Untitled Document

عدد المشاهدات : 61

الحلقة (570) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيات (12) و(13) و(14) من سورة "هًود"- (فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ ….

الحلقة رقم (570)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

تفسير وتدبر الآيات (12) و(13) و(14)  من سورة "هًود"- ص 222
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡء وَكِيلٌ ﴿١٢﴾ أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَر مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰت وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿١٣﴾ فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴿١٤﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡء وَكِيلٌ ﴿١٢﴾
كان الرسول ﷺ لا يتوقف عن قراءة القرآن على كفار قريش، لأن هذا هو دوره ﷺ أن ينقل وحي الله تعالى.
فكان الرسول ﷺ اذا قرأ على قريش الآيات التى فيها استهزاء بعبادتهم للأصنام، أو تسفيه لعقولهم، أو تهديدهم بالعذاب، مثل قوله تعالى (فلعنة الله على الكافرين) أو قوله تعالى
(كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ) أو (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) أو (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) أو (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
ومثل هذه الآيات التى فيها تهديد للمشركين كثيرة لا حصر لها.
فكان الرسول ﷺ اذا قرأ هذه الآيات على مسامع قريش، كان ذلك يثير غضبهم ويستفزهم، وكانوا يقابلون هذا بالسخرية والإستهزاء والسب والإيذاء للرسول .
فكان الرسول ﷺ ربما يتجنب قراءة الآيات التى فيها استفزاز للمشركين.
فنزل قول الله تعالى
(فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ)
يعنى أنت -يا محمد- أحيانًا تترك وتتجنب قراءة بَعۡضَ آيات القرآن الكريم على كفار قريش التي تثير حفيظتهم وتغضبهم وتستفزهم، أو أن الرسول لم يفعل ولكنه هم بذلك.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ) ويضيق صدرك بقراءة هذه الآيات عليهم، يعنى لا يضيق صدر الرسول ﷺ بقراءة الآيات، حاشاه ﷺ، ولكن يضيق صدره بقراءة هذه الايات عليهم. لأنهم يقابلون هذه القراءة بالإستهزاء والإيذاء.
لأن الذي يتكلم يتكلَّم بإقبال الناس عليه، والإصغاء اليه، وقبول كلامه، فاذا أعرضوا عنه، وسخروا من كلامه، فان نفسه تضيق، ولا يستطيع الاسترسال في الكلام، ولذلك اذا تحدث متحدث ووجد المستمع غافلًا أو منشغلًا عنه فانه يعابته على ذلك، ويقول له انتبه لما أقول.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك فليس معنى (فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ) أن الرسول ﷺ ترك هذه الايات بالكلية، حاشاه ﷺ ألا يؤدي دوره في نقل وحي الله -تعالى- كاملًا، فالرسول ﷺ كان يقرأ هذه الآيات على أصحابه، ويتدارسها معهم سواء في دار "الأرقم بن أبي الأرقم" أو في غيره، ولكن -كما ذكرنا- كانت هناك آيات معينة تغضب الكفار وتستفزهم، فكان الرسول ﷺ يتجنب قراءة هذه الايات على مسامعهم حتى لا يتعرض للإيذاء من الكفار.
وأيضًا ليس معنى
(وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ)
أن الرسول ﷺ كان -وحاشاه- أن يضيق صدره بقراءة آيات القرآن العظيم، فقد كان ﷺ يقوم ادني من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، ولكن المعنى أن الرسول ﷺ كان يضيق صدره بقراءة القرآن على مسامع كفار قريش.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌ)
وهذا فيه استنكار، يعنى هل تريد يا محمد بدلًا من أن تقرأ عليهم القرآن أن تجيبهم الى ما طلبوه، وجعلوه شرطًا للإيمان بك، وهو ان ينزل الله عليك بدلًا من القرآن (كَنزٌ) يعنى مال كثير.
(أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌ) أَوۡ يرسل الله مَعَك مَلَكٌ يشهد لك يصدق الرسالة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّمَآ أَنتَ نَذِير والله على كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
يعنى أنت دورك فقط يا محمد هو إنك نذير لهؤلاء.
ليس مسئولًا عن ايمانهم، يعنى لن نسألك ولن نحاسبك يوم القيامة على ايمانهم وعدم ايمانه، ولكن ستحاسب على تبليغ الرسالة، ولذلك لا يجب أنك تقول سأقرأ عليهم هذه الآية، ولا أقرأ عليهم هذه الآية.
أنت تقرأ عليهم كل ما أوحي الله اليك.

