Untitled Document

عدد المشاهدات : 96

الحلقة (555) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيات (62) و(63) و(64) من سورة "يُونُس"- (أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ ۦ ….

الحلقة رقم (555)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

تفسير وتدبر الآيات (62) و(63) و(64) من سورة "يُونُس"- ص 216
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴿٦٢﴾ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴿٦٤﴾ 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴿٦٢﴾
الأَوۡلِيَآءَ: جمع: ولىّ، والولىّ هو: القريب والناصر والمحب.
وأصل الولىّ من القرب، كما نقول: "فلان يليه في الصف" يعنى الذي بعده مباشرة، ويقول الرسول "كُلْ مما يليك" يعنى كل مما أمامك، وتطلق على القريب في النسب، كما نقول "أولياء المتوفي" يعنى أقاربه.
وأخذ منها الناصر لأن الإنسان يستنصر بأقرب شخص له. 
وأخذ منها المحب، لأن الإنسان يحب أن يكون قريبًا ممن يحبه، يقول المثل "الرجل تدب مطرح ما تحب" 
اذن أصل الوليّ من القرب، وأخذ منها "الناصر" وأخذ منها "المحب".
ولذلك من أسماء الله الحسنى "الولى" قال تعالى في سورة الشوري
(فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ) لأن الله -تعالى- قريب من كل خَلْقه، كما قال تعالى (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) 
ويقول تعالى في سورة البقرة (ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ) يعنى الله تعالى قريب من ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قرب خاص، كما أن الله مع كل الناس، ولكن هناك معية خاصة للمؤمنين: (لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) 
حتى نحن نقول "فلان هذا قريب من ربنا"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ونحن نري أن من يقترب من انسان في الدنيا، فان خير هذا الإنسان يفيض عليه، يعنى من يقترب من العالم يأخذ بعضًا من علمه، ومن يقترب من قويّاً يأخذ بعضاً من القوة، ومن يقرب غنيًا كريمًا وهو فقير فالغنى يعطيه من ماله.
ولله المثل الأعلى، من يكون قريبًا من الله -تعالى- فان الله -تعالى- يفيض عليه فيوضات لا حصر لها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من هو الولى؟
أجاب الله تعالى في الآية التالية فقال تعالى في صفة الأولياء:
(الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
اذن هناك شرطان للولاية: الإيمان بالله، وتقوي الله.
الحمد لله كلنا مؤمنون بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، اذن الشرط الأول متحقق والحمد لله.
يتبقى الشرط الثاني وهو تقوي الله تعالى، وتقوي الله يعنى: أداء فرائضه، واجتناب محارمه.
ويكررها د. محمد خير كثيرًا: اجتناب النواهي، اتقان الفرائض، أداء ما استطعت من النوافل.
ان استطعت أن تحقق هذه الثلاثة، فأنت ولى لله تعالى.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

