Untitled Document

عدد المشاهدات : 1253

الفصل السادس والتسعون بعد المائة: ملحمة خيبر- الجزء السادس- أحداث وقعت في خيبر
أسْرَار السَيرَة الشَرِيفَة- منهج حياة
الجُزْءُ الخامس عشر: ملحمة خيبر
الفصل السادس والتسعون بعد المائة
*********************************
ملحمة خيبر- الجزء السادس
أحداث وقعت في خيبر
*********************************

*********************************
تحدثنا في فصول سابقة عن غزوة "خيبر" والتى وقعت في "محرم" من السنة السابعة من الهجرة، وانتهت بانتصار المسلمين وهزيمة اليهود هزيمة منكرة 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ
من المواقف التى حدثت اثناء القتال في خيبر أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واشترك مع المسلمين في غَزْوَةُ خَيْبَرَ، فلما قسم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الغنائم وأعطوا له نصيبه، قال: 
- ما هذا ؟ 
فقالوا:  
- قَسَمَهُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَأَخَذَهُ وجاء به الى الرَسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: 
- يَا رسول الله، مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ وَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ
فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: 
- إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ
ثم بدأ القتال مع اليهود مرة أخري، فَأُتِيَ بِهِ يُحْمَلُ وَقَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: 
- أَهُوَ هُوَ ؟  
قَالُوا : 
- نَعَمْ
قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : 
- صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ
ثم صلى عليه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكان مما سمعوه في دعائه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يصلى عليه  
- اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا فَأَنَا عَلَيْهِ شَهِيد

أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قصة العبد "مِدْعَمٌ"
 
من المواقف التى حدثت بعد الإنصراف من "خيبر" أن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان معه عبد له اسمه "مِدْعَمٌ" فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ طائش فأصابه ومات، فقال الناس: 
- هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ
فَقَالَ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: 
- بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا
يعنى هذا العبد أخذ هذه الشملة، وهي الكساء من الغنائم قبل أن تقسم الغنائم بين المسلمين، فهى تشتعل عليه نارًا، فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِشِرَاكٍ، والشراك هو سير النعل على ظهر القدم، أو "رباط الحذاء" فَقَالَ: 
- هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ 
فقالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: 
- شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عودة "جعفر بن أبي طالب" من الحبشة هو وأصحابه
 
من الأحداث الهامة التى وقعت في ذلك الوقت هي عودة "جعفر بن أبي طالب" من الحبشة هو وأصحابه، و"جعفر" هو ابن عم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخ "على بن أبي طالب" وقد قلنا أن "جعفر" قد هاجر الى الحبشة هو وعدد من المسلمين في السنة الخامسة من البعثة
وبعد هجرة الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة ظل "جعفر" وأصحابه في الحبشة، حتى بداية السنة السابعة من الهجرة
ثم هاجر "جعفر" ومن بقي من المسلمين هناك من الحبشة الى المدينة، بعد حوالى 15 سنة قضوها في الحبشة، وجاءوا الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في خيبر

عاد "جعفر" والمسلمين من الحبشة بعد حوالى 15 سنة قضوها في الحبشة
وقد فرح الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرحًا شديدًا بقدوم جعفر وقبله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جبهته، وقال 
- ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟
وعندما عاد المسلمون الى المدينة أنزله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بيت الى جواره في المدينة
وكان "جعفر بن ابي طالب" هو أشد الناس شبهًا بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلقًا وخلقًا، وقد مات شهيدًا بعد ذلك التاريخ بعام واحد وبضعة شهور في غزوة مؤتة 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فوات صلاة الفجر على المسلمين في وقتها
 
من المواقف التى وقعت بعد الإنصراف من خيبر، أن - الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يسير بالمسليمن في الليل، فلما كانوا آخر الليل، قال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
- مَنْ رَجُلٌ يَحْفَظُ عَلَيْنَا الْفَجْرَ لَعَلَّنَا نَنَامُ 
قَالَ بِلَالٌ: 
- أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْفَظُهُ عَلَيْكَ 
فنام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ونام المسلمين، وقام بلال يصلى، ثم جلس ينتظر الفجر، فغلبته عينه فنام، فلم يوقظهم الا مس الشمس، فكان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أول من هب من نومه، فقال: 
- مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا يَا بِلَالُ ؟ 
قَالَ بلال : 
- يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ
فتبسم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  وقَالَ : 
- صَدَقْت
ثم توضأ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتوضأ الناس، وأقام بلال الصلاة، فصلى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالناس، فلما سلم أقبل على الناس وقال:
إذَا نَسِيتُمْ الصَّلَاةَ فَصَلُّوهَا إذَا ذَكَرْتُمُوهَا 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
زواج الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من "صفية بنت حي بن أخطب"
 
