Untitled Document

عدد المشاهدات : 2597

الحلقة (159) من "تدبر القُرْآن العَظِيم" تدبر الآية (260) من سورة البقرة، قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ ال

 تدبر القُرْآن العَظِيم

الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة الأولى
تدبر الآية (260) من سورة البقرة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
القراءات:
(إِبْرَاهِيمُ) بكسر الهاء، وياء بعدها 
و(إبراهام) بفتح الهاء، وألف بعدها
(أَرِنِي) بكسر الراء، و(أرْني) بسكونها
(فَصُرْهُنَّ) بضم الصاد، (فصِرهن) بكسر الصاد.
(جُزْءًا) بسكون الزاي، و(جزُءاً) بضمها
وكل هذه القراءات سبعية.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ساق الله تعالى في الآية السابقة قصة تدل على قدرة الله تعالى على الإحياء والإماتة والبعث والنشور، وهي قصة نبي الله (عزير) ثم أورد الله تعالى في هذه الآية قصة أخري لتؤكد هذا المعنى، فيقول تعالى: 
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) 
قيل أن إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- وكان عمره في ذلك الوقت خمسة وسبعون سنة، وكان ذلك قبل أن يكون له ولد، -عاش ابراهيم 200 سنة- مر بجيفة حمار تتقاسمها السباع والطيور الجارحة، فأخذ–عليه السلام- يتأمل أن لحم هذا الحمار الميت سيكون في بطون هذه الدواب، ثم سيكون جزءًا من أجسادها أو مخلفات، والماء الذي في جسد الحمار سيتبخر في السماء، ثم لا تبقي الا العظام، ثم ستكون هذه العظام ترابًا توزعها الرياح في السهول والجبال البعيدة
وقيل أن جيفة الحمار التى مر بها إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- كانت على شاطئ البحر، أو كانت هذه الجيفة حوتًا على شاطئ البحر، فكان اذا جاء المد أكلت منها  الأسماك، فاذا جزر البحر ورجع أكل منها الضباع وغيرها من السباع، ثم جاءت الطيور الجارحة فأكلت، فتعجب إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- وقَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ؟
يعنى يا رب أرني بعيني كيف تعيد الحياة الى الموتى.
 

