Untitled Document

عدد المشاهدات : 166

الحلقة (546) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيتين (24) و(25) من سورة "يُونُس(إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ….

الحلقة رقم (546)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيتين (24) و(25) من سورة "يُونُس"- ص 211
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢٤﴾ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴿٢٤﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا)
هذا مثل ضربه الله -تعالى- للدنيا، وسرعة زوال نعيم الدنيا.
فيقول تعالى:
(إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ)  
يعنى كماء مطر نزل مِنَ ٱلسَّمَآءِ.
(فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ) 
(فَٱخۡتَلَطَ بِهِ) الباء باء السببية، يعنى: ٱخۡتَلَطَ بسبب هذا المطر نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ.
يعنى: بسبب هذا المطر، نبتت أنواع كثيرة ومتنوعة من النباتات، ومن كثرة هذه النباتات اختلطت وتشابكت مع بعضها البعض

(مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ) يعنى ليس أي نباتات، ولكن نباتات له فائدة يَأۡكُلُ منها ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَت) الزخرف هو التزين بالألوان، وهذا مناسب للصورة لأن النباتات المختلفة لها ألوان مختلفة من الزهور.
و
(وَٱزَّيَّنَت) أصلها "تزينت" وهنا شبه ٱلۡأَرۡضُ بعروس تزين نفسها.
والمعنى أن ٱلۡأَرۡضُ أصبحت في أجمل و أحسن وأبهي صورة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ) يعنى وَظَنَّ أَهۡلُ هذه ٱلۡأَرۡضِ أَنَّهُمۡ ذو قدرة وسلطان وتحكم في هذه ٱلۡأَرۡضِ.
(أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارا) أَتَاٰهَآ قضاء الله تعالى وأمره، بإهلاك هذه ٱلۡأَرۡضِ، سواء في الليل وهم نائمون، أو في النهار وهم لاهون.
وكلمة
(لَيۡلًا أَوۡ نَهَارا) يعنى أمر الله ليس له موعد، ويأتي فجأة وبدون مقدمات.
(فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدا) فَجَعَلۡنَٰا هذه الأرض (حَصِيدا) يعنى  أرضًا جرداء، كالأرض المحصود زرعها.
(كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِ) كَأَنها لم تكن بالأمس القريب أرض عامرة بأنواع الزروع والثمار.
(كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ) 
(نُفَصِّلُ) يعنى نبين ونوضح (ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ)
وهذا فيه حض على التفكر في هذا المثل للدنيا الذي ضربه الله تعالى، حتى يحذرنا فيه من الركون اليها والإغترار بها.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

