Untitled Document

عدد المشاهدات : 511

الحلقة (374) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآية (109) من سورة "المائدة" قول الله -تَعَالي- (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ ...

تَدَبُر القُرْآن العَظِيم
الحلقة (374)
تدبر الآية (109) من سورة "المائدة" (ص 126)

        

(يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) 
        

قال تعالى في الآية السابقة ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
ثم قال تعالى في هذه الاية

(يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ) 
والمعنى: وَاتَّقُوا اللَّهَ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ.

        

يقول تعالى (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ) 
يعنى: يَقُولُ الله تعالى للرسل يوم القيامة مَاذَا أُجِبْتُمْ من أممكم ؟ 
ولم يقل تعالى "بمَاذَا أُجِبْتُمْ" 
لأن الله تعالى لو قال "بمَاذَا أُجِبْتُمْ" يعنى يريد اجابة تفصيلية على سؤاله، ولكنه تعالى قال (مَاذَا أُجِبْتُمْ) لأن الله تعالى لا يريد اجابة عن سؤاله، وانما المقصود هو تقريع وتوبيخ قومهم الذين كذبوهم.
وهذا مثل قوله تعالى (إِذَا ٱلْمَوْءودَةُ سُئِلَتْ بِأَىّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) فالسؤال ليس موجهًا للمَوْءودَةُ وانما لمن وأدها .

        

 (قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) 
تحدث أهل التأويل في معنى قولهم (لَا عِلْمَ لَنَا) مع أن الرسل سيشهدون على أممهم يوم القيامة، يقول تعالى في سورة النساء (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا) 
فقال البعض لأن الرسل سيكونون في موقف يذهلون فيه عن الجواب، ثم يكونون في موقف آخر تعود قلوبهم اليهم فعند ذلك يشهدون على أممهم.

يقول رسول الله ﷺ "خوّفني جبريل يوم القيامة حتى أبكاني فقلت يا جبرائيل ألم يُغْفِر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخر؟ فقال لي يا محمد لتشهدنّ من هَوْل ذلك اليوم ما يُنسيك المغفرة".

        

وقال البعض أن قول الأنبياء (لَا عِلْمَ لَنَا) من باب الأدب مع الله تعالى، كما تُسْأل وأنت في حضرة عالم كبير، فليس من الأدب أن تجيب وأنت في حضرته لأنه أولى منك بالإجابة، فتقول: لا أستطيع أن أتكلم في حضرتك فضيلة الشيخ فلان، كما يقولون "لا يفتى ومالك في المدينة"
        

وقال البعض وهو اختيار "ابن عباس" أن قول الرُسُل (لَا عِلْمَ لَنَا) 
يعنى لَا عِلْمَ لَنَا بما في قلوبهم، لأن الرُسُل يعلمون الظاهر فقط، وقد يكون هناك منافقون يظهرون الايمان ويبطنون الكفر.
وأيضًا هم يعلمون المعاصرين لهم، ولا يعلمون من جاء بعدهم، حتى المعاصرين لهم لا يعلمون ما أحدثوا بعدهم، فربما كانوا كافرين ثم آمنوا، أو مؤمنين ثم كفروا.
ولذلك قالوا بعدها
(إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) وقرأت (عَلَّامُ الْغِيُوبِ) بكسر الغين.
و
(عَلَّامُ) صيغة مبالغة من العلم

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