Untitled Document

عدد المشاهدات : 4617

الحلقة (155) من "تدبر القُرْآن العَظِيم": تدبر الآية (255) من سورة البقرة: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذ

 تدبر القُرْآن العَظِيم

الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة الأولى
تدبر الآية (255) من سورة البقرة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هذه الآية هي آية الكرسي، وهي أعظم آية في القرآن الكريم. 
وقد نزلت هذه الآية العظيمة ليلًا، ودعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- "زيد بن حارثة" ليكتبها فكتبها.
 يقول "محمد بن الحنفية" أن آية الكرسي لما نزلت، هربت الشياطين يضرب بعضهم على بعض، إلى أن أتوا إبليس فأخبروه بذلك فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك, فذهبوا حتى علموا أن آية الكرسي قد نزلت .
وقد ورد في فضل آية الكرسي الكثير، منها ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لكل شيء سنام وإن سنام القرآن البقرة، وفيها آية هي سيدة آي القرآن وهي آية الكرسي" 
أخرج مسلم في صحيحه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي ".
.
اذن أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، وأعظم آية هي أية الكرسي
وهذا الفضل لآية الكرسي لأنها جمعت من صفات الله ما لم تجمعه آية أخري، فقد اشتملت على ثمانية عشرا إسماً لله تعالى ما بين ظاهر ومضمر
ودائمًا نجد الآيات التى تتشمل على صفات الله تعالي لها فضل عظيم: سورة الفاتحة لها فضل عظيم، سورة الاخلاص لها فضل عظيم، أواخر سورة الحشر لها فضل عظيم
وثواب قراءة آية الكرسي أكثر من غيرها من الآيات، وهذا هو معنى أنها سيدة آي القرآن، وقيل أنها تعدل ثلث القرآن.
وتستحب قراءتها بعد الصلاة المكتوبة، وفي البيوت لطرد الشيطان.، ومن قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
آية الكرسي، خمسون كلمة، وهي مشتملة على عشر جمل؛ وكل جملة لها معنى عظيم جداً.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) يعنى لَا إِلَهَ معبود بحق الا الله تعالى. 
لأن الناس عبدت وتعبد آلهة غير الله، الناس عبدت الأصنام، وعبدت الكواكب، وعبدت الملائكة، وعبدت البقر، بل وعبدت الشيطان، ولكن كل هذه ليست آلهة بحق بل هي ألهة بباطل، أما الأله المعبود بحق فهو الله تعالى
فمعنى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) يعنى لَا إِلَهَ معبود بحق الا الله تعالى. 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(الْحَيُّ) الحي صفة من صفات الله تعالى، واسم من أسمائه الحسني 
وبقية المخلوقات لها حياة، ولكن ما الفرق بين حياة المخلوقات وحياة الله تعالى ؟
سائر المخلوقات كانوا موتي، ثم أحياهم الله تعالى، ثم يميتهم، ثم يحييهم، كما قال تعالى (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
أما حياة الله تعالى فلا تسبق بموت ولا يطرأ عليها الموت
 فهي حياة لا أول لها، ولا آخر لها 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (الْقَيُّومُ) القيوم هو صفة مبالغة من قائم. 
فنحن نقول: قائم على أمر بيته، أي مسئول عن تولى شئون بيته، أو قائم على أمر المدرسة أو المستشفى، يعنى مسئول عن تولى شئون المدرسة أو المستشفي، كأن القيام هو مظهر الاشراف. 
القيوم، فهو –كما ذكرنا- صفة مبالغة من قائم.
فالله تعالى قيوم السماوات والأرض، يعنى الله تعالى هو الذي يتولى جميع شئون السماوات والأرض، من الانشاء والرزق والحفظ والتدبير وغير ذلك.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والحي القيوم صفتان متلازمتان، يعنى لا يمكن أن يقوم الله تعالى بأمر السماوات والأرض الا اذا كان حيًا حياة دائمة لا موت فيها
ولذلك فالدعاء بهاذين الاسمين معًا لهما فضل عظيم
ولذلك رود في الحديث صحيح عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها : 
"ما يمنعك أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "
ويقال : إن عيسى ابن مريم عليه السلام كان إذا أراد أن يحيي الموتى يدعو بهذا الدعاء: يا حي يا قيوم .
