Untitled Document

عدد المشاهدات : 1277

الحلقة (211) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآية (97) من سورة "آلَ عِمْرَانَ" قول الله -تَعَالي- (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً

تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة الحادية عشر بعد المائتين
تدبر الآية (97) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"

❇        

فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)
❇        

قال تعالى في الآية السابقة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) 
وقلنا أن سبب نزول هذه الآية الكريمة هو أنه بعد تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة، طعن اليهود في نبوة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقالوا أن تحويل القبلة دليل على أن محمدًا ليس نبيًا،لأن بيت المقدس وضع قبل الكعبة، وبيت المقدس أفضل من الكعبة، وطالما أن بيت المقدس وضع قبل الكعبة، فهذا دليل على أن القبلة تكون اليه، والا فأين كان يتجه الناس في صلاتهم قبله ؟ فقال تعالى ردًا عليهم (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)
أي أن الكعبة كانت أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لعبادة الله -تَعَالي- وليس بيت المقدس
ثم ذكر تعالى أن الكعبة فيها من الفضائل ما ليس لبيت المقدس فقال تعالى (مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)
ثم استكمل الله -تَعَالي- في الآية التالية الكريمة التي معنا بعض فضائل الكعبة المشرفة، فقال تعالى (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا)

❇        

يقول تعالى (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) أي فِيهِ علامات واضحة على شرف هذا البيت.
(مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) أي "فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ومن هذه الآيات مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ" 
أو "فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مثل مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ"
وآيات الحرم كثيرة جدًا، مثل: الحجر الأسود، والملتزم، وباب الكعبة، والركن اليماني، وحجر اسماعيل، وماء زمزم، والصفا والمروة، ومنى، ومسجد الخيف، والمزدلفة.
من الآيات في الحرم، قيل أنه قديمًا كانت الحصوات التي تتجمع بعد رمي الجمار في منى، لا يزيد عددها على مر السنين، فكان عددها ثابت أو أقل مما يرمي في عام واحد، الآن أصبح هناك نظام خاص لتجميع الحصوات ونقلها، ولو لم يتم عمل هذا النظام، لظلت هذه الآية كما هي حتى الآن.
نفس الأمر بالنسبة لماء زمزم، فماء زمزم لم ينضب على مدي آلاف السنين، الآن يتم تغذيته -عن طريق مضخات- بمياه السيول الساقطة في نطاقه، ولو لم يتم عمل هذه المضخات، فلم يكن ينضب ماء زمزم، لأنه آية من آيات الله تعالى، كما أنه لم ينضب على مدي آلاف السنين.
من الآيات التي نراها أن الطيور لا تمر في طيرانها فوق الكعبة المشرفة، والوحوش في الحرم لا يفترس بعضها بعض، ولا يؤذي بعضها بعض.
من العجائب أنك اذا ذهبت للحج، فانك لو نمت نصف ساعة فكأنك تقوم نشيطًا كأنك نمت ثمانية ساعات.

❇        

ما هو مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ؟
قلنا أن إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَام- قد رفع جدار الكعبة على القواعد التي كانت موجودة من قبل، وساعده في ذلك ابنه اسماعيل -عَلَيْهِ السَّلَام- وهذا هو معنى قوله تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ) فلما ارتفع البناء، وقف ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- على حجر حتى يستكمل البناء، فسُمِّيَ هذا الحجر الذي وقف عليه إِبْرَاهِيمَ "مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ" لِقِيَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ، أو وقوف إِبْرَاهِيمَ عليه، فمعنى "مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ" أي مكان وقوف إِبْرَاهِيمَ.
وأراد -تَعَالي- أن يظل هذا العمل المبارك العظيم -وهو اعادة بناء الكعبة- منسوبًا الى خليله نبي الله ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- فجعل هذا الحجر الذي وقف عليه ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- لينًا حتى غاصت فيه قدميه، وبعد أن غاصت قدميه عادت الى الحجر صلابته مرة أخري، وهكذا ظلت آثار قدميه -عَلَيْهِ السَّلَام- موجودة وظاهرة الى يومنا هذا.
فهو يشبه ما نقوم به الآن من وضع حجر الأساس لأي بناء ضخم أو مصنع أو مشروع.
وقد كانت ملامح قدمي ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام-، أي أصابع قدميه والعقب واخمص القدم كانت ظاهرة، وكان الصحابة على عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يرونها ويتحدثون بها، ولكن اختفت هذه المعالم من كثرة تمسح الناس بها، وأصبح يظهر فقط أثر القدمين 