(والله على كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)
يعنى والله -تعالى- هو الذي يتولى كل ما هو بعد ذلك.
أنت تبلغ ما أمرك الله بتبليغه.
ولا شك أن هذه الآية الكريمة تعبر عن الفترة الحرجة التي نزلت فيها هذه السورة الكريمة، والتي نوهنا عنها في حلقة "بين يدي سورة هود" وقلنا إن السورة الكريمة نزلت في فترة هي أشق الفترات وأكثرها حرجًا، بعد وفاة النصيرين الكبيرين للرسول ﷺ، وهما أبو طالب وخديجة، والتي تكاثر فيها إيذاء المشركين للرسول ﷺ ولأصحابه.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَر مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰت وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿١٣﴾
يعنى أنتم تقترحون آيات ومعجزات وتجعلونها شرطًا للإيمان، مع أن الله -تعالى- أنزل هذه المعجزة وهي القرآن الكريم، ولذلك قال تعالى (أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ)
يعنى أَمۡ يَقُولُونَ إن محمد ﷺ قد افتري هذا القرآن من عند نفسه، يعنى جاء بهذا القرآن من عند نفسه.

(قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَر مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰت) يعنى اذا كنت أنا قد أختلقت هذا القرآن من عند نفسي، فَأۡتُواْ أنتم ِعَشۡرِ سُوَر مِّثۡلِ سور القرآن مُفۡتَرَيَٰت
وكان العرب عندهم ما يطلق عليه فن المعارضة الشعرية، وهي نوع من المباريات أو التنافس بين الشعراء، يعنى تكون هناك قصيدة لشاعر، فيأتي شاعر آخر فينسج قصيدة جديدة على منوال القصيدة الأولى، وتكون متفقة مع القصيدة الأولى في الوزن والقافية
فأنتم تقولون أن محمد شاعر.. اذن عارضوا القرآن

(وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ)
وأنتم تزعمون أن هناك من يساعدني في اختراق هذا القرآن العظيم، (انما يعلمه بشر) فاستعينوا أنتم بمن تريدون الاستعانة به، سواء الآلهة الأصنام التي تشركونها في العبادة مع الله، أو جهابذة اللغة والشعر والنثر، وأصحاب المعلقات، وأنتم -أيها العرب- أهل اللغة والفصاحة، أو الحكماء أو الكهنة أو غير ذلك.
وقال
(مِّن دُونِ ٱللَّهِ) إشارة الى أن الله -وحده- هو القادر على أن يأتي بمثل القرآن.
(إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ) تأكيذ لكذبهم في ادعائهم أن الرسول ﷺ قد جاء بهذا القرآن من عند نفسه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الآية هي المرحلة الثانية من مراحل تحدي العرب بمعجزة القرآن الكريم.
المرحلة الأولى هو أن تحداهم أن يأتوا بمثل القرآن، كما في سورة الإسراء وسورة الطور.
في سورة الإسراء يقول - تعالي
(قُل لَّئِنِ اجتمعت الإنس والجن على أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هذا القرآن لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا) وفى سورة الطور يقول - تعالى– (فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ)
ثم المرحلة الثانية في هذه الآية الكريمة، وهي ان يأتوا بعشر سور من القرآن: 
(قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَر مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰت)
ثم المرحلة الثالثة، في سورة يونس (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ)
ثم المرحلة الرابعة والأخيرة في سورة البقرة (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) 
ليس مثلها ولكن تشبه حتى سورة من سور القرآن.
وهذا التدرج في التحدي، فيه امعان في التحدي، وإظهار لعجز المنافس.
كمن يتحدي آخر في جمال الخط، ويقول له أكتب صفحة في مثل جمال خطي، فاذا عجز يقول له اكتب سطر واحد، ثم يقول له اكتب كلمة واحدة.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ومعجزة القرآن العظيم له أوجه كثيرة جدًا، منها فصاحته وبلاغته وأسلوبه البديع المخاف لكل اساليب العرب.
ومنها الإعجاز في التشريع، سواء التشريع الديني أو المدنى أو السياسي أو غير ذلك.
ومنها الإعجاز في الإنباء عن الغيوب، سواء التي كانت في الماضي، أو الغيوب المستقبلية.
ومنها الإعجاز في العلوم، والتي لم تكتشف الا بعد نزول القرآن بقرون طويلة.
هناك اعجاز عددي 
الحقيقة هل تستطيع أن تُلقي على الناس محاضرة، ثمّ يُكتشف من هذه المحاضرة أنَّ فيها كلمات متوازية مع كلمات أُخرى، مثلاً عدد حروف الجر ( الباء )كعدد حروف الجر (من) ؟ هذا فوق طاقة البشر، فإنك تجد في القرآن الكريم كلمة اليوم مذكورة فيه ثلاثمائة وخمساً وستين مرَّة بالضَّبط، وكلمة شهر مذكورة فيه اثنتي عشرة مرَّة، وكلمات الملائكة تُكافئ كلمات الشياطين، وكلمات الجنّة تُكافئ كلمات النار، وكلمات الدنيا تكافئ كلمات الآخرة، هذا فوق طاقة البشر، فلو تتبَّعنا تَكرار الكلمات الحِسابي، لوَجَدنا العَجَب العُجاب، فهناك إعجاز حِسابي، وهناك إعجاز رياضي، وهناك إعجاز بياني، وهناك إعجاز تشريعي، وهناك إعجاز لُغوي، لأنَّ الله عز وجل كماله مطلق، فكما أنّ كماله مطلق فكمال كلامه مطلق

