Untitled Document

عدد المشاهدات : 332

الحلقة (502) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآيات من (7) الى (16) من سورة "التَوْبًة" (كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ……

الحلقة رقم (502)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيات من (7) الى (16) من سورة "التوبة" ص 188

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴿٧﴾ كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴿٨﴾ ٱشۡتَرَوۡاْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴿٩﴾ لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ  (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ﴿١١﴾ وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ ﴿١٢﴾ أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴿١٣﴾ قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ ﴿١٤﴾ وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٥﴾ أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ﴿١٦﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

تحدثنا في الحلقة السابقة عن قول الله تعالى (بَرَآءَة مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ) وقلنا أن هذه الآيات تعنى الغاء جميع عقود المصالحة والمسالمة من المشركين في الجزيرة العربية، وأعطت الآيات مهلة أربعة أشهر للقبائل المشركة اما الدخول في الإسلام أو مغادرة جزيرة العرب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 ومن المعلوم أن الإسلام قد أمر بالوفاء بالعهود، قال تعالى في سورة البقرة (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) وقال تعالى في سورة الإسراء (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) الى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تحث على الوفاء بالعهود، فكيف يأمر الإسلام بالوفاء بالعهود، ثم يأمر في هذه الآيات الكريمة بنبذ والغاء العهود مع المشركين؟ هنا بقي الآيات التي معنا اليوم تذكر سبب الغاء هذه العهود مع المشركين، فيقول تعالى:
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ) 
استفهام بمعنى الانكار.
هذا أول تنويه في سبب عدم احترام هذه العقود، بأنهم مشركون
(كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ) ؟
لأنه ليس بعد الكفر ذنب، اذا كان هو كافر، فلا تستبعد منه أي غدر أو خيانة،
إذا كان هو -بكفره- نقض العهد الذي بينه وبين الله تعالى، لأن الله -تعالى- قد أخذ عليه العهد وهو في عالم الذر بأنه يعبده ولا يشرك به شيئا، فهو -بكفره- نقض العهد الذي بينه وبين الله، فكيف تتوقع أن يوفي بعقده معكم؟
اذن هذا أول تنويه في سبب عدم احترام هذه العقود، لأنهم مشركون .

