Untitled Document

عدد المشاهدات : 99

الحلقة (552) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيات من (47) الى (53) من سورة "يُونُس"- (وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ ۦ ….

الحلقة رقم (552)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيات من (47) الى (53) من سورة "يُونُس"- ص 214
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴿٤٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿٤٨﴾ قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴿٤٩﴾  قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴿50﴾  أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿51﴾ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿52﴾ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ  ﴿53﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلِكُلِّ أُمَّة رَّسُولۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴿٤٧﴾
يعنى من رحمة الله -تعالى- وعدله أنه -تعالى- أرسل لكل أمة من الأمم رسول.
وهذا رد على من يسال: لماذا لم يرسل الله رسل الى الشعوب في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا وأوروبا وآسيا وأفريقيا والقطب الشمالي؟ لماذا كل الرسل أرسلوا في منطقة الشرق الأوسط؟

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
نقول سؤالك غير صحيح، لأن الله -تعالى- يقول في هذه الآية الكريمة (وَلِكُلِّ أُمَّة رَّسُول) ويقول تعالى (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) 
والله -تعالى- لم يذكر في القرآن الا أسماء 25 رسول فقط، وفي حديث رواه أبو داود أن عدد الرسل 313 رسول، وعدد الأنبياء 124.000 نبي، وهذا الحديث حديث ضعيف، قد يكون العدد أكثر أو أقل، المهم أن عدد الرسل والأنبياء ليسوا هم فقط هؤلاء الـ 25 الذين ذكروا في القرآن، بدليل أن الله تعالى قال (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) وهؤلاء الـ 25 رسول، الذين ذكروا في القرآن، هم رسل أرسلوا في الجزيرة العربية، وما حولها، لأن القرآن نزل في الجزيرة العربية، ولم يكن العرب، على علم لا بأمريكا الشمالية ولا الجنوبية ولا استراليا، ولا غيرها من المناطق.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سؤال آخر: إذا كان الله -تعالى- قد أرسل رسل الى هذه المناطق البعيدة، فكيف لم نعلم عنهم، وأين هي آثارهم؟
والإجابة: أنه من الطبيعي ألا نعلم عن هؤلاء الرسل، ونحن لم نعلم بأسماء الأنبياء الذين أرسلوا في هذه المنطقة الا عن طريق التوراة والانجيل والقرآن، فاذا كانت الكتب في هذه المناطق البعيدة قد ضاعت -كما ضاعت هنا صحف إبراهيم وزبور داوود- فلا سبيل لمعرفة أخبار أو أسماء هؤلاء الرسل.
ومع ذلك فهناك آثار لكتب هي مقدسة عند أصحابها، وقد تكون هذه الكتب هي كتب سماوية تعرضت للتحريف، كما تعرضت هنا التوراة والإنجيل للتحريف، وهذا دليل على وجود أنبياء في هذه المناطق  

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّة رَّسُولۖ)
يعنى أن الله -تعالى- لم يهمل أمة من الأمم، ومن رحمة الله -تعالى- وعدله أنه -تعالى- أرسل لكل أمة من الأمم رسول.
(فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ) فَإِذَا جَآءَ اليهم رَسُولُهُمۡ.
وهنا هناك محذوف تقديره: فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ آمن به البعض وكفر به البعض الآخر.

(قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ) يعنى حكم الله بَيۡنَهُم بالعدل.
فنصر المؤمنين وأهلك الكافرين.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ)
يعنى لا أحد يعذب أو يعاقب الا بعد ارسال الرسل وإقامة الحجة عليه، كما قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿٤٨﴾
(وَيَقُولُونَ) يعنى المشركون، أو أن كل أمة كذبت رسولها تقول هذا الكلام لرسولهم.
(مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ) 
يعنى ٱلۡوَعۡدُ بانتصار الحق على الباطل، أو ٱلۡوَعۡدُ بنزول العذاب بهم، أو ٱلۡوَعۡدُ بيوم القيامة.
طبعًا هم يقولون ذلك على سبيل الاستخفاف والتكذيب والاستبعاد.
يقول قَتَادَةَ في سبب نزول هذه الاية: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ:
إِنَّ لَنَا يَوْمًا يُوشِكُ أَنْ نَسْتَرِيحَ فِيهِ وَنَنَعَمُ فِيهِ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: "مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴿٤٩﴾
(قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ) 
يعنى قل -يا محمد- لهؤلاء الذين يستعجلون نزول العذاب؟ قل لهم أنا لا أملك لا أن أدفع الضر عن نفسي، ولا أن أملك أن أنفع نفسي.
(إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ) يعنى ولكن ما يشاء الله من النفع والضر هو الذي يقع.
فاذا كنت لا أملك أن أدفع الضر عن نفسي أو أنفع نفسي، فمن باب أولى ألا أملك أن أضر غيري أو أنفع غيري.
فأنا لا أملك -أيها المشركون- نزول العذاب الذي تستعجلوه، ولا أملك تحقيق النصر للمؤمنين.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ)
يعنى وقل لهم وأعلمهم أن لِكُلِّ أُمَّةٍ من الأمم الكافرة التي أصرت على الكفر لها (أَجَلٌ) يعنى لها وقت محدد لهلاكها مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله الأرض والسماوات وما عليها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ) إِذَا جَآءَ وقت هلاكهم فلا يمكن أن يتأخر أو يتقدم هذا الوقت ولو لحظة واحدو.
وكلمة
(سَاعَة) هنا يعنى أقل وقت

