Untitled Document

عدد المشاهدات : 1086

الحلقة (216) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآيات من (112) الى (115) من سورة "آلَ عِمْرَانَ" (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِ

تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة السادسة عشر بعد المائتين
تدبر الآيات من (112) الى (115) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"

❇        

ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)

❇        

(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) الضرب معروف وهو التقاء جسم بجسم آخر بشدة
وتطلق مجازيًا ويراد بها شدة اللصوق، أو الاحاطة بالشيء.
كما كان يكتب على العملات المعدنية القديمة "ضرب في مصر" أو "ضرب في القسطنطينية" 
وكانوا يقولون ضربت القبة أو ضرب البيت على ساكنيه.
فالمعنى أن (الذِّلَّةُ) وهي الصغار والهوان والحقارة، أصبحت أمرًا ملازمًا لهم، ومحيطًا بهم. 
 (أَيْنَ مَا ثُقِفُوا) أي أنهم أذلاء أَيْنَمَا وُجِدوا.
سواء في المدينة المنورة أو غيرها، سواء في زمن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو في غيره من الأزمنة

❇        

(إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)
اذن هناك سبيل وحيد حتى لا يكونوا أذلاء، هذا السبيل هو حَبْلٍ مِنَ اللَّهِ أوَ حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ، أي سبب مِنَ اللَّهِ أو سبب مِنَ النَّاسِ.
والحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ، هو أن يتمسكوا بدينهم، كما حدث في عهد يوشع بن نون، عندما فتح الله عليهم بيت المقدس، أو في عهد الملك طالوت، أو في عهد نبي الله دادود، أوفي عهد نبي الله سليمان.

❇        

أما الحبل من الناس فهو التحالف مع الأقوياء، وجعلهم أداة ووسيلة لتحقيق أهدافهم .
وبدون هذا الحبل من الله أو هذا الحبل من الناس فانهم يكونون في ذلة، ويعيشون تحت أقدام غيرهم من الأمم.
وهذا الذي يشهد به تاريخ اليهود كله، منذ دخولهم مصر في عهد نبى الله يوسف، وتملقهم وارتباطهم بالهكسوس الذين كانوا يحتلون مصر في ذلك الوقت، وكان ذلك سبب اضطهاد المصريين لهم بعد طرد الهكسوس.
وعندما ظهر "قورش" في بلاد فارس، ساعده اليهود، ووصفوه بالمسيح المنتظر، حتى قدم قورش هذا وعداً لليهود بالعودة إلى فلسطين، على نفس الطريقة التي صدر بها وعد بلفور .
وحين برز المسلمون كقوة عالمية، كان اليهود يحالون كسب ودهم، وكانوا يتجسسون لهم على الروم وغيرهم.
وحين ظهر هولاكو في المشرق، ارسل اليه يهود بغداد، وقدموا له المال والمشورة، ولذلك لما دخل التتار بغداد وقتلوا الخليفة ومليونًا من المسلمين، لم يقتل احد من اليهود، بل سلمت أموالهم من السلب والنهب.
وفي العصر الحديث ابتدأ رهانهم على فرنسا فحالفوها، وعملوا في خدمة النفوذ الفرنسي
ولما برزت انجلترا كقوة جديدة تحولوا اليها، واتخذوا من "لندن" مقراً لحركتهم ونشاطهم، ونجحوا في انشاء دولة اسرائيل تحت حماية ورعاية وقرار انجلترا.
وعندما وقعت الحرب العالمية الثانية وتحول مركز القوة الى الولايات المتحدة، كونوا في الولايات المتحدة في وقت قصير لوبي يهودي منظم أصبح هو أداة التأثير الكبري في صناعة وتوجيه السياسة الأمريكية الخارجية، و أصبح هو المؤثر في الانتخابات الرئاسية.
وفي ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وبين الاتحاد السوفيتي، كان هناك لوبي يهودي في الاتحاد السويفيتي.
والجديد الآن أن الدوائر الصهيونية تتجه الى قبلة جديدة وهي الصين باعتبارها القوة الاقتصادية الكبيرة الواعدة، وبدأت منذ سنوات في التغلغل بسرعة وقوة في المواقع المؤثرة في هذه القوة الجديدة.
اذن قوله تعالى (حَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) أمر يؤكده التاريخ القديم والحديث، ويؤكده كذلك الواقع الآن، فالدولة الصهيونية لولا حماية الدول الكبري لها، لاختفت منذ سنوات، بل ولما كان لها وجود أصلًا. 


