Untitled Document

عدد المشاهدات : 1162

الحلقة (363) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآيات من (78) الى (81) من سورة "المائدة" قول الله -تَعَالي- (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا....

تَدَبُر القُرْآن العَظِيم
الحلقة (363)
تدبر الآيات من (78) الى (81) من سورة "المائدة" (ص 121)

❇        

(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)
❇        

(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) 
يعنى لَعَنَ الله الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ في الزبور عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ، ولَعَنَ الله الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ في الانجيل عَلَى لِسَانِ عِيسَى.
.
في التوراة في سفر المزامير المزمور (109)
(أَعِنِّي يَا رَبُّ إِلهِي. خَلِّصْنِي حَسَبَ رَحْمَتِكَ. وَلْيَعْلَمُوا أَنَّ هذِهِ هِيَ يَدُكَ. أَنْتَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ هذَا. أَمَّا هُمْ فَيَلْعَنُونَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَتُبَارِكُ)

.
في التوراة، في سفر ملاخي
(وَالآنَ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ: إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَجْعَلُونَ فِي الْقَلْبِ لِتُعْطُوا مَجْدًا لاسْمِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَإِنِّي أُرْسِلُ عَلَيْكُمُ اللَّعْنَ، وَأَلْعَنُ بَرَكَاتِكُمْ، بَلْ قَدْ لَعَنْتُهَا)

❇        

(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)
وقيل أن المعنى أن دَاوُودَ وَعِيسَى –عليهما السلام- بشرا بَنِي إِسْرَائِيلَ ببعثة الرسول محمد ﷺ ولعنا الذين سيكونون على عهده ﷺ من بَنِي إِسْرَائِيلَ ويكفرون به 

❇        

وقال كثير من المفسرين أن المقصود باللعن هو المسخ
ووجه الشبه بين اللعن والمسخ، أن اللعن يعنى الطرد، وهذا الطرد يكون من رحمة الله تعالى، وقد يكون طردًا من كرامة صورة انسانيتهم، فيصيرون مسخًا.
فقوله تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)
يعنى مُسَّخَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الى خنازير بدعوة دَاوُودَ –عليه السلام- وَالى خنازير بدعوة عِيسَى –عليه السلام-
أما دعوة داود على أصحاب السبت أنهم تحايلوا على أمر الله تعالى بعدم الصيد في أيام السبت، فدعا عليهم داود –عليه السلام- وقال: اللّهمّ العنهم واجعلهم آية، فمسخوا الى قردة.
وأما دعاء عيسي على أصحاب المائدة، أن بنو اسرائيل طلبوا من عيسي –عليه السلام- أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء، فقال لهم عيسي (اتَّقُوا اللَّهَ) يعنى ما جئتكم به من الآيات والمعجزات يكفي، ولكنهم أصروا على طلبهم، فلما أجابهم الله الى ما سألوا، وأنزل عليهم مائدة من السماء وأكلوا منها، كفر عدد منهم، فدعا عليهم عيسي وقال: اللّهمّ العنهم واجعلهم آية، فمسخوا الى خنازير، وقيل أن عددهم كان خمسة آلاف رجل.

(ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) يعنى ذلك اللعن كان بسبب معصيتهم، وبسبب اعتدائهم على غيرهم.

❇        

(كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)
يعنى من مظاهر عصيان الكافرين من بنى اسرائيل والذي أدي الى لعنهم وطردهم من رحمة الله، أنهم كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ.
والتناهي هنا له معنيان:
الأول: التناهي بمعنى الانتهاء عن الأمر والكف عنه، كانت العرب تقول: انتهي عن الأمر يعنى تركه.
فمعنى (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) أنهم كانوا لا يتوبون عن المنكرات، بل يتمادون فيها. 
الثاني: أنهم كَانُوا لَا ينهي بعضهم بعضا عن ارتكاب المنكرات.
وقد ذكرت كثير من كتب التفسير هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
"إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك، ضرب الله قلوب بعضهم ببعض - ثم تلى ﷺ قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
يقول ابن مسعود: وكان رسول الله ﷺ متكئا فجلس فقال: "لا والذى نفسى بيده حتى تأطروهم على الحق أطرًا يعنى تحملوهم على التزام الحق".

❇        

يقول الزمخشري في تفسيره "الكشاف" "فياحسرة على المسلمين في إعراضهم عن باب التناهي عن المناكير، وقلة عبئهم به، كأنه ليس من ملة الإِسلام في شيء مع ما يتلون من كلام الله وما فيه من المبالغات في هذا الباب."
ويقول النسفي في تفسيره: وفيه دليل على أن ترك النهي عن المنكر من العظائم، فيا حسرة على المسلمين في إعراضهم عنه

❇        

عندما نتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابد أن نبدأ حديثنا بهذه الآية الكريمة، هذه الآية الكريمة هي أعظم آية في هذا الباب.
عن حذيفة بن اليمان أن النبي ﷺ قال "والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم "
وقد جاء في الأثر أن الله أوحي الى ملك من الملائكة 
أن اقلب مدينة كذا وكذا عل أهلها، فقال الملك: يا رب إن فيها عبدك فلانا لم يعصك طرفة عين، فقال اقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط.

(لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) اللام لام القسم، وبئس أداء ذم.