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هنا يقول تعالى (قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّا وَلَا نَفۡعًا) قدم الضر على النفع.
أما في سورة الأعراف الآية (188) قال تعالى (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً) قدم النفع على الضر.
في سورة الأعراف قدم النفع على الضر، لأن المقصود الطبيعي من تصرفات الإنسان هو تحقيق النفع.
أما في هذه الآية ففيها رد على المشركين الذي استعجلوا نزول العذاب بهم، ولذلك قدم -في هذه الآية- الضر على النف
ع.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الإمام الشوكاني في تفسيره "فتح البيان" والإمام "محمد عبده" في المنار، تحدثا كثيرًا عن هذه الآية، وقالا أن هذه الآية فيها أعظم زاجر لمن يستغيث ويطلب من الرسول ﷺ، لأن الله تعالى أمر الرسول ﷺ بأن يقول لعباده (لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّا وَلَا نَفۡعًا) فاذا كان لا يملكه لنفسه، فكيف يملكه لغيره.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴿50﴾ 
كان أبو حنيفة - رحمه الله- لا يكتفي بما يعرض عليه من مسائل، ولكن كان يفترض وقوع مسائل  فقهية، وكان يقول "اننا نستعد للبلاء قبل وقوعه، فاذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه" 
ولذلك كان أصحاب "أبو حنيفة" يطلق عليهم "الأرأيتين" لأنهم كانوا يبدئون بعض مسائلهم الفقهية بقولهم "أرأيت" لو حدث كذا وكذا.
يعنى مثلًا كانوا يقولون "أرأيت لو طلق الرجل امرأته ربع طلقة، هل يقع الطلاق أم لا يقع؟" وقالوا "أرأيت ان حمل الرجل قارورة فيها نجاسة، هل يفسد وضوئه أم لا؟ وهذا أمر يحدث الآن في معامل التحاليل، وقالوا "لو صعد رجلًا الى القمر، فعلى أي توقيت يصلى" وصعد فعلًا انسان الى القمر، وهناك رواد فضاء مسلمون.
فمعنى قولهم "أرأيت لو حدث كذا" يعنى لنفرض أنه حدث كذا.

"اننا نستعد للبلاء قبل وقوعه، فاذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه" 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

فقول الله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً)
يعنى لنفرض أنه نزل بكم عذاب الله (بَيَاتاً) يعنى في وقت الليل وأنتم نيام (أَوْ نَهَاراً) وأنتم ملتهون في أعمالكم.  
(مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ)
استفهام يفيد التهويل والتعظيم.
"ما الذي فعلته" ؟!

(مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ)
أنتم تستعجلون أمر عظيم، وأمر لا تقدرون عليه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿51﴾
(ثُمَّ) هنا ليست حرف عطف، ولكن (ثُمَّ) هنا يعنى هناك، كما في قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) يعنى هناك وجه الله، والألف ألف الاستفهام.
فمعنى (أَثُمَّ) يعنى أهنالك؟

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومعنى الآية: أنتم منتظرون أن ينزل بكم العذاب، فتؤمنوا بالله، فتقول لكم ملائكة العذاب -على وجه التقريع والتوبيخ- الآن تؤمنون بالله، وقد كنتم قبل ذلك تستعجلون وتستهزئون بنزول العذاب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل في سبب نزول الآية أن الكفار من حماقتهم كانوا يقولون نكذِّب بالعذاب ونستعجله فإذا وقع آمنَّا بالله، فقال تعالى (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) يعنى لن يقبل منكم هذا الإيمان بعد نزول العذاب.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿52﴾ 
يعنى تقول خزنة جهنم على وجه التقريع والتوبيخ
(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ) يعنى لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ أنفسهم بكفرهم بالله تعالى.
(ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ) يعنى ذُوقُواْ وتجرعوا العَذَابَ الذي ليس له نهاية أو فناء. 
(هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ) هذا -أيضًا- من توبيخ الملائكة لهم.
هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ باختياركم الكفر.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴿53﴾
يعنى ويسألونك هؤلاء المشركون (أَحَقٌّ هُوَ) يعنى أَحَقٌّ ما تقوله من وجود دار آخرة، وثواب وعقاب وجنة ونار؟
(قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ) يعنى نعم وربي إِنَّهُ لَحَقٌّ وكائن وواقع 
(وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ) يعنى ولن تعجزوا الله تعالى، فلن يستطيع أحد أن يهرب أو يمتنع، بل أنتم قبضة الله -تعالى- وسلطانه وملكه

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الآية فيها رحمة من الله تعالى، لأن الناس أنواع، فمنهم من لا يقتنع الا بالأدلة والبراهين، وقد ساق الله -تعالى- الأدلة والبراهين، ومنهم من لا يقتنع الا بالقسم، فأمر الله -تعالى- رسوله أن يقسم لهم.
مثل الأعرابي الذي جاء الى المسجد وأناخ جمله في المسجد، ثم قال: أيكم محمد؟ قلنا هذا الرجل الأبيض المتكئ، فذهب الى الرسول ﷺ وأخذ يسال الرسول ﷺ أسئلة كثيرة، وفي كل مرة، يقسم على الرسول ﷺ والرسول ﷺ يقسم له: أنشدك الله: آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ قال ﷺ: اللهم نعم، قال: أنشدك الله: آلله أمرك أن تصلى الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال ﷺ اللهم نعم، حتى قال الأعرابي: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي.
فهؤلاء القوم آمنوا ولم يطلبوا الا أن يقسم لهم الرسول ﷺ
 ولذلك أمر الله تعالى رسوله ﷺ بأن يقسم
(قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ) 
أن البعض لا يلتفت الى الأدلة والبراهين، وانما يريد أن يقسم لهم الرسول ﷺ وهذا من رحمة الله -تعالى- بعباده.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