روي أن النبي ﷺ لَمَّا قَضَى صَلاتَهُ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ، -يعنى الأنبياء وَالشُّهَدَاءُ يوم القيامة يتمنون أن يكونوا في مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ-  فَجَثَى رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَخْبِرْنَا مَا هُمْ وَمَا أعمالهم، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِسُؤَالِ الأَعْرَابِيِّ، ثم قال ﷺ: هم قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلا أَمْوَالٍ يَتَقَاضُونَهَا، وَاللَّهِ إِنَّ وجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَثِيَابُهُمْ نُورٌ، وعلى مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وعن سعيد بن جبير قال: سئل النبي ﷺ:  عن "أولياء الله"، فقال ﷺ:  الولي هو الذي إذا رُئِي ذُكِر الله.
يعنى: بمجرد أن تراه تذكر الله تعالى، هناك شخص إذا رأيته تذكر كرة القدم، لأنه يتحدث كثيرًا عن كرة القدم، ويحلل المباريات، وعنده معلومات غزيرة عن اللاعبين والفرق الرياضية، وهناك شخص بمجرد ان يذكر تبتسم، لأنه خفيف الدم، وله قفشات ويقول نكت مضحكة، وهناك شخص اذا رأيته أو مجرد أن تسمع اسمه يذكرك الله تعالى، لو قلت لك الشيخ الشعراوي، ستذكر فورًا القرآن الكريم، عندما تري د. محمد خير، أو د. حازم شومان، ستتذكر الله تعالى.
فعندما سئل الرسول ﷺ عن "الولي" قال الولي هو الذي إذا رُئِي ذُكِر الله.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عَنْ وَهْبٍ بن منبه قَالَ: قَالَ الْحَوَارِيُّونَ: يَا عِيسَى مَنْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ؟ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: الَّذِينَ تَرَكُوا مَا عَلِمُوا أَنْه سَيَتْرُكَهُمْ، يَهْدِمُونَ الدنيا فَيَبْنُونَ بِهَا آخِرَتَهُمْ، وَيَبِيعُونَهَا فَيَشْتَرُونَ بِهَا مَا يَبْقَى لَهُمْ، رَفَضُوهَا فَكَانُوا بِرَفْضِهَا من الْفَرِحِينَ، بَاعُوهَا وَكَانُوا بِبَيْعِهَا هُمُ الْمُرْبِحِينَ، وَنَظَرُوا إِلَى أَهْلِهَا صَرْعَى قَدْ حَلَتْ فِيهِمُ الْمَثُلاتُ، وَأَحْيُوا ذَكَرَ الْمَوْتِ وَأَمَاتُوا ذِكْرَ الْحَيَاةِ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أولياء الله قوم: صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من البكاء، خمص البطون من الجوع.
وقيل: الأولياء هم الراضون بالقضاء، والصابرون على البلاء، والشاكرون على النعماء.
كل هذه معاني جميلة تجول حول قول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
وقيل أَوْلِيَاء الله هم الذين يتولون الله بالطاعة، ويتولاهم الله بالكرامة.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وكرامات الأولياء ثابتة بالقرآن، مثل الكرامات التي وقعت للسيدة مريم (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) والكرامات الى وقعت للخضر، وغيرهما، وهناك أحاديث صحيحة عن كرامات وقعت لبعض الصحابة.
ولكن البعض يبالغ كثيرًا في هذه الكرامات، قرأت مرة أن السيد البدوي كان يلقب بالملثم لأنه كان يتلثم خوفا على الناس من نور وجه، يعنى وجهه أكثر انارة من سيدنا رسول الله، وأصر واحد مرة أن يكشف له وجهه، فكشف وجهه ففقد الرجل بصره، يعنى السيد البدوي يعاقب الرجل لأنه طلب أن يري وجهه، بأنه يعميه؟ ويقولون أن "عيسوى المقام" إختصه الله سبحانه وتعالى بكرامات نادرة من نوع ما أختص به سيدنا عيسى عليه السلام .