(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذا القول ليس –بالطبع- شكًا في قدرة الله تعالى على الإحياء والإماتة والبعث والنشور، لأن إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام-  لم يقل "رب أرني أنك تحي الموتي" 
لو قال "رب أرني أنك تحي الموتي" يعنى أريد أن أري ميتًا وأنت تحييه حتى أتكد من قدرتك على احياء الموتي
ولكن حين يقول (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) فهو يريد أن يري الكيفية التى يكون بها احياء الموتي.
لأن الاستفهام بكيف يكون عن شيء موجود، كمن يقول: كيف صنعت هذا الطعام ؟ اذن الطعام موجود وأنت تسأل كيف صنع هذا الطعام. 
أو كيف بنى الفراعنة الأهرام ؟ اذن الأهرام موجودة ونراها بأعيننا، ونسأل عن كيفية بناء الأهرام
فاذا سال إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- وقال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ؟ فهو يؤمن بقدرة الله تعالى على احياء الموتي، ولكنه يسأل عن كيفية احياء الموتي.  
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ) يعنى: ألست آمنت أني أحي الموتى ؟
لماذا سأله الله تعالى هذا السؤال، مع أنه تعالى يعلم أن سؤال إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- ليس شكًا في قدرة الله تعالى على الإحياء ؟
سأل الله تعالى هذا السؤال لأنه تعالى يعلم أنه تعالى سيورد لنا هذه القصة حتى تكون مثلًا على قدرة الله تعالى، ولذلك اراد تعالى أن ينفي عن إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- شبهة أن يكون سؤاله شكًا في قدرة الله تعالى.
كأنه تعالى يريد تبرئة إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- من سوء الظن به
 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) 
(قَالَ بَلَى) أي بَلَى آمنت
(وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
ولكن لأزداد إِيمَانًا على ايماني، وأزداد يَقِينًا‏ على يقيني.‏
هنا يريد إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- أن يرتقي في اليقين درجة، لأن هناك فرق بين اليقين بالقلب والرؤية بالعين
يقول العلماء أن إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- أراد أن ينتقل من مرتبة "علم اليقين" الى مرتبة "عين اليقين" 
مثال:
اذا كان هناك طالب قرأ في كتاب العلوم وتعلم في المدرسة أن المواد الصلبة تتمدّد بالحرارة وتنكمش بالبرودة، فاذا سالته هل يتمدد الحديد بالحرارة، سيقول لك بكل ثقة وتصديق نعم، هذا يطلق عليه "علم اليقين"
فاذا دخل المعمل واجروا أمامه تجربة الكرة والحلقة: أحضروا كرة حديدة معلقة بسلسلة وحلقة ومرروا الكرة الحديدة من الحلقة، ستمر بسهولة، ثم قاموا بتسخين الكرة الحديدة وحاولوا تمريرها من الحلقة فإنها لا تمر لأنها تمددت بالحرارة، نتركها تبرد نجدها تمر
الاستنتاج:
المواد الصلبة تتمدّد بالحرارة وتنكمش بالبرودة.
هل هذه التجربة أجريت امام التلاميذ لأنهم لا يصدقون الكتاب المدرسي أو لا يصدقون المعلم عندما يقول لهم ان المواد الصلبة تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة ؟
لا.. هم يجرون هذه التجربة حتى ينتقل الطالب من مرتبة "علم اليقين" الى مرتبة "عين اليقين" 
فكذلك إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- أراد أن ينتقل من مرتبة "علم اليقين" الى مرتبة "عين اليقين"
كأن إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام-  –عليه السلام- عنده طموح ايماني، لأنه –عليه السلام- من أهل الآخرة، كما ان أهل الدنيا عندهم طموح دنيوي فيريد أن يرتقي في عمله، فكذلك أهل الآخرة عندهم طموح ايماني فيريد ان ينتقل في يقينه من درجة الى درجة أعلى منها
اذن  قوله تعالى (بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) 
(بَلَى) آمنت
(وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ولكن لأزداد إِيمَانًا على ايماني، وأزداد يَقِينًا‏ على يقيني.‏
تجربة الكرة والحلقة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) 
أمره تعالى أن يأخذ أربعة طيور
قيل أن هذه الطيور الأربعة هي: الطاووس والنسر والغراب والديك . وقيل: ديكا وبطة وغرابا وحمامة.
حتى أن "ابن الجوزي" في "زاد المسير" عد لذلك سبعة أقوال.
وتحديد أنواع الطيور أمر لا فائدة منه؛ ولو كان في تبيينها فائدة لبيَّنها الله عز وجل.
والظاهر أن الله تعالى لم يحدد لإبراهيم أنواع الطيور التى أمره بها، وانما قال خُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) قلنا أن (صُرْهُنّ) قرأت بضم الصاد وكسرها، أي (صُرْهُنّ) و(صِرْهُنّ): 
ولها معنيان:
(صُرْهُنَّ) يعنى اضممهن واجمعهن، ومنه "صرة الدنانير" والمعنى قربهن اليك وتأمل في أشكالهن، واحفظ هذه الأشكال جيدًا، حتى لا تلتبس عليك بعد الإحياء
كذلك (صُرْهُنَّ) يعنى قطعهن، تقول العرب: صار الشيء يعنى قطعه
وقوله تعالى (إِلَيْكَ) تدل على المعنى (اضممهن)  
وقوله تعالى بعد ذلك (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا) يدل على أن(صُرْهُنَّ) يقصد به التقطيع
ولكن أقول أن الكلمة تحمل المعنيين: صُرْهُنَّ أي قربهن اليك واحفظ أشكالهن جيدًا، حتى لا تلتبس عليك بعد الإحياء، ثم بعد ذلك تذبحهن وتقطعهن
(قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا) 
