Untitled Document

عدد المشاهدات : 141

الحلقة (549) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيات (37) و(38) و(39) من سورة "يُونُس"- (وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ ….

الحلقة رقم (549)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيات (37) و(38) و(39) من سورة "يُونُس"- ص 213
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَة مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٣٩﴾ 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴿٣٧﴾
كان الكفار من قريش يتهمون الرسول ﷺ بأنه قد تلقي القرآن من غيره، فاتهموه -مثلًا- أنه قد تعلم القرآن من غلام عبد رومي، كان الرسول ﷺ يقف معه يدعوه الى الإسلام، واختلف المؤرخون في اسم هذا الغلام، فقال بعضهم أن أسمه "بَلْعام" وقيل إن أسمه "يعيش" وقيل اسه "جبر" وقيل غير ذلك، المهم أن المشركون عندما سألوا الغلام قال لهم: "أنه يقف يحدثنى عن الإسلام" 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والى الآن بعض النصارى -الذين فرغوا حياتهم للهجوم على الإسلام- يقولون أن محمدًا قد تلقي العلم من راهب اسمه "بُحَيْرا" وأنه ظل معه في الدير 13 عامًا يتعلم منه، بالرغم من كتب السيرة -والتي أخذوا منها- تقول أن "بحيرا" الراهب كان في الشام، وأنه لم يلتق مع النبي ﷺ الا مرة واحدة وهو طفل، عندما كان في طريقه للتجارة مع عمه "أبو طالب"، وذكرت كتب السيرة أن "بحيرا" الراهب تنبأ -بعد أن رأي علامات النبوة في الرسول ﷺ- بأن هذا الطفل سيكون نبي آخر الزمان، وحذر عمه "أبو طالب" من أن يدخل به الشام خوفًا عليه من اليهود.