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هناك مثلًا الشيخ عبد القادر الجيلاني، والشيخ عبد القادر الجيلاني، فقيه حنفي من كبار أهل العلم، وكان معروفًا بالزهد والورع والصلاح؛ ولكن -للأسف- بعض المنتسبين الى التصوف، يكذبون عليه، وينسبون اليه أشياء لا حقيقة لها، ولا توافق الشرع.
من ذلك -مثلًا- قالوا أنه مات أحد مريديه، فشكت إليه أمه وبكت، فرق لها، فطار وراء ملك الموت في المساء وهو صاعد إلى السماء يحمل في زنبيل ما قبض من الأرواح في ذلك اليوم، فطلب منه أن يعطيه روح مريده فرفض ملك الموت، فجذب الزنبيل منه فأفلت فسقط جميع ما كان فيه من الأرواح فذهبت كل روح إلى جسدها، فصعد ملك الموت إلى ربه وشكا له ما فعله عبد القادر فأجابه الله -سبحانه وتعالى- بما لا يصح أن نذكره أدبًا مع الله تعالى. 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أحد الخطباء في المساجد كان يتحدث عن مناقب الشيخ عبد القادر، فقال أنهم كانوا يذبحون للشيخ عبد القادر في مولده - كما كانوا يذبحون للأصنام - فقال إن حدأة خطفت قطعة لحم، فوقعت عظمتها في مقبرة فغفر الله تعالى لجميع من دفن فيها كرامة للشيخ عبد القادر.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بعض المنتسبين للصوفية يقولون: خضنا بحرًا وقف الأنبياء بساحله، يعنى انهم بفضلون أنفسهم على الأنبياء، وهذا من الضلال، حتى أن الإمام "محمد عبده" وصف من يقول ذلك بأنهم أولياء الشيطان، والحقيقة أن كل رسول أو نبي هو ولى لله تعالى، ولا شك أن كل رسول وكل نبي هو افضل من جميع الأولياء.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
نحن نؤمن بكرامات الأولياء، ولكن بدون هذه المبالغات، وبدون هذه الضلالات التى لا توافق الشرع.
واعلم أنه لا يمنع -على الإطلاق- أن يكون وليًا لله تعالى، وليس له كرامات، بمعنى ليس له خوارق للطبيعة، وقد يمنع الله عن الولي هذه الخوارق، حتى لا يدخل في قلبه العجب والغرور، فيكون هذا المنع كرامة من الله تعالى، وهي كرامة لا يراها أحد من الناس، ولا يشعر بها الولي نفسه.
وأعلم أن الولي إذا تفاخر بكرامته وتباهي لها، وتبجح بها، فان الله -تعالى- يسلبها منه، فان المباهاة بالكرامات تضيعها، ومن تظاهر بالكرامة فليس له كرامة.
واعلم ايضًا أن أعظم كرامة هو ان يوفقك الله للطاعة، وأن يعصمك من معصيته.
قال تعالى
(الله وَلِيُّ الذين آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ)
(أَلَآ) أداة تنبيه تزاد في أول الكلام.
(أَلَآ إِنَّ) (إِنَّ) أداة توكيد.
(أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ)
الخوف يكون من شيء في المستقبل، مثل: أنا خائف من الامتحان، أنا خائف من السفر، أنا خائف من مقابلة المدير، وهكذا.
فأَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ فيما يستقبلون من أهوال وعذاب يوم القيامة، بل انهم في أمان الله في هذا اليوم -وهو يوم القيامة- كما قال تعالى
(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) فنجد اولياء الله في هذا اليوم: أما أنهم في ظل عرش الرحمن، أو على منابر من نور، أو على كثيب من مسك، أو في معية عمله الصالح في صورة حسنة ورائحة طيبة، أو في معية الرسول ﷺ
يقول تعالى
(وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) يعنى: وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ من أي خبر يستقبلونه يوم القيامة، بل على العكس لا يستقبلوا يوم القيامة الا الأخبار السارة فقط.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الصفة وهي (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لهم في الدنيا أيضًا.
فأولياء الله -تعالى- لا يخافون لأنهم متوكلون على الله تعالى، وشعارهم في الدنيا هو قول الله تعالى في سورة التوبة
(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون) 
وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ لأنهم راضين بقضاء الله تعالى، ولذك قالوا (الرضا بقضاء الله وقدره هو جنة الدنيا)
هل معنى هذا أن الولى لا يخاف أبدا، ولا يحزن ابدًا ؟
نقول أن الخوف والحزن، من الأعراض البشرية التى لا يسلم منها أحد، ولكن المؤمنون الصالحون لا يجزعون مثل الكفار والعصاة، وانما يكونون أصبر الناس وأرضاهم بسنن الله واقدار الله. 
وقيل من معاني (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) يعنى: لا يخافون على ذريتهم لأن الله -تعالى- يتولاهم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴿٦٤﴾ 
(لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ) البشارة مشتقة من الخبر السار الذي تنبسط له بشرة الوجه.
ما هي بُشۡرَىٰ أولياء الله فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا؟
قال البعض أنها الرُّؤْيا الصّالِحَةُ يَراها المُسْلِمُ أوْ تُرى لَهُ
روي أن أبا الدَّرْداءِ سأل الرسول ﷺ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿لَهُمُ البُشْرى في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ﴾ فَقالَ ﷺ: "
هي الرُّؤْيا الصّالِحَةُ يَراها المُسْلِمُ أوْ تُرى لَهُ فَهي بُشْراهُ في الحَياةِ الدُّنْيا وبُشْراهُ في الآخِرَةِ الجَنَّةُ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لماذا يبشر الولي بالرؤيا الصّالِحَةُ؟
أن الولى يكون مستغرق القلب والروح بذكر الله تعالى، فاذا نام تظل روحه متعلقة بالله تعالى، فتكون الرؤيا الصّالِحَةُ المبشرة.
أما من يكون قلبه متوزع الفكر على أحوال الدنيا، فتكون أحلامه حديث النفس، والذي يكون قلبه مستغرق في المعاصي، تكون أحلامه من الشيطان. 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قيل أيضًا أن من البشري في الحياة الدنيا، أن الملائكة تبشر العبد الصالح عند خروج روحه من جسده أنها ستخرج الى رحمة الله ورضوانه، وأنه سيكون من أهل الجنة، كما روي عن النبي ﷺ أنه قال "إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَةِ، نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ : أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، وهذا هو تفسير قول الله تعالى في سورة فصلت (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أما البشارة في الأخرة فهي أن المؤمن يبشر بالجنة يوم القيامة، الأثر الذي ذكرناه أن أبا الدَّرْداءِ سأل الرسول ﷺ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿لَهُمُ البُشْرى في الحَياةِ الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ﴾ فَقالَ ﷺ: هي الرُّؤْيا الصّالِحَةُ يَراها المسْلِمُ أوْ تُرى لَهُ فَهي بُشْراهُ في الحَياةِ الدُّنْيا، وبُشْراهُ في الآخِرَةِ الجَنَّةُ"
قيل أن هذه البشارة عندما يخرج من قبره، وقيل عندما يعطي كتابه بيمينه. 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِ) لا تغيير لوعد الله -تعالى- لأولياءه بالثواب الجزيل والكرامة ودخول الجنة.
(ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ) ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ الذي لا يعلوه فوز، وهو دخول الجنة.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