Untitled Document

عدد المشاهدات : 2692

الفصل الأول: العالم قبل مولد وبعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (أسرار السيرة الشريفة- منهج حياة)

الجزء الأول

أهم الأحداث قبل مولد وبعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

الفصل الأول

العالم قبل مولد وبعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وُلِدَ الرسول –صلى الله عليه وسلم- في سنة  571 ميلادية، وبالتحديد في 20 ابريل سنة 571 ميلادية

فكيف كان شكل العالم في هذا العام، وهو عام 571 م أو في هذا القرن، وهو القرن السادس الميلادي ؟

كان العالم حين وُلِدَ الرسول –صلى الله عليه وسلم- تحت سيطرة قويتين كبيرتين استعمارتين، وهما: الإمبراطورية البيزنطية في الغرب، والامبراطورية الفارسية في الشرق، وكل امبراطورية كانت تسيطر تقريبًا على نصف العالم القديم

الإمبراطورية البيزنطية (الدولة الظالمة)

الإمبراطورية البيزنطية كانت قد تأسست عام 330 م على يد الإمبراطور "قسطنطين الأول" وكانت تضم ثلاثة أرباع أوروبا تقريبًا، ومناطق من آسيا، ودول حوض البحر المتوسط كلها -ومنها مصر- أي أنها تضم عشرات الدول الموجودة الآن


   الإمبراطورية الرومانية في أقصى اتساع لها

وكانت الدولة البيزنطية دولة ظالمة، فكانت تفرض على الشعوب المحتلة ضرائب باهظة جدًا مما أدي إلى فقر شديد لكل الشعوب التي تحكمها، وكانت الامبراطورية تعمل على نهب ثروات الشعوب التى تحتلها، ومصر مثلًا كان يطلق عليها "سلة غذاء الإمبراطورية الرومانية" وكان الأقباط في مصر والشام مخالفين لمذهب الامبراطورية، فكانوا يتعرضون للقتل والسجن والتعذيب، ولذلك فان "عمرو بن العاص" فتح مصر بأربعة آلاف مقاتل فقط لأنه كان يعلم ما يعاني منه المصريون في ذلك الوقت، ويعلم أن المصريين سيساعدونه وقد ساعدوه بالفعل

أما في داخل الدولة البيزنطية نفسها، فقد كانت هناك طبقتين بينهما تفاوت شديدًا: وهما طبقة النبلاء الذين يعيشون في ترف شديد، والطبقة الثانية وهي كل الشعب يعيشون في فقر مدقع، ونتيجة ذلك الفقر الشديد، تأخر سن الزواج وانصرف الشباب الى الزنا

وكانوا يعشقون اللعب واللهو، وألعابهم فيها دموية، مثل لعبة المصارعة التى يجب أن تنتهي بقتل أحد المتصارعين، بينما الجمهور المتفرج يهلل ويشجع، وأحيانًا هناك مصارعة بين أحد العبيد مع أسد أو نمر أو حيوان مفترس آخر، وهي مثل مصارعة الثيران في أسبانيا الآن، لدرجة أن بعض الحيوانات انقرضت بسبب كثرة استخدامها في هذه الألعاب، وكان كل ذلك في سبيل أن تضحك الناس وتتسلي بالقتل

 

 اللعب واللهو عند الرومان كانت مصراعات دموية تقشعر لها الأبدان 

واذا كان هذا هو اللعب واللهو فقد كانت العقوبات فظيعة تقشعر منها الجلود، ولا داعي لذكرها

وعندما استولي الرومان على مدينة القدس، أمروا اليهود بقتل أبنائهم ونسائهم، ثم أخذوا يجرون القرعة بين كل يهوديين، ومن يفوز بالقرعة يقوم بقتل صاحبه حتى ابيد اليهود في القدس عن آخرهم

وكانت ديانة الدولة البيزنطية هي الديانة المسيحية، ولكن كانت تعاليم المسيح –عليه السلام- التى غرسها من نحو 600 سنة قد ضاعت، وتم تحريفها حتى اقتربت جدًا من الوثنية

*********************************

 الامبراطورية الفارسية (دولة الكفر)

في الشرق كانت الامبراطورية الفارسية، وكانت أكبر في مساحتها من الامبراطورية البيزنطية، واحتلت مصر في أحد فتراتها

 الإمبراطورية الفارسية في أقصى اتساع لها

 