❇        

(وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ) بَاءُو يعنى تحملوا ورجعوا بغضب الله تعالى عليهم.
(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) 
أي لزمتهم كذلك الْمَسْكَنَةُ 
والْمَسْكَنَةُ هي الشعور بالصغار، والشعور باستنقاص الذات بحيث  لا يستطيع أن يدعي لنفسه حقًا، وهي من السكون
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ) يعنى ذَلِكَ بسبب أنهم 
(كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) 
عبارة (بِغَيْرِ حَقٍّ) لبيان الواقع، والا فلا نبي يمكن أن يقتل بحق.
(ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)

❇        

والمعنى أن الله تعالى كتب على اليهود بسبب عصيانهم وكفرهم وقتلهم أنباءه تعالى، أن يعيشوا أذلاء تحت أقدام غيرهم من الأمم، ولا يخرجهم من هذا الوضع المهين الا أمرين: اما أن يعودوا الى طاعة الله -تَعَالي- ، أو أن يكونوا تحت حماية غيرهم من الأمم.
والمهم هو هل اليهود فقط هم المعاقبون بمثل هذا العقاب ؟
قلنا مرارًا أن الله تعالى يقص علينا أنباء بنى اسرائيل، وغيرهم من الأمم حتى نأخذ العبرة، ولا نقع في الأخطاء التى وقعوا فيها.
فالله تعالى يحذرنا في هذه الآيات الكريمة أننا اذا وقعنا فيما وقع فيه بنو اسرائيل، من معصية وكفر بآياته تعالى- فستضرب علينا الذلة والمسكنة، ونبوء بغضب من الله.
وهذا هو واقع الأمة الاسلامية الآن، سواء على مستوي الدول أو الشعوب أو الأفراد.
قال تعالى أن هذا العقاب لبنى اسرائيل سببه أنهم ( كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ) فهل نؤمن نحن بجميع آيات الله تعالى ؟ آيات الميراث معروفة، ومع ذلك الكثير يرفض توريث البنات، ومن ليس عنده أولاد يكتب جميع ما يملك لبناته حتى لا يدخل أحد معهم في الميراث، هذا رفض لحكم الله تعالى، ورفض لآيات الله تعالى   
(وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) ألا يُقْتَل العلماء الآن -الذين هم ورثة الأنبياء-  ويضطهدون ويهانون يضيق عليهم. 
(ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) 
الحقيقة أن كثير منا –الا ما رحم الله- وقع فيما وقع فيه بني اسرائيل، فعلينا أن ننتبه ونحن نقرأ هذه الآيات الكريمة، ألا نقع فيما وقعوا فيه والا يصيبنا الله بما أصابهم به. 

❇        

 (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)
(لَيْسُوا سَوَاءً) أي أن المؤمنين من أهل الكتاب بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والغير مؤمنين منهم بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليسوا متساويين عند الله تعالى.
وهذه جملة مهمة لأن البعض -الى الآن- يعتقد أن أهل الكتاب سواء يهود أو نصاري، اذا التزموا بتعليمات دينهم فهم من أهل الجنة، مثلهم مثل المسلمين. 
(مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ) أي مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ جماعة قَائِمَةٌ بطاعة الله عز وجل.
(يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ) أي يقرأون آَيَاتِ القرآن العظيم. 
(آَنَاءَ اللَّيْلِ) ساعات اللَّيْلِ.
(وَهُمْ يَسْجُدُونَ) أي صلاة الليل.
والآية فيها فضل عبادة الليل من قراءة القرآن العظيم والصلاة.
وذهب بعض السلف الى أن المقصود هنا في هذه الآية هو صلاة العشاء، وذهب البعض أن المقصود هو صلاة المغرب والعشاء، وذكروا أثرًا أنه ليس من أهل الأديان الأخرى من يذكر الله تعالى في هذا الوقت.