ويقال : أن الذي عنده علم من الكتاب، عندما أراد أن  يأتي بعرش بلقيس إلى سليمان دعا بقوله يا حي يا قيوم .
ويقال : إن بني إسرائيل سألوا موسى عن اسم الله الأعظم فقال لهم : يا حي يا قيوم .
ويقال : هو دعاء أهل البحر إذا خافوا الغرق يدعون به .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ)
السِنَةٌ هي أن يكون الإنسان بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ‏.
وهي ما يطلق عليها النُعَاسٌ أو الوسن أو الغفوة
فالله تعالى لا تأخذه أبدًا هذه الحالة التى تأخذ المخلوقين، سواء السنة أو النوم.
وهنا يقول تعالى (تَأْخُذُهُ) كأن الله تعالى يشير الى أن النوم له قوة قاهرة تأخذ الانسان أخذًا وتقهره قهرًا، كما نقول نحن "النوم سلطان" ولذلك فالله تعالى لا ينام ولا ينعس ولا يغفو، لأنه لَوْ نَامَ يكون النوم قد أخذه وغلبه وقهره،  وهذا غير وارد في حق الله تعالى 
ورد في بعض كتب العلم: أَنَّ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ قَالُوا: يَا مُوسَى هَلْ يَنَامُ رَبُّكَ ؟ قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ. فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا مُوسَى سَأَلُوكَ هَلْ يَنَامُ رَبُّكَ، فَخُذْ زُجَاجَتَيْنِ بِيَدَيْكَ، وقُمِ اللَّيْلَ، فَفَعَلَ مُوسَى ثم جَعَلَ يَنَامُ وَتَكَادُ يَدَاهُ تَلْتَقِيَانِ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ، ثم نَامَ نَوْمَةً فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ وَانْكَسَرَتِ الزجاجتان‏.‏ 
فقال تعالى: يَا مُوسَى، لَوْ كُنْتُ أَنَامُ، لتحطمت السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ كَمَا تحطمت الزُّجَاجَتَانِ بِيَدَيْكَ.
يقول فضيلة الشيخ الشعراوي (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْم) أتريدون تطميناً من إله لمألوه، ومن معبود لعابد، ومن خالق لمخلوق أكثر من أنه يقول للعابد المخلوق: "نم أنت ملء جفونك، واسترح؛ لأن ربك لا ينام". ماذا تريد أكثر من هذا؟ هو سبحانه يعلم أنه خلقك، وأنك تحتاج إلى النوم، وأثناء نومك فهناك أجهزة في جسمك تعمل. أإذا نمت وقف قلبك؟ أإذا نمت انقطع نفسك؟ أإذا نمت وقفت معدتك من حركتها الدودية التي تهضم؟ أإذا نمت توقفت أمعاؤك عن امتصاص المادة الغذائية؟ لا، بل كل شيء في دولابك يقوم بعمله. فمن الذي يُشرف على هذه العمليات لو كان ربك نائما؟
إذن فأنت تنام وهو لا ينام. وبالله هل هذه عبودية تُذلنا أو تُعزنا؟ إنها عبودية تُعزنا؛ فالذي نعبده يقول: ناموا أنتم؛ لأنني لا تأخذني سنة ولا نوم. 
الذي نعبده يقول: ناموا أنتم؛ لأنني لا تأخذني سنة ولا نوم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
‏(لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) هو تعالى يملك جميع مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ شَرِيكٍ.
فجميع الموجودات وجميع المخلوقات هي ملك لله تعالى.
واذا ملك أحد المخلوقين أي شيء، فهذا تمليك ظاهري
يقول تعالى في سورة النجم (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ) أي جعل لك ما تقتنيه.
