Untitled Document

عدد المشاهدات : 249

الحلقة (524) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآيتين (84) و(85) من سورة "التَوْبًة" )وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ ……

الحلقة رقم (524)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيتين (84) و(85) من سورة "التوبة" ص 199

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴿٨٤﴾ وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴿٨٥﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَد مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴿٨٤﴾
مناسبة نزول الآية أنه في السنة التاسعة من الهجرة مات رأس المنافقين "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" ، وكان لعبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ ابن اسمه "عبد الله بن عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ"  وكان "عبد الله بن عبد الله" من خيرة الصحابة، وكان ممن شهد بدر، وشهد مع النبي ﷺ بعد بدر المشاهد كلها. 
وكان "عبد الله بن عبد الله" من أشد الناس على أبيه المنافق، ومن شدته على أبيه، أن أباه عندما قال في غزوة "بنى المصطلق" "الله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذلَّ" وكان يقصد بالأعز نفسه، ويقصد بالأذل الرسول ﷺ، ووصل ما قاله الى الرسول ﷺ، دعا الرسول ﷺ ابنه "عبد الله" وقال له: "ألا تَرَى ما يَقُولُ أَبُوكَ؟ " قال: وما يقول بأبي أنت وأمي؟ قال: "يَقُولُ لَئِن رَجَعْنَا إلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ"؛ فقال: فقد صدق والله يا رسول الله، أنت والله الأعزُّ وهو الأذلُّ، ثم قال: أما والله لقد قَدِمت المدينة يا رسول الله، وإن أهل يثرب ليعلمون ما بها أحد أبرّ بأبيه مني، ولئن كان يرضى الله ورسوله أن آتيهما برأسه لآتِيهما به، فقال الرسول ﷺ: لا تَقْتُلْ أبَاكَ. 
فلما قدم "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" المدينة، قام ابنه "عبد الله بن عبد الله بن أُبيّ" على مدخل المدينة بالسيف لأبيه؛ ثم قال له: أنت القائل: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ، أما والله لتعرفنّ العزة لك أو لرسول الله، والله لا تدخلها أبدًا إلا بإذن من رسول الله؛ فقال: يا للخزرج ابني يمنعني بيتي، يا للخزرج ابني يمنعني بيتي، فاجتمع إليه رجال فكلموه، فقال: والله لا يدخله إلا بإذن من الله ورسوله، فأتوا النبيّ ﷺ فأخبروه، فقال: "اذْهَبُوا إلَيْهِ، فَقُولُوا لَهُ خَلِّهِ وَمَسْكَنَهُ"؛ فأتوه، فقال: أما إذا جاء أمر النبيّ ﷺ فنعم".


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وكان من شدة حرص "عبد الله بن عبد الله" على أن يتوب أبوه عن الكفر والنفاق، أنه ذهب الى الرسول ﷺ وقال له: يا رسول الله توضأ حتى أسقي أبي من وضوئك لعلّ قلبه أن يلين، فتوضأ الرسول ﷺ وأعطاه ماء وضوءه، فذهب به إلى أبيه فسقاه، ثم قال له: هل تدري ما سقيتك؟ فقال له والده نعم، سقيتني بول أمك، فقال له ابنه: لا والله، ولكن سقيتك وضوء رسول الله ﷺ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن هذا هو "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" رأس النفاق، وهذا هو ابنه "عبد الله بن عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" الصحابي الجليل.
فلما مات "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" في السنة التاسعة من الهجرة، حزن ابنه "عبد الله بن عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" وأشفق أن أباه مات على النفاق، فذهب الى الرسول ﷺ وطلب من الرسول ﷺ أن يعطيه قميصه حتى يكفن فيه أبيه، وطلب منه أن يصلى عليه، وأن يقم على قبره، يعنى يقف على قبره بعد أن يدفن ويدعو له، فاعطاه الرسول ﷺ قميصه حتى يكفن فيه، ثم قام حتى يصلى عليه، قام عمر ووقف أمام الرسول ﷺ وقال: يارسول الله تصلى عليه وقد قال كذا وكذا وفعل كذا وكذا، والرسول ﷺ يبتسم، يقول عمر فلما أكثرت قال الرسول ﷺ أخر عنى يا عمر، فاني قَدْ خُيِّرْتُ بين أن اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ الرَسُولُ ﷺ و قَامَ عَلَى قَبْرِهِ، يقول عمر: فعجبت لي وجرئتي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، فو الله مَا كَانَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الآيَتَانِ (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ علَى مُنَافِقٍ بَعْدَهُ ابدًا.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