فالله تعالى ضرب مثلًا لهذه الدنيا الفانية، وسرعة زوال نعيمها: بماء نزل من السماء، فنبتت أنواع كثيرة ومبهجة من النباتات، وظن أصحابها أن لهم قدرة وتحكم في هذه الأرض، وبينما هم على ذلك الظن، أهلك الله -تعالى- وأفنى هذه النباتات.
وكذلك الدنيا عندما تأتي لأحد، ويكون عنده المال والسلطة والقوة والصحة والأولاد وغير ذلك من أسباب الدنيا، ويفرح يغتر بما عنده، فيسلب منه كل ذلك في لحظة واحدة، اما بحادثة من حوادث الدنيا، أو بالموت.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والمثل فيه عدة دقائق.
فالله تعالى قال (كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ)
لماذا ماء المطر وليس ماء الأرض؟ 
لأن ماء المطر ليس للإنسان فيه أي يد، فينبهنا الله تعالى الى أن متاع الدنيا، والتي يغتر بها الناس، هي من عطاء الله وحده وليس له فيها أي يد.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
شبه الله الحياة الدنيا بالماء، والماء لا يستقر في مكان واحد، وكذلك الدنيا لا تبقي على حال واحد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال تعالى (حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَت) 
والزينة تعنى أنها تظهر بصورة على غير حقيقتها.
يعنى هذه الدنيا تغر الناس وتظهر لهم بصورة على غير حقيقتها.
كأن الدنيا قبيحة وتتزين حتى تغر الناس وتخدعهم 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 روي عن ابْنُ عَبَّاسٍ قال: يُؤْتَى بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ عَجُوزٍ شَمْطَاءَ زَرْقَاءَ، أَنْيَابُهَا بَادِيَةٌ مُشَوَّهٌ خَلْقُهَا، فَتَشْرِفُ عَلَى الْخَلَائِقِ، فَيُقَالُ: أَتَعْرِفُونَ هَذِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مَعْرِفَةِ هَذِهِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي تَنَاحَرْتُمْ عَلَيْهَا، بِهَا تَقَاطَعْتُمُ الْأَرْحَامَ: )اللي خاصم أبوه، واللى رفع قضية على أخوه، والى خد حق أخته) بِهَا تَقَاطَعْتُمُ الْأَرْحَامَ، وَبِهَا تَحَاسَدْتُمْ وَتَبَاغَضْتُمْ وَاغْتَرَرْتُمْ، ثُمَّ يُقْذَفُ بِهَا فِي جَهَنَّمَ، فَتُنَادِي: أَيْ رَبِّ أَيْنَ أَتْبَاعِي وَأَشْيَاعِي؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَلْحِقُوا بِهَا أَتْبَاعَهَا وَأَشْيَاعَهَا "
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروي أن عيسى -عليه السلام- رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة، فقال لها كم تزوجت ؟ قالت لا أحصيهم قال : فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك ؟ قالت : بل كلهم قتلت ، فقال عيسى -عليه السلام- : "بؤسا لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين" ؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وورد في بعض الكتب "يا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب، وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب، فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ، أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ، وكُنتَ عِندِي مَحمُوداً، وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ، فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ، وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروي الترمذي عن عبدِاللَّه بنِ مَسْعُود -رضى الله عنه- قَالَ: نَامَ رسولُ اللَّه ﷺ عَلَى حَصيرٍ، فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لوِ اتَّخَذْنَا لكَ وِطَاءً، فقال ﷺ :مَا لي وَللدُّنْيَا؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومثل هذا ما روي أنه قيل لعيسى -عليه السلام- : لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك؟ قال : أنا أكرم على الله، من أن يجعل لي شيئا يشغلني به .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويقول عيسى -عليه السلام- : إن من خبث الدنيا أن الله عُصِّيَ فيها، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها، ألا فاعبروا الدنيا ولا تعمروها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
مر سليمان -عليه السلام- في موكبه والطير تظله والجن والإنس عن يمينه وعن يساره، فمر برجل من بني إسرائيل فقال: يا سُليمَان لقد آتاك الله ملكا عظيما، فقال له سُليمَان: لتسبيحة في صحيفة مؤمن، خير مما أُعْطِّيَ سُليمَان، فما أُعْطِّيَ سُليمَان يذهب والتسبيحة تبقى .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال لقمان الحكيم لابنه‏:‏ يا بني، بعْ دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا، ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعًا‏.‏
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول على - رضي الله عنه -:  (ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا. فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومر على مع أصحابه على مقابر فقال : يا أهل التربة ، أما الدور فقد سكنت ، وأما الأموال فقد قسمت، وأما الأزواج فقد نكحت، فهذا خبر ما عندنا، فهاتوا خبر ما عندكم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما لو أُذِّنَ لهم لأخبروكم أن خير الزاد التقوى 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال على رضى الله عنه في أحد خطبه " إن الدنيا إذا حَلَت أوحلت، وإذا كَسَت أوكست، وإذا جَلَت أوجلت، وإذا أينعت نَعَت، وكم من قبور تبنى وما تبنا، وكم من مريض عدنا وما عدنا، وكم من ملك رُفِعت له علامات، فلما علا، مات".