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم استثنى فقال تعالى:
(إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ) يعنى: باستثناء ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ.
وهذه قبائل عاهدها الرسول ﷺ عندما عقد صلح الحديبية مع قريش في السنة السادسة من الهجرة، وهي قبائل: بنو بكر، وخزاعة، وبني مدلج، وبني خزيمة
وقال تعالى
(عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ) لأن جزء من الحديبية التي عُقِّدَ فيها الصلح داخل حدود الحرم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ) يعنى فما داموا مستقيمين ومحافظين على عهدهم معكم، فحافظوا أنتم أيضًا لهم على العهد.
(إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ) يعنى ٱلۡمُتَّقِينَ لنقض العهود.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ثم يقول تعالى (كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴿٨﴾
(كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ) 
يعنى هؤلاء المشركون ملتزمين بالسلام معكم لأن ميزان القوي الآن في صالحكم.
ولكن
(إِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ) يعنى ان كانت الغلبة لهم، وإذا مال ميزان القوي في صالحهم في أي وقت من الأوقات.
(لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ) 
يعنى لن يراعوا فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ.
ما هو الأل وما هي الذمة.
أولًا: الذمة هي العهد والميثاق.
الإل لها في اللغة عدة معاني:
الإل هو: الإله، يعنى لن يراعوا الله فيكم.
وتأتي بمعنى القرابة: لن يراعوا القرابة التي بينكم.
وتأتي بمعنى الجوار: لن يراعو الجوار.
وتأتي بمعنى: اليمين أو الحلف: لن يراعوا أيمان.
يعنى اذا كان قد حلف لك على شيء، فلن يهتم أن يحنث في يمينه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فجائت هذه الكلمة الدقيقة والتي لها كل هذه المعاني، ليقول أن هؤلاء المشركون لن يراعوا أي شيء: لن يراعوا الله فيكم، ولن يراعوا لا قرابة ولا جوار، ولا عهد ولا ميثاق ولا أيمان.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وما ذكرته الآية الكريمة من أن المشركين لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة، أمر يشهد به التاريخ القديم والحديث، بل أمر يشهد به الواقع الآن، ونحن نري ما يتعرض له المسلمون -الآن- في بورما من البوذيين الكفار، وما يتعرض له المسلمون من الكفار في الصين، وفي أفريقيا الوسطي، وأثيوبيا، وأنجولا، وغير ذلك من الدول الكافرة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ)
يقولون لكم كلامًا طيبًا معسولًا ليُرۡضُونَكُم به (وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ) وقلوبهم كارهة ورافضة لكم ولدينكم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ)
قلنا إن الفسق هو الخروج عن طاعة الله، يعنى ممكن يكون مسلم فاسق، لكن هل ممكن نقول: كافر فاسق؟! يعنى هل الكافر له طاعة حتى يخرج عنها؟ فنقول أن هذا كافر فاسق؟!
نقول: أن العرب كان عندهم فضائل فطرية وتقليدية، فكان يراعون حق القرابة، ويراعون حق الجوار، ويحرصون على الوفاء بالعهد.
فحين يصف الله تعالى هؤلاء بأنه
(فَٰسِقُونَ) يعنى خارجون حتى على المنهج الذي ينتسبون إليه، وخارجون حتى عن الفضائل الفطرية والتقليدية التي في مجتمعهم.
وقوله تعالى
(وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ) يعنى هناك قلة ملتزمة، وهذا احتياط قرآني دقيق.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ثم يقول تعالى (ٱشۡتَرَوۡاْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴿٩﴾
يصف الله تعالى هؤلاء المشركون بأنهم (ٱشۡتَرَوۡاْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنا قَلِيلا) 
عندما أقول اشتريت بالمئة جنيه قميصًا، فمعنى ذلك أن المائة جنيه كانت في يدي، ثم تخليت عنها وأخذت بدلًا منها القميص.
فحين يصف الله تعالى هؤلاء المشركون ويقول
(ٱشۡتَرَوۡاْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا) يعنى الإيمان كان بين أيديهم، ولكنهم تخلوا عن هذا الإيمان في مقابل ثمنًا قليلًا من حطام الدنيا.
قال العلماء: الدنيا كلها ثمنًا قليل.
لأن أي ثمن مقابل آيات الله لابد أن يكون قليلًا، حتى لو كان هذا الثمن هو الدنيا كلها.
وقيل في ذلك أن "أبو سفيان بن حرب" كان يطعم الطعام ويعطي البعير والناقة حتى يصرف الناس عن النبي ﷺ 
ولذلك كان "أبو سفيان" بعد أن دخل في الإسلام، لا يرفع عينيه في وجه الرسول ﷺ حياءًا منه.
يقول تعالى
(فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ) يعنى فَصَدُّواْ الناس عَن الإسلام.
(إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ، سواء من اشترائهم الكفر بالإيمان، أو بصدهم الناس عن الإسلام.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ثم يقول تعالى (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)
كما قلنا يعنى: لا يَرْعون فِي مُؤْمِنٍ (إِلاًّ) لا قرابة ولا جوار ولا أي شيء (وَلا ذِمَّةً) يعنى ولا عهد. 
وهذه الآية تبدوا وكأنها تكرار للآية قبل السابقة
(كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ) 
نقول: ليس هناك تكرار: لأن الآية السابقة تخاطب المؤمنين الذين بينهم وبين المشركين حروب فتقول لهم: لو ظهروا عليكم لن يرعوا فيكم لا قرابة ولا عهد ولا أي شيء.
أما هذه الاية
(لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً) يعنى عداوتهم وكراهيتهم لكم ليس مقيدة بوجود حرب بينكم، ولكن سينتهزوا أي فرصة لإيصال الأذي اليكم.
وفي نفس الوقت التكرار يفيد تأكيد المعنى، كما تقول لأحدهم: فلان يكرهك.. فلان يكرهك.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل أن الآية الأولى خاصة بالمشركين، والثانية خاصة باليهود في المدينة، لأن اليهود هم الذين "ٱشۡتَرَوۡاْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا" بتحريفهم للتوراة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ﴿١١﴾
(فَإِن تَابُواْ) يعنى: فَإِن تَابُواْ عن الشرك ودخلوا في الإسلام. 
(وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ) يعنى وأقاموا شعائر الدين، من اقامة صلاة وايتاء الزكاة. 
(فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ) فأصبحوا منكم، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.
يعنى إذا دخل أحد المشركين في الإسلام، فلا تتهمه بالنفاق، يكفي انه اقام شعائر الدين الظاهرة من اقامة صلاة وايتاء الزكاة، حتى تقبله كمسلم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول "عبد الرحمن بن زيد" في هذه الآية وهو مفسر من تابعي التابعين: "قرن الله الصلاة بالزكاة، وأبى أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة"، ثم قال: "رحم الله أبا بكر، ما كان أفقهه."
لأن أبا بكر حارب العرب في حروب الردة بسبب منعها الزكاة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد جاء في الأثر: "من فرق بين ثلاث فرق الله بينه وبين رحمته يوم القيامة: من قال أطيع الله ولا أطيع الرسول، والله تعالى يقول (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) ، ومن قال: أقيم الصلاة ولا أوتي الزكاة، والله تعالى يقول : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) ، ومن فرق بين شكر الله وشكر والديه والله عز وجل يقول : (أن اشكر لي ولوالديك) .

