Untitled Document

عدد المشاهدات : 1627

الفصل السادس والسبعون بعد المائة: الحديبية- الجزء الثاني - الطريق الى الحديبية

  أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الثالث عشر: صلح "الحديبية"

الفصل السادس والسبعون بعد المائة

*********************************

الحديبية- الجزء الثاني

الطريق الى "الحديبية"

 *********************************

 

 *********************************

خرج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمسلمون في "ذي القعدة" من السنة السادسة من الهجرة، ووصل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمسلمون الى "ذي الحليفة" وهي التى نطلق عليها الأن "آبيار على" ، وأحرم المسلمون من هذا المكان، وبدؤا في التلبية

قريش تحاول منع المسلمين من التقدم

وصلت الأخبار الى قريش بخروج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمسلمون لأداء العمرة، وعندما وصل المسلمون الى منطقة "كراع الغميم" وهي تبعد عن مكة 63 كم فقط، وجدوا أن قريش قد جمعت جيشًا لصد المسلمين عن التقدم في اتجاه مكة، وكان هذا الجيش مكون من قريش نفسها ومن الأحابيش، وهي مجموعة من القبائل المتحالفة مع قريش، وقد اطلق عليها الأحابيش لتحبشها أي لتجمعها

وكان هذا أول مظهر من مظاهر نية قريش منع المسلمين من أداء العمرة، وعدم احترامها للأعراف التى تقضى بعدم التعرض لمن يأتي الى مكة معتمرًا 

واستشار الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صحابته، لأن الأمر خطير وكان رأي البعض هو قتال هؤلاء الأحباش، وكان ممن تكلم أبو بكر الصديق فقال:

-        الله ورسوله أعلم، إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه

أي أننا لا نبدأ أحدًا بقتال لأننا خرجنا معتمرين، ولكننا مع ذلك نكمل طريقنا الى مكة، فاذا اعترض هذا الجيش طريقنا قاتلناه، واذا لم يعترض طريقنا وكان لمجرد التخويف أكملنا طريقنا الى مكة

قبل الصحابة هذا الرأي واستحسنوه، وكذلك الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وانحرف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمسلمين متجنبًا جيش مكة، وأكمل المسلمون طريقهم، ولم يعترض جيش قريش والأحباش المسلمون، وكان ذلك لسببين

-        أن قريش تخشي مواجهة المسلمين، وهي تعلم باس المسلمين واستبسالهم، وقد هزموهم من قبل في بدر باقل من هذا العدد بكثير وقد كانوا ايضًا بسلاح المسافر، وهزموهم كذلك في النصف الأول من أحد وهم بنصف هذا العدد

-        تهيب قريش والأحابيش لقتال معتمرين جائوا الى مكة بقصد أداء العمرة

قريش ترسل فرقة قوية من الفرسان لمنع المسلمون

سار الجيش حتى وصل الى "عسفان" على بعد حوالى 40 كم من مكة، وهناك وجد المسلمون أن قريشًا قد أرسلت فرقة قوية من الفرسان عددها مائتي فارس على راسهم "خالد بن الوليد" ووقف ورائهم جيش مكة من قريش والأحابيش

 

أرسلت قريشًا فرقة قوية من الفرسان على راسهم "خالد بن الوليد"

وفي ذلك الوقت جاء موعد صلاة الظهر، ووقف المسلمون يصلون الظهر، والمسلمون لم يأخروا الصلاة عن وقتها الا في غزوة الأحزاب فقط، ولكن في غير ذلك لم يؤخر المسلمون الصلاة، حتى وهم في معمعة القتال كانوا يصلون وهم على خيولهم ايماءًا

هكذا وقف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلى الظهر ووقف خلفه المسلمون، وكان "خالد بن الوليد" قائد فرسان المشركين يراقبهم من بعيد، وشاهد المسلمون وهم يركعون ويسجدون، والأمر يتكرر منهم، ووجد أن هناك فرصة سانحة لمهاجمة المسلمين وهم في صلاتهم، فسأل من حوله:

-        هل سيصلى المسلمون مثل هذه الصلاة مرة أخري ؟

فقال لهم بعضهم:

-        نعم إنَّ لَهُمْ صَلاةً بَعْدَ هَذِهِ هي أَحَبُّ إلَيْهِمْ مِن أمْوَالِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ

فأعد "خالد بن الوليد" كتيبته للإنقضاض على المسلمين في صلاة العصر، واستعد جيش مكة لذلك، وهذا يدل على خوف جيش مكة الشديد من المسلمين، حتى وهم بسلاح المسافر، وقريش بكامل عتادها، وحتى وهم يملكون مائتى فارس، ولم يكن مع المسلمين فارس واحد

ولكن في ذلك الوقت نزل جبريل –عليه السلام- بتشريع صلاة الخوف، ووقف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصلى بالمسلمين صلاة الخوف لأول مرة، وصفتها أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى وصلى خلفه نصف الجيش، والنصف الثاني من الجيش وقف خلف المسلمون لحراستهم، وأتم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة ركعتين ثم وهو في التشهد سلم الجيش وانصرف ووقف للحراسة، ثم جاء النصف الثاني الذي كان يقوم بمهمة الحراسة فصلى مع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

ولما رأي "خالد بن الوليد" ذلك قال  كلمة عجيبة قال:

-        إن القوم ممنوعون.

وكان هذا الموقف له أثر كبير في اسلام "خالد بن الوليد" لأنه أسلم بعد صلح الحديبية بشهور قليلة

 

قال "خالد" إن القوم ممنوعون.

وصول المسلمون الى الحديبية

بعد أن صلى المسلمون العصر، انحرف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمسلمين مرة أخري متجنبًا جيش مكة، وأكمل المسلمون طريقهم، ومرة أخري لم يعترض "خالد بن الوليد" ولا جيش مكة المسلمون، وقلنا أن السبب هو خوف مكة من قتال المسلمين، وتهيبهم قتل المعتمرين

وعاد "خالد بن الوليد" بكتيبته الى مكة ليخبر قريش، وكانت مكة في قمة ارتباكها، وغير قادرة على اتخاذ أي قرار

اقترب المسلمون جدًا من مكة، ووصلوا الى بئر اسمه "الحديبية" وقد سمي بذلك الإسم لأن هناك شجرة "حدباء" في هذا المكان، وهذا المكان هو الآن ضاحية من ضواحي مكة، أي أن المسلمين أصبح بينهم وبين مكة اثنين أو ثلاثة كيومتر، وأصبحوا يرونها أمام عيونهم

وأصبح الموقف شديد الحرج، ففي أي لحظة يمكن أن يقع  القتال.

 

اقترب المسلمون من مكة، ووصلوا الى بئر اسمه "الحديبية"

ولكن اثناء سير المسلمين، وقبل دخول مكة، والمسلمون في هذا المكان، حدث أمر عجيب، فقد بركت ناقة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الأرض، ورفضت أن تتحرك

ما الذي سيحدث بعد ذلك ؟

هذا ما سنتحدث عنه في الفصل القادم

*********************************

 

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

 

*********************************