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومن اللطائف التي قيلت في هذه الآية الكريمة، أن سورة "هود" ترتيبها هو الحادي عشر في المصحف، ولذلك ناسب ان يكون التحدي بعشر سورة، لأن عدد السور قبل "هود" هو عشرة سور.
بينما في سورة "البقرة" تحدي بسورة واحدة، لأن قبل سورة البقرة في ترتيب المصحف، سورة واحدة وهي سورة "الفاتحة"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ﴿١٤﴾
يعنى: فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ الذين استعنتم بهم في الإتيان بعشر سور من مثل القرآن . (وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ)
وهم لن يستجيبوا لكم قطعًا.
(فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ) يعنى فَٱعۡلَمُوٓاْ وأيقنوا وتأكدوا أن هذا القرآن، من عند الله تعالى، واعلموا صدق محمد ﷺ فيما بلغ عن ربه.
(أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ) يعنى مشتملًا على علم الله تعالى.
(فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ) فهل أَنتُم داخلون في الإسلام، متبعون للرسول ﷺ

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويمكن أن يكون الخطاب موجهًا الى الرسول ﷺ والى الصحابة، يعنى الله -تعالى- تحدي المشركون أن يأتوا بعشر سور من القرآن.
(فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ) فان لم يفعلوا وعجزوا عن ذلك.
(فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ)
يعنى فازدادوا علمًا ويقينَا بأن هذا القرآن الكريم أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ.
(فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ) يعنى فَهَلۡ أَنتُم ثابتون على الإسلام، ومستسلمون لأمر الله تعالى.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الذي يقرأ الفرآن الكريم، يلفت نظره، أن قوله تعالى (فإلم يستجيبوا) حذفت النون، مع أن الأصل أن تكتب (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا) كما في سورة القصص الآية (50)
وسواء كتبت أو لم تكتب فالمعنى واحد، والمنطوق واحد، يعنى الإثنين نفس النطق:
(فإلم يستجيبوا)
في الآيتين النون لا تنطق، مدمغة في اللام، ولذلك في الايتين اللام مشددة.
ما سر أنها كتبت في هذه الاية الكريمة بحذف النون، بعض العلماء له اجتهادات في هذا الأمر.
منها أن في سورة "هود" التكذيب لمحمد فقط، أما في سورة "القصص" التكذيب لمحمد وموسي.
ولذلك جائت في سورة "هود" في كلمة واحدة، بينما جائت في سورة القصص في كلمتين.
ولكن هو دليل على أن القرآن الكريم توقيفي حتى في رسمه.
ومعنىى توقيفي أنه نزل هكذا، وكتب بين يدي الرسول ﷺ  بهذه الصورة، ولا تدخل للبشر حتى في طريقة كتابة حروف القرآن العظيم.

 

        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