 وكانت –أيضًا- فيها طبقتين بينهما تفاوت كبير جدًا: وهي طبقة شديدة الغنى والترف وهم الحكام والكهان، وطبقة ثانية شديدة الفقر، وهم بقية الشعب

وفي الامبراطورية الفارسية كانوا يعبدون النار، وكان لها معابد منتشرة في كل الامبراطورية، وكانت هذه النار لا تطفأ ابدأ لأن هناك نوبتجيات لاستمرار اشتعالها، وكان داخل المعبد آداب وشرائع دقيقة، أما خارج المعبد فهم أحرار يفعلون ما يريدون

  

  صورة تخيلية لعبدة النار

وكانوا يبيحون زواج المحارم من الأمهات والأخوات والعمات وبنات الأخ، ومثلًا "كسري يزدجرد الثاني" كان متزوجًا من ابنته ثم قتلها، وكانت المرأة في فترة الحيض تنفي الى مكان بعيد خارج المدينة

وكان هناك تقديس للأكاسرة والناس يسجدون لهم، كما يسجدون لقيصر في الدولة البيزنطية، واذا دخل أحد على كسري فانه يقف منه على قدر طبقته، فالأمراء يقفون على مسافة خمسة أمتار، ومن ليس من الأمراء يقف على مسافة عشرة أمتار

*********************************

الهند (دولة المائة ديانة)

كذلك كان الحال في الهند، تفاوت صارخ بين الطبقات، ولديهم أكثر من مائة ديانة، وكان من عادتهم حرق المرأة التى يتوفي عنها زوجها لأنه لم يعد لها قيمة بعد وفاة زوجها

*********************************

أوروبا (قارة الجهل والتخلف)

وأوروبا كذلك كانت تعيش في عصر مظلم ينتشر فيه الجهل والأمية، وضياع القيم، وظلم المرأة

وكان من جهلهم أنهم لا يستحمون الا مرة واحدة فقط خلال العام، وربما يعيش حياته كلها لا يستحم، لأن الاستحمام في اعتقادهم كان يضر الصحة، وكانوا كذلك لا يغسلون ثيابهم أبدًا حتى تبلي، وكانوا يعتقدون أن الوسخ الذي فيها من عرقهم تصح به أبدانهم ولذلك كان مؤرخ غربي يقول "لا بد أن رائحة أوروبا في ذلك الوقت لا تطاق"

وكان المثقفون في أوروبا مشغلون بقضايا غريبة، مثل هل المراة انسان أم حيوان ؟ هل الروح التى في المرأة روح انسان أم حيوان ؟

*********************************

الأمريكتين وأستراليا (الطفولةالحضارية)

بالنسبة للأمريكتين واستراليا فقد كانت تعيش في طفولة حضارية،  وحياة بدائية تمامًا

 صورة من الحياة البدائية في أمريكا الشمالية

*********************************

أظلم فترة في التاريخ

هناك مؤرخ انجليزي اسمه "هربرت جورج ويلز" يتحدث عن هذه الفترة ويقول: "لم يشهد العالم فى تاريخه فترة أظلم ولا أسوأ ولا أكثر يأسًا فى المستقبل من القرن السادس الميلادى، فقد أصاب العالم فى تلك الفترة الشلل الكامل، و كانت أوروبا أشبه برجل ضخم مات و تعفنت جثته، وكان ذلك حتى ظهر محمد نبى المسلمين"

هربرت جورج ويلز 

*********************************

هذا هو حال العالم وقت ولادة وبعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولكن تغير شكل العالم تمامًا بعد بعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى العالم الحديث وهو الأمريكيتين واستراليا، والذي كان مجهولًا وقت بعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تغير شكله بعد بعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه بعد اكتشاف هذه القارات، تأثرت بالعالم القديم الذي كان قد تغير بالفعل نتيجة بعثة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

ولذلك الكتاب الشهير "العظماء مائة وأعظمهم محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منهج هذا الكتاب هو ترتيب العظماء بحسب قوة تأثيرهم في العالم، ولذلك وضع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قمة هذه القائمة، لأنه أكثر شخصية في التاريخ، كان لها تأثيرًا ايجابيًا على العالم كله

 غلاف كتاب العظماء مائة المترجم الى العربية

 

 

نقترب في الفصل التالي أكثر من البيئة التى ظهر فيها الإسلام، فنتحدث عن الجزيرة العربية وقت بعثة النبي –صلى الله عليه وسلم-