آثار دير "بحيرا الراهب" في الشام

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

بعض -أعداء الإسلام الآن- يقولون إن النبي ﷺ تعالم القرآن من ورقة بن نوفل، بالرغم من أن "ورقة بن نوفل" توفي بعد بعثة الرسول مباشرة، وظل الرسول ﷺ بعد وفاة ورقة يأتيه القرآن لمدة 23 سنة، يعنى عندما توفي ورقة، لم يكن قد نزل على الرسول ﷺ الا (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والشبهة الى يحاول أن يلقيها هؤلاء أن القرآن العظيم جاء موافقًا لما في الكتب السابقة في أصول الدين، وهو الدعوة الى الإيمان بالله واليوم الآخر والدعوة الى الأعمال الصالحة، كما أنه جاء موافقًا لأخبار الأمم السابقة، مثل قصة أدم ونوح وموسى وغير ذلك من أخبار الأمم الماضية، وبناءًا عليه فان محمد ﷺ نقل ما في الكتب السابقة وجاء بهذا القرآن.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ويرد القرآن الكريم على ذلك فيقول (وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ) يعنى لا يمكن أن يأتي بهذا القرآن المعجز غير الله تعالى.
وجاء بالتعبير
(مَا كَانَ) يعنى ما ينفعش، كما قال تعالى (ما كان لنبي أن يغل)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ) يعنى القرآن جاء بالفعل موافقًا للكتب السماوية السابقة، مثل التوراة والزبور والإنجيل، ليس لأن محمدًا ﷺ نقل من هذه الكتب، ولكن لأن أصول الدين التي جاءت بها كل الكتب السماوية واحدة. 
ولذلك من الطبيعي ان يأتي القرآن موافقًا ومصدقُا لما قبله من الكتب وليس معارضًا معها، لأن مصدر هذه الكتب واحد، وهو الله تعالى.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ) 
يعنى القرآن جاء فيه تفصيل كل الأحكام الصالحة إلى قيام الساعة، وفيه تفصيل وتوضيح ما جاء في الكتب السابقة.
يقول تعالى
(لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)
يعنى لا شك في أن هذا القرآن جاء مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰالَمِينَ، ولم يأت به محمد ﷺ مِن عند غير الله.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَة مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﴿٣٨﴾
(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ) 
قيل إن (أَمۡ) بمعنى "بل": "بل يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ" 
وقيل إنها بمعنى الواو: "ويَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ"
(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ) أَمۡ يَقُولُونَ إن محمدًا افتري هذا القرآن وجاء به من عند نفسه.
(قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَة مِّثۡلِهِ) يعنى قُلۡ لهم يا محمد إذا كنت قد جئت بهذا القرآن من عند نفسي، فاتوا أنتم بسورة واحدة مثل سور القرآن.
وجاءا كلمة
(سُورَة) منكرة يعنى أي سُورَة من سور القرآن ولو كانت أصغر سورة في القرآن.
ولذلك عندما اعتقد مدعوا النبوة أنهم يستطيعون أن يأتوا بسور بمثل السور القصيرة في القرآن، أصبحوا أضحوكة للعرب. 
مثل "مسيلمة الكذاب" الذي ادعي النبوة، وقال أنه نزل عليه سورة "الفيل" قال فيها:
"الفِيلُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْفِيلُ، لَهُ ذَنَبٌ وَبِيلٌ، ولَهُ خُرْطُومٌ طَوِيلٌ"، وسورة أطلق عليها سورة الضفدع "يا ضفدع بنت الضفدعين، نقى ما تنقين، لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين، رأسك في الماء، وذنبك في الطين"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ) 
يعنى وَٱدۡعُواْ كل من تستطيعون دعوته من الفصحاء والبلغاء والشعراء.
(مِّن دُونِ ٱللَّهِ) يعنى مِّن غير ٱللَّهِ-تعالى- وهذه اشارة الى أنه لايمكن أي يأتي بمثله الا الله تعالى.
(إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ) إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ في دعواكم أن محمدًا قد جاء بهذا القرآن من عند نفسه.
والتحدي يستدعي استجماع قوة الخصم؛ ليرد على هذا المتحدي.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقلنا من قبل أن سنة الله -تعالى- أن يأتي كل رسول بمعجزة من جنس ما نبغ فيه قومه، ولذلك كانت معجزة موسي -عَلَيْهِ السَّلامُ- أمور تشبه السحر، لأن قومه كانوا نابغين في السحر، ومعجزة عيسى -عَلَيْهِ السَّلامُ- ان يبرأ الأكمه والأبرص، لأن قومه كانوا نابغين في الطب، ولذلك جاء النبي ﷺ بمعجزة القرآن الكريم، لأن الرسول ﷺ أرسل الى قوم فصحاء نبغوا في صناعة الكلام 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الآية أحد مراحل تحدي العرب بالقرآن العظيم.
لأن القرآن العظيم تحدي العرب على عدة مراحل، وذلك امعانًا في التحدي:
المرحلة الأولي: أن يأتوا بمثل القرآن، قال تعالى:
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)
المرحلة الثانية: أن يأتوا بعشر سور من القرآن قال تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
المرحلة الثالثة: في هذه الآية الكريمة، تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة من القرآن، قال تعالى (أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَة مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وتكرر هذا التحدي في سورة البقرة، فقال تعالى: (وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين)
كأن التحدي عندما وصل الى قمته، وهو التحدي بأن يأتوا بسورة واحدة من القرآن، تكرر مرتين: مرة في مكة: في سورة "يونس" ومرة في المدينة في سورة "البقرة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل أن هناك فرق بين التحدي في سورة "يونس" والتحدي في سورة "البقرة"
لأن الله تعالى قال في سورة يونس
(فَأۡتُواْ بِسُورَة مِّثۡلِهِ) وقال تعالى في سورة البقرة (فاتوا بسورة من مثله) 
(فَأۡتُواْ بِسُورَة مِّثۡلِهِ) يعنى بِسُورَة مثل سور القرآن.
(فَأۡتُواْ بِسُورَة مِنْ مِّثۡلِهِ) يعنى بِسُورَة مثل سور القرآن، من انسان أمي مثل محمد ﷺ لم يقرأ كتابًا، ولم يتعلم على يد أحد.
اذن فالسورة نفسها معجزة، وظهور السورة من انسان مثل محمد ﷺ في عدم التعلم زيادة في المعجزة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ونحن الآن، عندما تكون هناك إشارة علمية في آية من آيات القرآن، نقول هناك اعجاز علمي في الآية، واعجاز آخر في أن الذي أتي بهذه الآية هو رجل أمي لم يقرأ كتابًا، ولم يتعلم على يد أحد.
الذين أسلموا على يد آيات الإعجاز العالمي، كانوا يقولون كيف يقول هذه الحقيقة العالمية التي لم نعرفها الا من سنوات معدودة رجل أمي في أمة أمية.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٣٩﴾
يقول تعالى (بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُ) 
يعنى هؤلاء المشركين كَذَّبُواْ القرآن لأن القرآن جاء بأمور لا علم لهم بها، ولم ينتظروا أو يحاولوا فهم هذه الأمور.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِ) يعنى هؤلاء المشركون كذبوا بالقرآن، لأن القرآن جاء بأمور لا علم لهم بها، مثل البعث والحساب والجنة والنار، وأن الله واحد لا شريك له، وهذه كلها أمور غريبة بالنسبة لهم، والرسول ﷺ أرسل بعد فترة انقطاع من الرسل، حوالي 600 سنة، فكان العرب -والعالم كله- في فترة جهالة دينية، وهناك حكمة عربية تقول "الإنسان عدو ما يجهله" 
(بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِ) يعنى كذب هؤلاء المشركين القرآن لأن القرآن جاء بأمور لا علم لهم بها، والناس أعداء ما جهلوا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُ) 
كلمة التأويل تطلق على التفسير والفهم، كما قال تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله)
يعنى هم أسرعوا الى تكذيب القرآن، قبل أن يفهموا أو يحالوا أن يفهموا آيات القرآن العظيم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن قوله تعالى (بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُ) 
يعنى هؤلاء المشركين أسرعوا وهرولوا الى التكذيب بالقرآن لأن القرآن جاء بأمور لا علم لهم بها، ولم ينتظروا أو يحاولوا حتى يفهموا هذه الأمور.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(كَذَلِكَ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين) 
هذا تهديد لهم على التمادي في العناد، يعنى أنتم تكذبون رسولكم، كما كذب المشركون من الأمم السابقة أنبيائهم، فانظروا واعتبروا من نهايتهم، وهي الهلاك والاستئصال، انظروا الى نهايات قوم نوح وعاد وثمود.
(فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين) سمي هؤلاء الكفار بالظالمين لأنهم نقلوا الألوهية لغير الله -تعالى- وهذا هو قمة الظلم.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