Untitled Document

عدد المشاهدات : 42

الحلقة (577) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" ملاحظة عن قصة نُوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- كما وردت فَي سُورَة هُوُد

الحلقة رقم (577)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ملاحظة عن قصة نوح
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

انتهينا في الحلقة السابقة من قصة نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- وهناك ملاحظة عن قصة نوح كما جائت في سورة هود فاتنى أن أذكرها في الحلقة السابقة.
قول الله تعالى في الآية رقم (42)
(ونادي نوح ابنه وكان في معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) نلاحظ في قوله تعالى (يا بنى اركب مّعنا) عند حفص وأبو عمرو والكسائي
أننا نضغم الباء الساكنة في الميم، والإدغام هو ادخال حرف ساكن في حرف متحرك، فينطقان كأنهما حرف واحدة، فتنطق هكذا
(اركمّعنا)  ولذلك تجد في رسم المصحف الباء معراة والميم مشددة.
وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن الذي أدغمت فيه الباء مع الميم.
في أي موضع آخر من القرآن، اذا جائت الباء ساكنة وبعدها ميم، تقلقل الباء، مثل قوله تعالى
(يعذب من يشاء) الباء الساكنة مقلقلة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لماذا عند حفص وأبو عمرو والكسائي تضغم الباء في الميم في هذا الموضع من القرآن العظيم؟
د. سامح القلينى تحدث في هذا الأمر وقال أن هذا النداء من نوح لإبنه الكافر كان أثناء الطوفان والموج كالجبال، وبعد المفسرين على أن هذا كان مع بداية الطوفان، أيا كان فان الوقت ضيق، والثانية الواحدة تعنى حياة أو موت.
ولذلك فان نوح يتكلم بسرعة.
وهذا موجود عند العرب، كما في بيت الشعر:
قُلتُ لَها قِفي فَقالَت قافِ.
(قُلتُ لَها قِفي) يعنى قِفي حتى تستريحي، فَقالَت قافِ، يعنى قافني واتبعنى، كأنها من سرعتها واستعجالها، لم تقل "قافنى" ولكن قالت (قافِ)
فقرئها جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ- وقرئها الرسول ﷺ بادغام الباء في الميم، بدلًا من قلقلة الباء، لأن القلقة تأخذ وقت أطول، ولو كان هذا الوقت الأطول ثانية واحدة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وفي نفس الوقت رد الإبن الكافر على أبيه نوح  فيه عدة مدود (سآوي الى جبل يعصمنى من الماء) 
(سآوي) مد بدل حركتين

(سآوي الى) مد منفصل حركتين أو أربعة أو خمسة

(الى) مد طبيعي حركتين

(الماء) مد متصل أربع أو خمس حركات،

مما يعطي صورة عن استهتار الإبن بالموقف، واستهتاه بنداء أبيه ولهفته.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الأستاذة/ رضا جنيدية تحدثت عن هذا الإدغام الفريد في قراءة حفص (يا بنى اركب مّعنا)
صوت الميم المشددة الناتجة عن اضغام الباء بالميم، كأنه صوت أنين مكتوم.
ليعبر عن ألم الأب وحزنه الدفين وهو يري ابنه وهو يهلك أمام عينيه وهو لا يملك له شيئا.
هل علمت لماذا عندما تقرأ هذه الآيات أو تسمعها بتدبر فانك تبكي؟
ولذلك نقول أن أحكام التجويد في القرآن تخدم المعنى.
واذا قرأت القرآن بأحكام التجويد، فانها تساعدك على فهم القرآن، وعلى التأثر بآياته.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أمر آخر عن قصة نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ-
هناك أثر في بعض كتب التفسير عن ابن عباس، والله أعلم بصحته قال: قال الحواريُّون لعيسى ابن مريم: لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة فحدَّثنا عنها ! قال: فانطلق بهم حتى انتهى بهم إلى كثيب من تراب، فأخذ كفًّا من ذلك التراب بكفه، قال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا كعب حام بن نوح.
قال: فضرب الكثيب بعصاه، قال: قم بإذن الله ! فإذا هو قائمٌ ينفُض التراب عن رأسه قد شَابَ ، قال له عيسى: هكذا هلكت؟ قال: لا ولكن مِتُّ وأنا شابّ، ولكني ظننت أنها الساعة، فمن ثَمَّ شِبتُ.
قال: حدثنا عن سفينة نوح.
قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ست مائة ذراع، (يعنى حوالى 600 متر طول و 300 متر عرض) وكانت ثلاث طبقات، فطبقة فيها الدوابُّ والوحش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير.
بقية الأثر كلام غير منطقي، والله أعلم بصحة ما ذكرت.

        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