لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها، وقد رأيته يحب الفقير، ويفك الأسير، ويرحم الصغير، ويعرف قدر الكبير، وما رأيت أجود ولا أكرم منه، وإن يكن نبياً فللسابق فضله، وإن يكن ملكاً فلا تزال في عزّ مُلكه

 

بقايا منزل "حاتم الطائي" باليمن

 

قبر "حاتم الطائي" باليمن

اسلام "عدي بن حاتم الطائي"

استجاب "عدي بن حاتم" الى أخته، وتوجه الى المدينة، ودخل على الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المسجد، وهو يظن أنه سيلقى ملكًا، يقول فسلمت عليه، فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

-        من الرجل ؟

قال عدي:

-        عدي بن حاتم

فقام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخذ بيده، وتوجه به الى بيته، فلقيته امرأة ضعيفة متقدمة في السن، فاستوقفته، فوقف معها طويلًا تكلمه في حاجتها، فقال "عدي" ليس هذا من فعل الملوك، ثم قال دخل بيته فتناول وسادة فقذفها الىَّ وقال:

-        اجلس على هذه

فقال عدي:

-        بل أنت

فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

-        بل أنت

يقول عدي: فجلست عليها وجلس رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الأرض

ثم عرض عليه الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الإسلام وأسلم "عدي بن حاتم"

 

عرض الرَّسُولُ الإسلام على "عدي بن حاتم" وأسلم

الإمبراطورية الرومانية تعد جيشًا لغزو الجزيرة

في السنة التاسعة من الهجرة وصل الى الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبر في غاية الخطورة، وهو ان الإمبراطورية الرومانية قد أعدت جيشًا ضخمًا لغزو الجزيرة العربية، وأن هذا الجيش قد اجتمع في الشام

قرر الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فورًا الخروج لقتال الروم

ما الذي حدث ؟ هذا سيكون حديثنا في الجزء القادم

انتهي الجزء العشرون بعنوان: الأحداث من "حنين" الى "تبوك"

ويليه الجزء الحادي والعشرون بعنوان "غزوة "تبوك"

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

 *********************************