أمر إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- أن يذبح هذه الطيور الأربعة، ثم ينتف ريشها، ويقطعها قطع صغيرة، ثم يخلط أجزاء هذه الطيور المقطعة من اللحم والعظم والريش والدم خلطًا جيدًا، ثم يفرق هذه الأجزاء المختلطة بين عدة جبال
قيل أنها عشرة جبال وقيل أنها سبعة جبال، وقيل أنها أربعة جبال تمثل جهات أو أركان الدنيا الأربع: المشرق والمغرب والشمال والجنوب
ولماذا أمره الله تعالى أن يوزع هذه الأجزاء على الجبال ؟ لأن الطير والسباع التي كانت تأكل الدابة التى رآها إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- كانت تطير إلي الجبال وتسير نحوها وتتفرق فيها. 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(ثُمَّ ادْعُهُنَّ) أي قل لهن تعالين بإذن الله 
(يَأْتِينَكَ سَعْيًا) 
ليس المقصود بالسعي هو المشي، لأن سعي الطيور هو الطيران
والمقصود هو أن يأتينك إتياناً مسرعات في طيرانهن.
وقيل أن الله تعالى  نقل الأمر من الطيران إلى السعي، فجاءته الطيور تمشي على أقدامها، كي تأكد إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- أنها نفس الطيور التي ذبحها وقطعها ووزعها على الجبال، ثم بعد جاءته وتأكد منها طارت بعد ذلك 
وروي في قصص هذه الآية أن إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- بعد أن ذبح هذه الطيور وقطعها وخلطها، وجعل على كل جبل من هذا المجموع المختلط جزءًا، أمسك رؤوس الطير في يده، ثم قال تعالين بإذن الله، فتطايرت الأجزاء والتأمت وعادت كما كانت ولكن بلا رؤوس، ثم فجاءته (سَعْيًا) أي مشيًا على أقدامها حتى وضعت أجسادها في رؤوسها، ثم طارت بعد ذلك.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
أي واعلم أن الله - تعالى – 
عَزِيزٌ: لا يمتنع عليه ما يريد
حكيم يضع كل شيء في موضعه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- هو الأب الثالث للأنبياء؛ فالأول: آدم؛ والثاني: نوح؛ والثالث: إِبْرَاهِيمُ على نبينا وعليهم جميعًا الصلاة والسلام.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد روي في سبب نزول هذه الآية الكريمة أن الله تعالى‏ لَمَّا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا سَأَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ رَبَّهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يُبَشِّرَ إِبْرَاهِيمَ بِذَلِكَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ دَارَهُ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَغْيَرَ النَّاسِ، إِنْ خَرَجَ أَغْلَقَ الْبَابَ فَلَمَّا جَاءَ وَوَجَدَ فِي دَارِهِ رَجُلًا ثَارَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، قَالَ‏:‏ مَنْ أَذِنَ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ دَارِي‏؟‏ قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ‏:‏ أَذِنَ لِي رَبُّ هَذِهِ الدَّارِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ صَدَقْتَ‏!‏ وَعَرَفَ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ‏.‏ قَالَ‏:‏ مَنْ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ جِئْتُكَ أُبَشِّرُكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدِ اتَّخَذَكَ خَلِيلًا‏!‏ فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَالَ‏:‏ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، أَرِنِي الصُّورَةَ الَّتِي تَقْبِضُ فِيهَا أَنْفَاسَ الْكُفَّارِ‏.‏ قَالَ‏:‏ يَا إِبْرَاهِيمُ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ‏.‏ قَالَ‏:‏ بَلَى‏.‏ قَالَ‏:‏ فَأَعْرِضْ‏!‏ فَأَعْرَضَ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ بَرَجُلٍ أَسْوَدَ تَنَالُ رَأْسُهُ السَّمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ لَهَبُ النَّارِ، لَيْسَ مِنْ شَعْرَةٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا فِي صُورَةِ رَجُلٍ أَسْوَدَ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ وَمَسَامِعِهِ لَهَبُ النَّارِ‏.‏ فَغُشِيَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ أَفَاقَ وَقَدْ تَحَوَّلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي الصُّورَةِ الْأُولَى، فَقَالَ‏:‏ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، لَوْ لَمْ يَلْقَ الْكَافِرُ عِنْدَ الْمَوْتِ مِنَ البَلَاءِ وَالْحُزْنِ إِلَّا صُورَتَكَ لَكَفَاهُ، فَأَرِنِي كَيْفَ تَقْبِضُ أَنْفَاسَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَعْرِضْ‏!‏ فَأَعْرَضَ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بَرَجُلٍ شَابٍّ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَطْيَبَهُ رِيحًا، فِي ثِيَابٍ بِيضٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْمُؤْمِنِ عِنْدَ رَبِّهِ مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ وَالْكَرَامَةِ إِلَّا صُورَتَكَ هَذِهِ، لَكَانَ يَكْفِيهِ‏.‏
فَانْطَلَقَ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَقَامَ إِبْرَاهِيمُ يَدْعُو رَبَّهُ يَقُولُ‏:‏ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى حَتَّى أَعْلَمَ أَنِّي خَلِيلُكَ‏ !‏ قَالَ‏:‏ أَوَلَمَ تُؤْمِنْ بِأَنِّي خَلِيلُكَ ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى‏!‏ وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي بِخُلولَتِكَ‏.‏