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡم يَعۡلَمُونَ ﴿١١﴾
(وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ)
أي نبينها، كما تقول لأحدهم اشرح لي هذا لأمر بالتفصيل.
(وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
لأن أصحب العلم والفهم والعقل هم الذين سينتفعون بالقرآن الكريم.
ولذلك لما أسلم "عمرو بن العاص" قال له الرسول ﷺ "كنت ارى لك عقلا لا يسلمك الا الى خير"
وهناك مئات القصص عن علماء اعتنقوا الإسلام.
وهذا أمر لا يوجد الا في الاسلام فقط، 
لا نجد علماء -بهذا العدد الكبير والملفت- تحولوا من أديانهم الى دين آخر، الا في دين الإسلام.
لا أتحدث عن المشاهير، هناك مشاهير كثيرون دخلوا في الإسلام، مثل محمد على كلاي، ومايك تايسون، ومايكل جاكسون، آيس كيوب، وغيرهم الكثير.
ولكن أتحدث عن "علماء" اعتنقوا الإسلام، وهؤلاء كثيرين لا حصر لهم، سواء أطباء كبار، وعلماء بحار، وعلماء جيولوجيا، وعلماء فضاء، وكتاب وأدباء ومفكرين .
ولذلك قال تعالى
(وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
لأن أصحب العلم والفهم والعقل هم الذين ينتفعون بالقرآن الكريم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ ﴿١٢﴾
يعنى ان لم يتوبوا 
(وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم) يعنى وَإِن نقضوا عهودهم معكم.
كانت العرب تقول: نكث فلان الحبل، يعنى حل خيوطه.
منه قول الله تعالى
(وَلاَ تَكُونُواْ كالتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن قوله تعالي (وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ) هي قريش عندما نقضت صلح الحديبية مع المسلمين.  
كان الرسول ﷺ قد عقد مع قريش في السنة السادسة من الهجرة صلح "الحديبية" على ترك القتال عشر سنوات، يعنى حتى السنة السادسة عشر من الهجرة، على أن يدخل في حلف محمد ﷺ من يشاء من العرب، ويدخل في حلف قريش من يشاء، معنى الحلف -كما قلنا من قبل اتفاقية دفاع مشتركة- فكان ممن دخل في حلف الرسول ﷺ قبائل "خزاعة" ودخل في حلف قريش قبائل "بنو بكر" وكان بين "خزاعة" و"بنو بكر" ثارات، فانتهزت "بنو بكر" فرصة الهدنة وعدت على "خزاعة" ليلُا عند بئر قريب من مكة اسمه "الهجير" وقتلت منهم عشرون رجلًا.
لو حدث ذلك فقط ما كانت "قريش" قد نقضت المعاهدة، ولأكتفي الرسول ﷺ بعقاب "بنو بكر" ولكن الخطأ الذي وقعت فيه "قريش" أنها أعانت "بنو بكر" على "خزاعة" فأمدتهم برجال وأمدتهم بالسلاح، فتكون "قريش" قد اشتركت اشتراكًا فعليًا واضحًا في الاعتداء على "خزاعة" حلفاء الرسول ﷺ.
وقلنا أن حلفاء يعنى "اتفاقية دفاع مشتركة" يعنى الاعتداء على "خزاعة" هو اعتداء على المسلمين، وهكذا نقضت قريش -من جانبها- صلح الحديبية مع الرسول ﷺ.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ) يعنى: وعابوا فِي دِينِكُمۡ.
مثل الذي ينتقد تعدد الزوجات، أو ينتقد الحجاب، أو ينتقد أحكام الميراث.
وهذه فيها تحريض على هؤلاء المشركين، لأنه يكفي نقض هؤلاء المشركين للميثاق حتى نحاربهم، يعنى يكفي قول الله تعالى
(وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ) ولكن قال تعالى (وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ) وهذه فيها زيادة تحريض على هؤلاء المشركين.  
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ) يعنى: فَقَٰتِلُوٓاْ قادة ٱلۡكُفۡرِ ورؤسائهم.
(إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ)
كما نقول "فلان ليس له كلمة"
كانت العرب عندما يعقدون معاهدة، كانوا يحلفون على احترامها.
فقوله تعالى
(إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ)
يعنى: أنهم يحنثون في أيمانهم التي يحلفونها عند عقد المعاهدة
مثل حنثهم في الأيمان التي عقدوها في صُلْح الحديبية
وقرأت (إِنَّهُمۡ لَآ إيۡمَٰنَ لَهُمۡ)

(لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ) يعنى: لَعَلَّهُمۡ يتوقفوا عن اعتدائهم عليكم ونقضهم العهود معكم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴿١٣﴾
هذه الآية فيها -كذلك- حض وحث على قتال المشركين، يقول تعالى: (أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡما نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ) يعنى: أَلَا تُقَٰتِلُونَ -أيها المؤمنون- قَوۡما حنثوا في أَيۡمَٰنَهُمۡ، ونقضوا عهدهم معكم، وهي قريش عندما نقضت صلح الحديبية، وايضًا قبائل اليهود "بنى قينقاع" و"بنى النضير" و"بنى قريظة" وكل هؤلاء نقضوا عهودهم مع الرسول ﷺ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ) 
هذه فيها ثلاثة آراء: 
(وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ) يعنى من مكة، عندما اجتمع كفار قريش في دار الندوة، وارادوا اخراج الرسول ﷺ من مكة، يقول المفسرون: هموا بأن يخرجوه من مكة على حالة فظيعة، يعنى يخرجوه بشكل مهين مثلًا، ولكن الله تعالى عصم رسوله ﷺ من ذلك، وخرج ﷺ مهاجرًا بأمر الله تعالى.
وقيل (وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ) من المدينة عندما جاءوا لحرب الرسول ﷺ في أحد وفي الأحزاب.
والرأي الثالث (وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ) هم اليهود كانوا يتآمرون مع المنافقين لإخراج الرسول ﷺ من المدينة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ) 
وهذه أيضًا فيها ثلاثة تفسيرات:
يعنى: وَهُم بَدَءُوكُمۡ -أيها المسلمون- بالعداوة، عندما جاء الإسلام اضطهدوا المسلمين وعذبوهم وقتلوهم.
التفسير الثاني: وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ بالقتال في بدر، لأن المسلمون في بدر خرجوا للعير، وخرجت قريش للدفاع عن العير، فلما نجا أبو سفيان بالعير، بل وأرسل الى قريش وقال لهم: إني قد جاوزت القوم فارجعوا، ولكن قريش اصرت على القتال، وقالوا: والله لا ننصرف حتى نستأصل محمدًا ومن معه. 
التفسير الثالث: (وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ) هي "قريش" عندما قتلوا حلفاء الرسول ﷺ من خزاعة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والأرجح أن الآية تحمل هذه التفسيرات الثلاثة، يعنى (وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ) سواء بأنهم بدأوا المسلمين بالعداوة من اول ظهور الإسلام، ومحاولاتهم المتكررة لقتل الرسول ﷺ ثم بدء العدوان في بدر وفي أحد وفي الأحزاب، ثم أخيرًا قتل حلفاء الرسول ﷺ من خزاعة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴿١٣﴾
(أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ) استفهام على وجه التوبيخ.
هل تخافون من قتال هؤلاء الكفار.

(فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ) 
يعنى: فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ اذا خالفتم أوامره بترك الجهاد.
إذا قارنتم بين قوة الله تعالى، وبين عجز هؤلاء، ستجدوا أن الله -تعالى- هو أحق بالخشية من هؤلاء.
ثم يقول تعالى
(إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ) 
يعنى المؤمن ايمانًا حقيقيًا لا يخشى الا الله، ولا يبالى بغيره، واذا خشي غير الله، فلا ترجح خشيته على خشية الله.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ ﴿١٤﴾
(قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ) 
قال تعالى
(بِأَيۡدِيكُمۡ) يعنى لا تنتظروا أن يهلك الله تعالى هؤلاء المشركين بحدث كوني، أو بمعجزة من السماء، لابد ان يكون ذلك (بِأَيۡدِيكُمۡ) والله -تعالى- له في ذلك حكم كثيرة، حتى يكون ذلك اختبارًا لكم، وحتى يتخذ منكم شهداء، يكونوا في أعلى درجات الجنة، وحتى يكون لكم هيبة عند اعدائكم.
وعبر -تعالى- عن القتل بالعذاب، قال تعالى
(قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ) لأن قتلهم سيؤدي بهم الى العذاب، سواء العذاب في القبر بعد قتلهم مباشرة، ثم العذاب الأكبر يوم القيامة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ)  
يعنى ويذلهم بالهزيمة والأسر.
(وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ) هذا وعد للمؤمنين بالنصر على المشركين. 
(وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡم مُّؤۡمِنِينَ) لأن المؤمنين نالهم من المشركين الكثير من الأذى وهم في مكة قبل الهجرة.
وقيل المقصود هو: وَيَشۡفِ صُدُورَ "خزاعة" حلفاء الرسول
من "بنى بكر" ومن "قريش" الذين قتلوا منهم عشرون رجلًا غدرًا وخيانة. 
يقول ابن عباس: نزلت في قوم من اليمن قدموا مكة فأسلموا فلقوا من أهلها أذى كثيراً فشكوا إِلى الرسول ﷺ قال: أبشروا فإِن الفرج قريب 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٥﴾ 
يعنى وَيُذۡهِبۡ ما في قلوبكم من غَيۡظَ من هؤلاء المشركون.
وهذا مثلما قال تعالى في شأن بنى إسرائيل (وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون) حتى يكون ذلك أشفي لصدوركم.
وهذه من نعم الله -تعالى- على المؤمنين، لأن الحياة بهذه المشاعر من الغيظ في القلب، أمر يغم الإنسان.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ) 
كلام مستأنف جديد، يعنى: يمن الله على من يشاء منهم بالتوبة والدخول في الإِسلام كأبي سفيان بن حرب، زعيم قريش في معركة أحد وفي غزوة الأحزاب، ثم أسلم عند فتح مكة، وحسن اسلامه وخرج للجهاد مع المسلمين، حتى فقد عينه أثناء حصار "الطائف" وكان عمره 65 سنة، ثم فقد عينه الأخرى في معركة اليرموك وكان عمره 72 سنة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يختم الله -سبحانه وتعالى- هذه الآيات الكريمة التي حرضت المؤمنين على القتال، فذكر -تعالى- بعض الحكم التي من أجلها شرع الجهاد في سبيل الله، فيقول تعالى:
(أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ﴿١٦﴾
ما معنى (وَلِيجَة) 
الولوج هو دخول شيء في شيء آخر غيره، ومنه (حتى يلج الجمل في سم الخياط) يعنى حتى يدخل الحبل الغليظ في ثقب الإبرة.
ومنه قوله تعالى في سورة الحج (يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ) 
ودعاء دخول المنزل "بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا"
فكانت العرب تقول للرجل "وليجة القوم" يعنى داخل فيهم وليس منهم.
كما نقول "فلان داخل او متداخل مع الناس دي"
وكانت العرب أقول
"وليجة فلان" يعنى بطانته وأصدقاءه وخاصته وأصحاب سره.
اذن قوله تعالى
(وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَة) يعنى: لَمۡ يَتَّخِذُواْ من غير ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ، قوم آخرين غير مؤمنين يكونون بطانة لهم وأولياء.
وكان هذا هو فعل "عبد الله بن أبي بن سلول" وغيره من المنافقين في المدينة، فكانت بطانتهم وأصدقائهم من الكفار واليهود، فكانوا يفشون إليهم أسرار المسلمين

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ)
هل تعتقدون أيها المؤمنون أَن تُتۡرَكُواْ 
(وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ) يعنى دون أن يُظْهَر الله تعالى.
لأن الله -تعالى- من عدله، لا يحاسبنا على العلم الذي يعلمه أزلًا، ولكنه يحاسبنا على العلم الذي يظهره لنا.

(وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ) يعنى: ٱلَّذِينَ امتثلوا أمر الله تعالى بالجهاد في سبيله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَة) 
يعنى: وحتى يعلم الله الذين لَمۡ يَتَّخِذُواْ من غير ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ، قوم آخرين غير مؤمنين يكونون بطانة لهم وأولياء
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ) 
يعنى هل اذا تعاملت مع هذا الرجل الغير المسلم: هل هي معاملة عادية، مثل المعاملات التجارية، أم أنك تتخذه وليًا وتفشي اليه أسرار المسلمين، فالله تعالى لا يخفى عليه شيئًا من ذلك عليه، وسيجازيكم عليه، إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًّا.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