❇        

ومن الأخبار العجيبة أن رجال من قبيلة بنى مُدْلِج ، وقبيلة بنى مُدْلِج كانوا معروفون بمهارتهم في القفاية، أي قفاية وتتبع الأثار.
هؤلاء الرجال شاهدوا الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو طفل صغير يلعب في مكة، فقالوا لجـده "عـبد المطـــــــــلب" "حافظ عليه، فانا لم نر قدمًا أشبه بالقدم التي في المقام منه." 
 ولما خرج كثير من العرب يطاردون النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أثناء هجرته من مكة الى المدينة طمعًا في جائزة قريش، كان من بينهم "سراقة بن مالك" سيد بنى مُدْلِج، فلما رأي آثار قدمي النَبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عند غار ثور، بعد أن غادر الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غار ثور، قال ســــــــــراقة: "هذا الأثر أشبه بالأثر الذي في مقام ابراهيم"
وقد ذكر الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه لما عرج به ورأي ابراهيم -عَلَيْهِ السَّــــلَام- قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "ما رأيت أحداً أشبه بصاحبكم منه"

❇        

قال تعالى (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا) يعنى من الآيات كذلك (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا)
وهذه الجملة يقول العلماء أنها: خبر بمعنى الأمر، يعنى هي جملة خبرية، ولكنها بمعنى الأمر.
وهذا مثل قوله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) هذه جملة خبرية، ولكنها أتت بمعنى الأمر، يعنى أمر من الله -تَعَالي- للمطلقات أن يتربصن بأنفسهن ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ، أي ثلاثة حيضات أو ثلاثة أطهار من الحيض.
ومثل قوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) فهذه أيضًا جملة خبرية، ولكنها أتت بمعنى الأمر من الله -تَعَالي- للوَالِدَاتُ أن يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ
اذن قوله تعالى (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا) هذا أمر من الله تعالى بأن نؤمن من يدخل الحرم، ولا نؤذي أحد داخل الحرم، والمسئولون عن الحرم عليهم واجب بتأمين من يدخل الحرم.
وهذا رد على سؤال يتردد أحيانًا، كيف يقول تعالى (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا) وقد تعرض المسجد الحرام تاريخيًا لأربعة اعتداءات دموية، أولها اعتداء "يزيد بن معاوية" سنة 64 هــ لحرب "عبد الله بن الزبير" ثم اعتداء "الحجاج بن يوسف" سنة 73 هـ بهدف اخضاع أهل مكة لخلافة "عبد الملك بن مروان" ثم اعتداء القرامطة سنة 317 هـ وقتلوا 30 ألف من الحجاج ومن أهل مكة، وأخيرًا القحطاني سنة 1400 هـ (أي من حوالى 40 عام)والذي ادعي أنه المهدي المنتظر، وقتل في هذه العملية 250 شخص
بل أخبر الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه سيتم هدم الكعبة في آخر الزمان على يد رجل من الحبشة لقبه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذو السوقين، وهذا من علامات الساعة.
الرد هو: نقول –مرة أخري-لا تعارض بين هذه الاعتداءات وبين قوله تعالى (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا) لأن قوله تعالى (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا) لا يعنى أن من يدخل الكعبة سيكون آمنًا، ولكنه أمر لنا بأن نُؤَمِّنَ من يدخل المسجد أو من يدخل الحرم.  

❇        

(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)
وقرأت (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ) أي بفتح الحاء
اذن هناك قراءتان: حِجُّ الْبَيْتِ بكسر الحاء، وحَجُّ الْبَيْتِ بفتح الحاء، وهي لهجة والمعنى واحد.
أي يجب على النَّاسِ الحج، وهذا معروف أن الحج ركن من أركان الاسلام.
وهناك خلاف معروف بين العلماء: هل الحج يجب على الفور أم على التراخي ؟
يعنى الحج مفروض مرة في العمر، هل يجب أداؤه فورًا في نفس العام اذا كان المسلم مستطيع، واذا أخره يأثم لذلك ؟ أم يمكن أن يؤخره عن وقته في أي وقت من عمره ؟
نقول أن الأفضل المبادرة الى أداء فريضة الحج، ويجوز أن يؤخر أداء هذه الفريضة، ولكن لا يجوز التأخر في أداؤها كثيرًا.
وهذا هو فعل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يمكنه أداء الحج في السنة التاسعة من الهجرة بعد فتح مكة في السنة الثامنة، ولكن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يؤدي الحج في السنة التاسعة، وأمَّرَ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  أبا بكرٍ على الحج، وكذلك لم يخرج الى الحج هذا العام كثير من المسلمين، ثم أدي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحج في السنة التالية، وهي السنة العاشرة من الهجرة.
لذلك نقول أنه يجوز أن نؤخر أداء فريضة الحج، ولكن لا يجوز التأخر في أداؤها كثيرًا.
أعرف أناس أخروا فريضة الحج سنوات، حتى تقدم بهم العمر، وطعنوا في السن، ثم قالوا نحن لا نستطيع أن نحج لأننا تقدمنا في السن.