اذن الرسول ﷺ صلى على "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" من علمه بنفاقه، من أجل ولدِه المؤمن الصحابيّ الجليل "عبد الله" وروي أنه لما طلب من الرسول ﷺ أن يصلى عليه، قال له: يا رسول الله، إنك ان لم تأتِه نُعَيَّر به.
وروي أن الرسول ﷺ أعطاه قميصه، لأن العباس عم النبي ﷺ لما أسر في بدر كان قد تمزق قمصه، ولم يجدوا له قميص لأنه -رضى الله عنه- كان جسيمًا، فأرسل اليه "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" بقيمصه فلبسه، لأن "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" كان في نفس ضخامة جسد العباس، فلما مات "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" وطلب ابنه "عبد الله" من الرسول ﷺ قميصه ليكفن فيه ابيه، أرسل اليه الرسول ﷺ بقميصه حتى يرد له ما فعله مع عمه العباس في غزوة بدر.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا) يعنى صلاة الجنازة. 
(وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) يعنى لا تقف عند القبر بعد الدفن لتدعو له وتستغفر له، وكان من هديه ﷺ أنه بعد يفرغ من دفن الميت أن يقف عند القبر، ويدعو له، ويستغفر له، ويسأل له التثبيت، ويقول: "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل"  


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴿٨٥﴾
قلنا من قبل: أحيانًا يكون الخطاب في القرآن الكريم للرسول ﷺ، ولكن المقصود بالخطاب هم المسلمون ، وليس الرسول ﷺ.
والخطاب في هذه الآية المقصود به المسلمون وليس الرسول ﷺ.
يقول تعالى
(وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ) يعنى: وَلَا تُعۡجِبۡكَم -أيها المؤمنون- أَمۡوَٰالُهُمۡ وَأَوۡلَٰادُهُمۡۚ
أحيانًا يكون أهل الباطل أوفر حظًا في أمور الدنيا من اهل الحق.
وقد يكون ذلك فتنة لأهل الحق، فيقولون كيف يكون عنده كذا وكذا وكذا، وهي على الباطل وأنا على الحق.
يكونش هوه الصح وأنا الغلط.
فالله -سبحانه وتعالى- يقول اياك أن تغتر بما عند أهل الباطل من حطام الدنيا، سواء أموال أو أولاد أو سلطة أو غير ذلك.
لأن الله تعالى لم يعطهم الدنيا الا ليعذبهم بها، سواء ما يبذلونه من تعب ومشقة في تحصيلها، وفي حفظها، وفي خدمتها، ثم الحسرة اذا فقط شيئًا منها.
تجد رجل مليونير عنده شركات وعقارات وأراضي، بذل في تحصيل هذه الأموال حياته كلها، تاجر كبير بيقول قعدت 30 سنة عمري ما تغديت مع أهل بيتي، ويظل الى آخر لحظة في حياته يدور في ساقية حفظ أمواله وتكثيرها ، وفي الآخر يموت ولم يرتاح لحظة واحدة في حياته، وبرغم هذا الشقاء الذي استغرق جميع عمره لم يستمتع من هذا المال الا بجزء يسير جدًا من أمواله، مثلًا 1% من أمواله أو أقل من ذلك، انا اتحدي أن يكون واحد من هؤلاء الأغنياء غنى فاحشًا أن يكون قد استمتع بأثر من 1% من أمواله، انما بقية الأموال محفوظة في البنك، لا قيمة لا في الحقيقة سوء انها شوية أوراق.

