Untitled Document

عدد المشاهدات : 1902

الفصل الثامن بعد المائة: زواج "على بن أبي طالب" من "فاطمة" بنت الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ السابع: الأحداث من "بدر" الى "أحد"

الفصل الثامن بعد المائة

*********************************

زواج على بن أبي طالب من فاطمة

بنت الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 *********************************

 

*********************************

سيرة وفضل السيدة "فاطمة"

من أحداث السنة الثانية من الهجرة، زواج على بن أبي طالب من فاطمة بنت الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

والسيدة فاطمة هي أصغر بنات الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكانت أكثرهن شبهًا بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى مشيتها كانت تشبه مشية الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وقد كان يطلق على السيدة فاطة "أم أبيها" لأنها كانت شديدة الرعاية للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والسهر عليه كأنها أمه

وكانت –رضى الله عنها- معروفة بالصدق الشديد، تقول عنها السيدة عائشة        "ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها"

ومن صفاتها أيضًا أنها كانت –رضى الله عنها- شديدة الحياء، لدرجة أنها كانت تخشي أن يصفها الكفن بعد الموت، فطلبت أن يوضع جثمانها بعد موتها في نعش، فكانت أول من استعمل النعش من المسلمين

والسيدة فاطمة –رضى الله عنها- من خير نساء العالمين، لقول الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ".

وقال عنها الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حديث رواه البخاري ومسلم أنها "سيدة نساء هذه الأمة"

 

مكان ولادة السيدة "فاطمة"

"على بن أبي طالب" يطلب السيدة "فاطمة" للزواج

بلغت السيدة فاطمة خمسة عشر عامًا، وبدأ الصحابة يطلبون من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الزواج منها

فجاءت امرأة الى "على بن أبي طالب" وقالت له: هل علمت أن فاطمة خطبت الى رسول الله ؟ أي طلبت للزواج

قال على: لا قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك ؟

فقلت: وعندي شيء أتزوج به ؟

قال على: إنك ان جئت رسول الله زوجك

يقول على: فمازالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله

يقول: وكانت لرسول الله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما أستطيع أن أتكلم

فقال له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما جاء بك ؟ ألك حاجة ؟

يقول: فسكت

فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لعلك جئت تخطب فاطمة !

قال على: نعم

فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وهل عندك من شيء تستحلها به ؟

قال على: لا والله يا رسول الله

فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما فعلت الدرع التى سلحتكها

قال على: عندي

قال: فابعث بها

يقول على: ما ثمنها أربعمائة درهم، وهي صداق فاطمة بنت رسول الله

الزواج

 

صداق "فاطمة" وجهازها وزواجها ونسلها

هكذا كان مهر السيدة فاطة درع يساوي أربعمائة درهم

وكذلك كان جهازها بسيطًا جدًا عبارة عن سرير ووسادة من جلد كبش حشوها ليف، وهو قشر النخل عند سقفها

وتم عمل وليمة من طعام بسيط من شعير وتمر

وأرسل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى فاطمة فجاءت مع أم أيمن بركة الحبشية وقعدت في جانب البيت، وعلى بن أبي طالب في جانب آخر، ثم قال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لفاطمة "ائتني بماء" فقامت –رضى الله عنها- تعثر في ثوبها من الحياء، فمج الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه، ثم نضح على رأسها، وقال     "اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" وفعل مثل ذلك مع على، ثم قال "أدخل بأهلك باسم الله والبركة" وسجد "على بن ابي طالب" شكرًا لله تعالى

وكان عمر فاطمة حين تزوجت حوالى 16 عام، وعمر على 22 عام

وكل نسل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاء من السيدة فاطة، لأن كل أبناء الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الذكور ماتوا صغارًا، وهم "القاسم" و"عبد الله" وقد ماتا في الجاهلية، و"ابراهيم" وقد مات في الإسلام

 و"زينب" البنت الكبري ولدت: "على" مات صغيرًا، و"أمامة" وقد انقطع نسلها، و"رقية" أنجبت "عبد الله بن عثمان بن عفان" مات صغيرًا، و"أم كلثوم" لم تنجب

أما فاطمة فقد أنجبت: الحسن، والحسين، والمحسن، وقد مات المحسن صغيرًا، وزينب، وأم كلثوم

 

السيدة "فاطمة" تتزوج في نفس عام وفاة أختها "رقية"

ولكن الملاحظ هنا أن السيدة فاطمة تزوجت من ابن عم أبيها "على بن أبي طالب" ، في السنة الثانية من الهجرة، وهو نفس العام الذي ماتت فيه السيدة "رقية" بنت الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأننا قلنا أن السيدة رقية ماتت في نفس وقت غزوة بدر، أي أنها ماتت في رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وكان زواج "فاطمة" في نفس العام في السنة الثانية من الهجرة

بل الأكثر من ذلك أننا سنري بعد هذا أن "عثمان بن عفان" قد تزوج من أخت السيدة "رقية" الأصغر منها، وهي السيدة "أم كلثوم" في ربيع الأول من السنة الثالثة، أي بعد وفاة "رقية" بحوالى ستة شهور

و الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفسه تزوج في شعبان من السنة الثالثة من الهجرة من السيدة "حفصة بنت عمر" وتزوج في رمضان من السنة الثالثة من الهجرة من السيدة "زينب بنت خزيمة" وسوف نتناول هذه الأحداث ببعض التفصيل لاحقًا، ولكن الشاهد أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تزوج مرتين قبل أن يمر عام واحد على وفاة ابنته السيدة "رقية"

والمعنى الهام جدًا في ذلك:

-        أن الدنيا لاتتوقف على موت أحد

-        أن النظرة الصحيحة للزواج أنه شعيرة دينية، وليست كما ينظر اليها البعض الآن أنه أحد متع الدنيا

 

"فاطمة" تتزوج قبل أختها الأكبر منها سنًا

الملاحظة الثانية في زواج السيدة "فاطمة" أنها تزوجت قبل أختها "أم كلثوم" مع أن "أم كلثوم" أكبر منها سنًا، فلا عضاضة اذا تزوجت البنت الصغري قبل أختها الأكبر منها سنًا، واذا كانت هناك أي فضيلة في أن تنتظر الأخت الصغري أختها الأكبر منها، لكان الأولى بذلك بيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************