❇        

(يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)
(يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) أي يُؤْمِنُونَ بوجود الله تعالى وحده لا شريك له.
(وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ) ويُؤْمِنُونَ بيوم القيامة وما فيه من ثواب وعقاب وجنة ونار.
(وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) يعنى لم يكتفوا بأن يأمنوا بالله تعالى وبالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وانما كانوا يدعون الناس الى الإسلام والى الايمان بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
(وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) يعنى وَيَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ، وَتَكْذِيبِ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  

❇        

(وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)
السرعة هي التقدم فيما ينبغي التقدم فيه، وهي بعكس العجلة وهي التقدم فيما لا ينبغي التقدم فيه.
والمعنى أنهم  كلما لمحت لهم بارقة في الخير فهم يسرعون إليها.
ودائمًا نجد الأمر في القرآن بالمسارعة في أعمال الخير.
يقول تعالى (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) ويقول تعالى (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) ويقول تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) ويقول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ"
أما عند طلب الدنيا أو الرزق فليس هناك أمر بالمسارعة أبدًا، يقول تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا)
 روي ان "عمر بن عبد العزيز" رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كان ينام القيلولة، فجاءه ابن له، واسمه "عبد الملك" وكان هذا الابن شديد الصلاح، حتى قيل أنه اشد صلاحًا من أبيه، فمنعه الحاجب، وقال له: انها ساعة يستريح فيها، فدعه يستريح، فاصر الولد، حتى سمع "عمر" صوته وانتبه من نومه، فقال "عمر" للحاجب: دعه يدخل، فلما دخل الإبن عليه قال: يا أبي بلغني أنك ستخرج ضيعة كذا لتقفها في سبيل الله.
 قال عمر بن عبد العزيز: نعم أفعل إن شاء الله -تَعَالي-، غدًا نبرمها.
فقال الابن: هل يبقيك الله إلى غد؟ 
فقال عمر بن عبد العزيز وهو يبكي: الحمد لله الذي جعل من أولادي من يعينني على الخير.
.
كنت قد سمعت عن داعية يعمل في أحد المراكز الإسلامية في أحد الدول الأجنبية، فجاءه يومًا رجل يريد أن يعلن اسلامه، فلم ينتظر أن يفتح له الباب، بل نظر من الشباك، وقال له: قال أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. 
يقول الشعراوي: ما دامت هبة الخير قد هبَّت علي الانسان فعلى الإنسان أن يأخذ بها؛ لأن الإنسان لا يدري أغيار الأحداث في نفسه، لذلك فعليه أن يسارع إلى اقتناص هبة الخير.

❇        

قال تعالى (يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) ولم يقل (يُسَارِعُونَ الى الْخَيْرَاتِ) اشارة الى أنهم ينتقلون من خير الى خير
لأنه لو قال تعالى (يُسَارِعُونَ الى الْخَيْرَاتِ) يعنى هم انتقلوا من شر الى خير.
ولكن قوله (يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) يعنى هم في دائرة الخير ينتقلون بين زواياها لا يخرجون منها.

❇        

(وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)
معنى أن هذا رجل صالح يعنى صالح للخلافة في الأرض، لأن الله تعالى جعل آدم -عَلَيْهِ السَّلَام- وذريته خلفاء في الأرض.
يقول الفخر الرازي أن هذا الوصف بالصلاح هو غاية المدح، لأن الله تعالى وصف أكابر الأنبياء بهذا الوصف، فقال تعالى في شأن إدريس وإسماعيل وذى الكفل وغيرهم (وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِّنَ الصالحين) وقال عن سليمان (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) ودعاء يوسف (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)

❇        

 (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)
قوله تعالى  (مِنْ خَيْرٍ) أي من بداية ما يقال له خير، يعنى أي خير سواء كان قليلًا أو كثيرًا.
(فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) أصل الكفر هو الستر والتغطية
والمعنى أنهم لن يحرموا ثواب أعمالهم سواء كان قليلًا أو كثيرًا.
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) يعنى الله تعالى عَلِيمٌ بِأحوال عباده الْمُتَّقِينَ وسيجازيهم عليها خير الجزاء.

❇        

اذن هذه الآيات الكريمة أنصفت المؤمنين الصادقين من أهل الكتاب، ووصفتهم بجملة من الصفات الطيبة، وأنهم من عباد الله الصالحين.
لأن أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين يسلمون ويؤمنون بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منذ عهد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المدينة، وعبر التاريخ كله وحتى الآن يتعرضون لكثير الاتهامات من أهل دينهم، فأراد الله تعالى أن يثبتهم بهذه الآيات الكريمة

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

 ❇