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: صف لنا الدنيا؟ فقال: ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء، حلالها حساب، وحـرامها عقاب، من استغنى فيها فـتـن، ومـن افـتـقـر فـيهـا حـزن.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقـال عبد الله ابـن مـسـعـود - رضي الله عنه" -: ليـس أحـد إلا وهـو ضـيـف على الدنيا، وماله عـاريـة، فـالـضـيـف مـرتـحـل، والـعـاريـة مـردودة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول ابن عباس للتابعين: أنتم أكثر صلاة وأكثر صياما وأكثر جهادا من أصحاب محمد ﷺ وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: فيم ذاك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب في الآخرة .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال الحسـن الـبـصـري - رحمه الله تعالى -: مـن نافـسـك في دينـك فـنـافـســه، ومـن نافـسـك في دنيـاك فـألـقـهـا فـي نـحـره.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال الفضيل - رحمه الله -‏:‏ لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفًا يبقى على ذهب يفنى‏.‏
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال حاتم الأصم رحمه الله: مثل الدنيا كمثل ظلِّك إن طلبته تباعد وإن تركتَه تتابَع.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال وهب بن منبِّه رحمه الله: مَثَلُ الدُّنيا والآخرةِ مثلُ ضَرَّتَين إن أَرْضَيتَ إحداهما أَسْخَطتَ الأُخَرى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال ابن تيمية - رحمه الله -: ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وكان بعض السلف يقول لأصحابه: انطلقوا حتى أريكم الدنيا، فيذهب بهم إلى مزبلة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
حكي أن هارون الرشيد مر في موكبه، فناداه رجل مسكين وقال: يا هارون! فَهَمَّ الجُندُ أن يأخذوه لأنه ناداه باسمه ولم يقُل: أمير المؤمنين، فقال هارون الرشيد: دعوه، ثم قال للرجل: ماذا تريد؟ قال الرجل: هل غضبت لأني ناديتُك باسمك ؟! إنني أنادي مالك الملك باسمه فأقول: يا الله فلا يغضب، فقال له هارون: أدنُ مني، فاقترب الرجل، فقال له الخليفة: عظني فلقد سئمت قصائد المادحين. فقال الرجل: لو دامت لغيرك ما وصلت إليك. فقال له: زدني، قال: انظر، هذه قصورهم، وانظر إلى الجهة الأخرى فهذه قبورهم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰط مُّسۡتَقِيم ﴿٢٥﴾
و(ٱلسَّلَٰامِ) هو الله.
وقد سمي الله -تعالى- نفسه السلام؛ لأن الخلق سلموا من ظلمه.
وقد سمي الله -تعالى- نفسه السلام، لأنه -تعالى- سلم من كل نقص وعيب، وسلم من الموت والفناء، وسلم من الإحتياج لغيره.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وعندما نقول (دَارِ ٱلسَّلَٰمِ) يعنى: دار الله، أو بيت الله، وهو الجنة.
أضاف الله تعالى الجنة الى نفسه تعظيما وتشريفًا لها، ولأنه هو تعالى- الذي أعدها بنفسه لأوليائه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وسميت الجنة بدار السلام لأن من يدخلها يسلم من كل منغصات الدنيا، فيسلم من الأمراض، والآلام، والمصائب، والتعب، والهموم والأحزان والخوف، والموت، وغير ذلك من منغصات الدنيا.
يقول الرسول:
"من طلب مالم يخلق، أتعب نفسه ولم يرزق" فقيل يا رسول الله وما هو؟ قال: "سرور يوم بتمامه" 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وسميت الجنة أيضًا بدار السلام لأن السلام لا ينقطع عن أهل الجنة، فالله تعالى يسلم على أهلها، يقول تعالى (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) سورة يس، والملائكة تسلم عليهم (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ) سورة الرعد، وتحية أهلها لبعضهم البعض سلام (تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) سورة إبراهيم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن قول الله تعالى (وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ)
يعنى وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دخول جنته.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عن أبي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ شَمْسُهُ إِلا وَملَكَانِ يُنَادِيَانِ، يَسْمَعْهُ خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ إِلا الثَّقَلَيْنِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ: هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ والله يدعوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم. 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عن جابر بن عبد الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
"مثلي ومثلكم كسيد بنى دارا ووضع مائدة وأرسل داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المائدة ورضي عنه السيد، ومن لم يجب لم يدخل ولم يأكل ولم يرض عنه السيد فالله السيد، والدار دار الإسلام، والمائدة الجنة، والداعي محمد عليه السلام.
 ثم تلا قتادة ومجاهد: (وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال يحيى بن معاذ : يا ابن آدم ، دعاك الله إلى دار السلام فانظر من أين تجيبه ، فإن أجبته من دنياك دخلتها ، وإن أجبته من قبرك مُنِعْتُهَا .

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