يقول تعالى (وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا) 
لا تغتر بما عند أهل الباطل من حطام الدنيا الزائلة، لأن الله تعالى لم يعطهم هذه الدنيا الا لتكون مصدر عذاب وشقاء لهم في الدنيا.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ)
يعنى وحتى يظلوا مشغولين ومنهمكين ومفتونين ومستدرجين بما في أيديهم من الدنيا، حتى تزهق أنفسهم وهم على الكفر.
ومعنى
(وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ) يعنى تخرج أرواحهم من أجسادهم.
وعبر عنها بكلمة (تَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ) لأن الزهوق هو خروج الروح بمشقة وتعب وعذاب، لأن نفس الكافر تخرج بصعوبة، لأن روح الكافر تري قبل الموت ما هي مقبلة عليه من عذاب، وتري ملك الموت في صورة ليس هناك أسوأ منها، وتري في انتظارها -مد البصر- ملائكة العذاب، فتتشبث الروح في الجسد لا تريد أن تفارقه، فيأتي ملك الموت فينتزعها انتزاعًا، فلا يكون هناك ألم أعظم من هذا الألم 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴿٨٥﴾
وفي الآية رقم (55) من نفس السورة يقول تعالى: (فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴿٥٥﴾
قال العلماء أن الله تعالى أعاد الآية تأكيداً للتحذير من فتنة الدنيا
ولكن اذا نظرت الى الايتين، تجد هناك بعض الإختلافات في الآيتين:
في الآية (55) قال تعالى
(فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ) بالفاء وفي الاية (85) قال تعالى: (وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ) بالواو
في الاية (55) قال تعالى
(أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡ) في الآية الثانية قال: (أَمۡوَٰلُهُمۡ وَ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ) بالواو 
في الاية (55) قال تعالى
(إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم) باللام، وفي الثانية (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم) حذف اللام وأبدلها بإن.
في الاية (55) قال تعالى
(لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا)  وفي الآية (85) قال تعالى (يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا) أسقط كلمة "ٱلۡحَيَوٰةِ"  

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال العلماء ان هذا ما يطلق عليه علماء البلاغة "التفنن في الأسلوب" يعنى تأتي بنفس المعنى بأساليب مختلفة كلها جيدة.
وفوق ما ذهب اليه علماء البلاغة فان هذه الإختلافات في الأسلوب بين الآيتين لها أسبابها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في الآية (55) قال تعالى (فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ) بالفاء وفي الاية (85) قال تعالى: (وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ) بالواو
والسبب أن الفاء تفيد التعقيب، التعقيب يعنى حاجة ترتبت على حاجة، كما تقول "أعطاني فلان هدية فشكرته" يعنى ترتب على انه أعطاني هدية أن شكرته. 
ولذلك استخدم الفاء في الاية (55) لأن هذه الآية مترتبة على الآية التى قبلها، قال تعالى في الاية السابقة (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) يعنى هم أصحاب أموال، فلذلك نهي الله عن الإعجاب بهذا المال بفاء التعقيب فقال
(فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ) أما الآية (85) فليس هناك تعلق بهذه الاية بما قبلها، ولذك جاء بحرف الواو.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في الاية (55) قال تعالى (فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡ) في الآية (85) قال: (وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ) بالواو 
الآية (55) فيمن يملك الأموال أو الأولاد، (85) فيمن يملك الأموال والأولاد.
اذن الآية (55) تتناول طائفة من المنافقين والآية (85) تتناول طائفة أخري.
والآية (55) جاءت مناسبة للسياق لأن الأية قبلها تكلمت عن أصحاب الأموال، والثانية جاءت مناسبة للسياق لأن الآيات نزلت في "عبد الله ابن أبي بن سَلُولٍ" وكان يملك الأموال والأولاد.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في الاية الأولى قال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم) باللام، وفي الثانية (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم) 
قال بعض العلماء: للإشارة الى أن التعليل في أحكام الله محال، وأنه أينما ورد حرف التعليل فمعناه (أَن)
ولذلك كلما  ورد حرف التعليل فمعناه "أن" وهذا مثل قوله في سورة "البينة" (وما أمروا إلا ليعبدوا الله) يعنى: وما أمروا إلا بأن يعبدوا الله.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في الاية (55) قال تعالى (لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا)  وفي الآية (85) قال تعالى (يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا) أسقط كلمة "ٱلۡحَيَوٰةِ"  
لأن الآية (55) ذكرت حال أموالهم وأولادهم في حياتهم، أما الآية (85) فقد جاءت بعد قوله تعالى (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً)  فذكرت حال أموالهم وأولادهم بعد الموت فلا جاجة لذكر الحياة.
وقال الرازي في مفاتيح الغيب: أسقط -تعالى- لفظ الحياة في الآية الثانية اشارة الى أن الحياة الدنيا بلغت في الخسة إلى أنها لا تستحق أن تسمى حياة، بل يجب الاقتصار عند ذكرها على لفظ الدنيا تنبيها على كمال دناءتها، ثم قال بعد ذلك: والعالم بحقائق القرآن هو الله تعالى

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