❇        

يقول تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) 
وقلنا أن المعنى أن الله تعالى مُسَّخَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الى خنازير بدعوة دَاوُودَ –عليه السلام- وَالى خنازير بدعوة عِيسَى –عليه السلام-
.
 ثم قال تعالى
(كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
وهذه اشارة الى الفرقة التي وقفت على الحياد في قصة أصحاب السبت، لأن أصحاب السبت انقسموا الى ثلاثة فرق، فرقة عاصية تحايلت على شرع الله، فمسخهم الله الى قردة، وفرقة مؤمنة نهت هؤلاء عن التحايل على شرع الله، وهذه الفرقة نجت، يقول تعالى (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) ثم فرقة ثالثة لم تعص الله، ولكنها وقفت موقفًا سلبيًا، فلم تنه الفرقة العاصية عن التحايل على شرع الله، ولم تكتف بذلك بل عاتبت الفرقة المؤمنة على أنها نهت هؤلاء عن المعصية، يقول تعالى (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) كأن الفرقة المؤمنة نالها الأذى عندما نهت هؤلاء عن المعصية، فقالت لهم هذه الفرقة الثالثة السلبية: الخطأ خطأكم ما كان لكم أن تنهونهم أو تعظوهم وهؤلاء لا فائدة من نصحهم.
وذكرت سورة الأعراف مصير الفرقة المؤمنة ومصير الفرقة العاصية فقال تعالى (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) 
ثم سكتت سورة الأعراف عن مصير الفرقة الثالثة السلبية التي وقفت موقف الحياد، لأنهم اختاروا أن تكون حياتهم في الظل، واختاروا أن يكونوا هُمْلًا على هامش الحياة ، فأهمل القرآن ذكرهم.
واختلف المفسرون حين نظروا في سورة الأعراف حول مصيرهم، فقال البعض أنهم نجوا مع الناجين، وقال البعض أنهم عذبوا مع العاصين.
فتأتي هذه الآيات وتقول أن مصيرهم مثل مصير العصاة الذين اعتدوا في السبت 
يقول تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) يعنى مسخهم الله الى قردة وخنازير بدعوة دَاوُودَ وَعِيسَى –عليهما السلام- (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) يعنى تحقق هذا المسخ في حق الذين كانوا لا ينهون العصاة عَنْ المُنْكَرٍات. 

❇        

(تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) 
(تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ) يعنى تَرَى كَثِيرًا مِنْ أهل الكتاب. 
(يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى يتحالفون مع الكفار من قريش وغيرهم من مشركي العرب، ضد المسلمين، كما فعلت بنى قريظة في غزوة الأحزاب، عندما اتفقوا مع المشركين على فتح ثغرة من خلال مساكنهم لتمر منها جيوش الأحزاب الى داخل المدينة، ومن ثم القضاء على المسلمين، بالرغم من وجود ميثاق مع المسلمين على الدفاع عن المدينة في حال تعرضها لهجوم خارجي.
(لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) يعنى لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْه لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ، وهو سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، والسخط هو الغضب الشديد.
(وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) أي يوم القيامة، والخلود هو المكث الأبدي الذي ليس له نهاية.

❇        

(وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)

(وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) يعنى ولو كان أهل الكتاب الذين تحالوا مع المشركين ضد المؤمنين يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ايمانًا حقيقيًا.
(وَالنَّبِيِّ) يعنى وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بالنَّبِيِّ الذي بعث فيهم، وهو موسي وداود وسليمان ويوسف وغيرهم من أنبياء بنى اسرائيل الذين يدعون الايمان بهم. 
(وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ) يعنى وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بما أُنْزِلَ إِلَيْ هذا النبي من كتاب وهو التوراة أو الزبور أو الانجيل التي يدعون الإيمان بها.
(مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ) يعنى مَا اتَّخَذُوا هؤلاء المشركين أَوْلِيَاءَ.
كيف تكونون أهل كتاب وتتحالفون مع المشركين على المسلمين ؟
فمولاتكم المشركين في مواجهة المؤمنين دليل على أنكم لا تؤمنون بالله ايمانًا حقيقيًا ولا تؤمنون بأنبيائكم التي تدعون ايمانكم بهم ولا بالكتب السماوية التي تدعون ايمانكم بها.

(وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) يعنى هذا هو سبب موالاة الكثير منهم للكفار في مواجهة المؤمنين أنهم "فَاسِقُونَ" أي خارجون من دائرة الحق الى الباطل، ومن دائرة الايمان الى الكفر، وأصل الفسق عند العرب هو الخروج على سبيل الافساد، فكانت العرب تقول فسقت الرطبة عن قشرتها، لأنها حين تخرج عن قشرتها فإنها تفسد، ومن أسماء الفأرة عن العرب "الفويسقة" لأنها تخرج من قشرتها، فسمي الخروج من الحق الى الباطل فسق، لأنها خروج يفسد الانسان ويفسد المجتمع.

❇        

وقوله تعالى (كَثِيرًا مِنْهُمْ) يعنى لا تهتم بقضية الكثرة، يقول تعالى في سورة يوسف (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) 
يقول ابن القيم "عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين"

❇        

انتهي تدبر الجزء السادس من القرآن العظيم

ويليه تدبر الجزء السابع ان شاء الله تعالى

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