من الأحداث التى وقعت بعد خيبر هو زواج الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من "صفية بنت حي بن أخطب" ابنة "حي بن أخطب" أحد زعماء اليهود، وسنتحدث في فصل قادم عن أمنا السيدة "صفية" 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
خدعة "الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ" لأهل مكة
 
من المواقف الطريفة التى وقعت بعد "خيبر" أن أحد الصحابة واسمه "الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ" كان قد أسلم حديثًا واشترك في خيبر، فلما تحقق النصر للمسلمين  قَالَ: 
- يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالًا مُتَفَرِّقٌ فِي تُجَّارِ مَكَّةَ، فَأْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أن آتي مكة وأن اقول، فَأَذِنَ لَهُ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فذهب "الحجاج" الى مكة، وكان أهل مكة ينتظرون الأخبار، ويسالون الناس، فلما رآه أهل مكة قالوا: 
- الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ عِنْدَهُ وَاَللَّهِ الْخَبَرُ - أَخْبِرْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغْنَا أَنَّ الْقَاطِعَ قَدْ سَارَ إلَى خَيْبَرَ 
فقال الحجاج: 
- هُزِمَ هَزِيمَةً لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهَا قَطُّ، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ قَتْلًا لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ قَطُّ، وَأُسِرَ مُحَمَّدٌ أَسْرًا، وَقَالُوا: لَا نَقْتُلُهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَيَقْتُلُوهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ
فَقَامُوا وَصَاحُوا بِمَكَّةَ، وامتلأت مكة بالأفراح
ثم قال "الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ": 
- أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَالِي بِمَكَّةَ وَعَلَى غُرَمَائِي، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ خَيْبَرَ، فَأُصِيبُ مِنْ فيء مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَنِي اليه التُّجَّارُ إلَى هناك، فجمعوا له كل ماله الذي بمكة
ثم جاءه الْعَبَّاسُ عم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول "الحجاج" فوقف جَنْبِي مُنْكَسِرًا مَهْزُومًا مَهْمُومًا حَزِينًا ، فَقَالَ : 
- يَا حَجَّاجُ ، مَا هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي جِئْتَ بِهِ ؟ 
فقال الحجاج: 
- وَاللَّهِ الَّذِي يَسُرُّكَ، تَرَكْتُ وَاللَّهِ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ خَيْبَرَ، وَصَارَتْ أَمْوَالُهَا كُلُّهَا لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ, وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ حُيَيٍّ مَلِكِهِمْ
ففرح العباس وقَالَ: 
- حَقٌّ مَا تَقُولُ يَا حَجَّاجُ ؟ 
قال الحجاج: 
- نَعَمْ وَاللَّهِ, فَأكْتُمْ عَلَيَّ الْخَبَرَ ثَلَاثًا، فَإِنِّي أَخْشَى الطَّلَبَ ثُمَّ تَكَلَّمْ بِمَا حَدَّثْتُكَ فَهُوَ وَاللَّهِ حَقٌّ
ثم أخذ "الحجاج" أمواله وانطلق
 فلما مرت ثلاثة أيام لَبِسَ الْعَبَّاسُ حُلَّةً جديدة، وتعطر، ودخل المسجد، فنظر اليه رجال قريش وقالوا:  
- يَا أَبَا الْفَضْلِ, هَذَا وَاللَّهِ التَّجَلُّدُ عَلَى حَرِّ الْمُصِيبَةِ

يَا أَبَا الْفَضْلِ, هَذَا وَاللَّهِ التَّجَلُّدُ عَلَى حَرِّ الْمُصِيبَةِ
فَقَالَ : 
- كَلَّا وَاللَّهِ الَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ, ولكن ابن أخي قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ وَصَارَتْ لَهُ وَلِأَصْحَابِهِ, وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ مَلِكِهِمْ
فَقَالُوا: 
- مَنْ أَتَاكَ بِهَذَا الْخَبَرَ ؟ 
فَقَالَ : 
- الَّذِي جَاءَكُمْ وَأَخْبَرَكُمْ بِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ ، وَلَقَدْ أَسْلَمَ, وَتَابَعَ مُحَمَّدًا عَلَى دِينِهِ، وَمَا جَاءَ إِلَّا لِيَأْخُذَ مَالَهُ ثُمَّ يَلْحَقَ بِهِ
فَقَالُوا: 
- أَيْ عِبَادَ اللَّهِ ، خدعنا والله
ثم لم تمر الا أيام قليلة حتى جاءهم الخبر فأسقط في أيديهم

أَيْ عِبَادَ اللَّهِ ، خدعنا والله

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************