❇        

(مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) 
يعنى يجب الحج على من استطاع الوصول للبيت
ومن لم يستطع الوصول للبيت فلا يجب عليه الحج.
والذي يحدد الاستطاعة هو كل شخص على حسب ظروفه.

❇        

(وَمَنْ كَفَرَ)
قوله تعالى (وَمَنْ كَفَرَ) هل يعنى أن من لم يحج فهو كافر ؟
بعض العلماء منهم "الحسن البصري" وغيره قالوا: نعم الذي لا يحج وهو قادر على الحج فهو كافر 
واحتجوا بحديث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
"من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا"
وقال البعض أن المقصود بذلك هو من أنكر فريضة الحج، وهذا لا خلاف عليه.
وقال البعض أن قوله تعالى (وَمَنْ كَفَرَ) هو على سبيل التهديد والوعيد والزجر والتغليظ لبيان أهمية هذا الركن من أركان الاسلام.

❇        

(فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
يعنى الله –سبحانه وتعالى- حين يأمرنا بالحج فذلك ليس لأنه في حاجة الى عبادتنا
كما قال تعالى في الحديث القدسي الذي رَوَاهُ مُسْلِمٌ "يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا".

❇        

هناك قصة معروفة لفضيلة الشيخ الشعراوي –رحمه الله – مع مقام ابراهيم، ملخص القصة –وقد ذكرتها من قبل مفصلة في تفسير الآية  125 من سورة البقرة- أن المملكة السعودية كانت تقوم بمشروع لتوسعة الحرم في سنة 1954 م في عهد الملك سعود –رحمه الله – وكان من ضمن خطوات التوسعة نقل مقام ابراهيم من مكانه، بحيث يرجعوا به الى الوراء، حتى يفسحوا المطاف، فلما علم الشيخ الشعراوي –رحمه الله – بذلك أرسل برقية من خمس صفحات الى الملك سعود واعترض على نقل مقام ابراهيم من مكانه، وقال أن "عمر بن الخطاب" لم ينقل المقام من مكانه، كما قال الذين اقترحوا نقل المقام، وانما كانت السيول قد جرفته من مكانه، ثم أعاده عمر الى نفس مكانه، وقال ان نقل المقام يخالف القرآن العظيم، لأن الله -تَعَالي- قال (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) واقتنع الملك سعود بكلام الشعراوي –رحمه الله – وأمر بعدم نقل المقام
وأقول سواء أن عمر –رضى الله عنه- قد نقل المقام أم لم ينقله، فانه ليس هناك خلاف بين العلماء والمؤرخين أن المقام الآن ليس في مكانه الأول الذي كان فيه، لأن المكان الأصلي للمقام هو أن يكون ملاصق لجدار الكعبة، لأنه –كما ذكرنا- كان يقف عليه ابراهيم ليضع حجر الكعبة.
وعليه فالمكان الحالي للمقام ليس له اي خصوصية.
لذلك اذا قمنا الآن بتغيير مكان مقام ابراهيم، وتأخيره عن موضعه، كما هو مقترح، فنحن لا ننقله من مكانه الأصلي الذي وضعه فيه ابراهيم، وقام عليه للبناء، وانما نحن نؤخره من مكان نقل اليه المقام من قبل.
أما الصلاة خلف مقام ابراهيم، فهذا ايضًا لن يتغير، فنحن بعد الطواف نصلى ركعتين عند مقام ابراهيم، في موضع متأخر من المسجد بعيدًا عن المطاف، فاذا أخر المقام، فسنظل نصلى في نفس الموضع، بل على العكس سنصلى والمقام قريبًا منا ونراه بأعيننا. 
ناهيك على أن ابن عباس يقول أن الحج كله مقام ابراهيم، فالطواف والسعي مقام ابراهيم، والوقوف بعرفة مقام ابراهيم، ورمي الجمار مقام ابراهيم، وغير ذلك من مناسك الحج مقام ابراهيم.
لذلك أقترح أن تكون هناك هيئة من كبار العلماء تقوم بإعادة بحث نقل مقام ابراهيم من مكانه، وأن يكون هناك نظام تصويت بحيث تخرج لنا الهيئة بتوصية واحدة نلتزم بها، وهذه التوصية تكون واحدة من ثلاث:
-    اما أن يظل مقام ابراهيم في مكانه.
-    واما أن يؤخر، وبذلك يقل الزحام، ونرفع الحرج على النساء بسبب الزحام، ونيسر على الطائفين .
-    واما أن يعاد المقام الى مكانه القديم ملاصقًا للكعبة، على يمين الباب فأنا أعتقد أن هذا من شأنه أن يقل الزحام قليلًا، لأن المقام في هذه الحالة لن يكون في وسط المطاف.

مقام ابراهيم الآن

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

 ❇