‏(لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)
كان المشركون يقولون‏:‏ مَا نَعْبُدُ أَوْثَانَنَا هَذِهِ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى‏!‏ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى (مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) 
استفهام بمعنى الانكار والنفي
كأن تعالى يقول: لا أحد يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ
يعنى لا أحد يَشْفَعُ لأحد من عبيده ان أراد عقوبته إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ تعالى بِالشَّفَاعَةِ عنده ‏.‏ 
حتى أعظم الناس جاهاً عند الله لا يشفع إلا بإذن الله؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة - وهو أعظم الناس جاهاً عند الله؛ ومع ذلك لا يشفع إلا بإذن الله
وهذا - كما يقول الآلوسي- بيان كبرياء شأنه تعالى، فلا أحد يستطيع دفع ما يريده الله تعالى ليس على وجه المناصبة والعداوة، ولكن ليس حتى على وجه الشفاعة والاستكانة والخضوع
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)
ما بين اليدين هو ما أمامك، وما خلفك هو ما وراءك
فقوله (مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) هو المستقبل، سواء في الدنيا أو الآخرة (وَمَا خَلْفَهُمْ) ما مضى من حياتهم
المقصود أن علم الله تعالى محيط بكل شيء، سواء ما مضى أوما سيأتي 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)
وكلمة "شيء" تعني أقل القليل
يعنى علم البشر هو بعض علم موهوب من الخالق سبحانه وتعالى الى عبيده.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 
 (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)
 (الكرسي) اما انه صفات الله تعالى، أو من أوصاف ملكوته.
فالذي قال أنه من صفات الله، قالوا أن الكرسي هو العلم، لأن أَصْلُ (الْكُرْسِيِّ) الْعِلْمُ‏.‏ ولذلك نقول "كُرَّاسَةٌ" لأن فيها عِلْمٌ مَكْتُوبٌ 
فمعنى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) أي "وَسِعَ علمه السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ"
أو الكرسي هو الملك والسلطان والقدرة، لأن الكرسي هو رمز للملك والسلطان، كمن يقول جلس على الكرسي، أو استقر على الكرسي.
فمعنى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) أي "وَسِعَ ملكه وسلطانه وقدرته السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ"
والذي قال أنه من أوصاف ملكوته.
قالوا أن الكرسي هو الَّذِي يُوضَعُ تَحْتَ الْعَرْشِ، الَّذِي يَجْعَلُ الْمُلُوكُ عَلَيْهِ أَقْدَامَهُمْ، ولكن تأخذه في اطار (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
كما قلنا من قبل أن الله تعالى ذكر ان له يد فقال (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) ولكن هل يده مثل يدك
ذكر الرسول –صلي الله عليه وسلم- أن الله تعالى له أصابع "قلب العبد بين اصبعين من أصابع الرحمن" ولكن هل أصابعه مثل أصابعنا
ذكر الله تعالى ان له ساق (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) ولكن هل ساقه مثل ساقك
كل ذلك نأخذه في اطار (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
كذلك اذا ذكر تعالى أن له كرسي وأن له عرش، فلا يأتي الى ذهنك أنه الكرسي الذي يوضع عليه القدمين، أو أنه كرسي له قوائم ويقعد عليه فنأخذه في اطار (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
وقد جاء في الخبر أن السماوات على اتساعها ليست الا كحلقة في فلاة بالنسبة للسماء الأول، والسماء الأولى بالنسبة للسماء الثانية كالحلقة في فلاة، والثانية بالنسبة للثالثة كالحلقة في فلاة، حتى السماء السابعة بالنسبة للكرسي كالحلقة في فلاة، والكرسي بالنسبة للعرش كالحلقة في فلاة.
اذن نحن نؤمن بوجود الكرسي لأن الله تعالى أخبر بذلك، ولكننا لا تعرف حقيقته، بل هو أمر عظيم من أمره، نأخذه في اطار (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)
السماوات على اتساعها ليست الا كحلقة في فلاة بالنسبة للسماء الأولي 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) 
آده الشيء أي أثقله وأجهده.
فاذا وضعت ثقل على شيء أو على شخص حتى مال يقال آده هذا الشيء
فقوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) يعنى لا يثقله ولا يُجْهِدُهُ، وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ، حفظ السماوات والأرض
(وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
نقول فلان علا على فلان اذا اقتدر عليه وغلبه.
وَ"الْعَلِيُّ" ذُو الْعُلُوِّ وَالِارْتِفَاعِ والقدرة عَلَى خَلْقِهِ.‏
و"الْعَظِيمُ" الَّذِي كُلُّ شَيْءٍ دُونَهُ، فَلَا شَيْءَ أَعْظَمَ مِنْهُ‏.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي البخاري من حديث  أبي هريرة حديث عظيم في فضل آية الكرسي، قال: وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله بها وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي؟ قال: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلات ليال يا أبا هريرة قلت لا قال: ذاك شيطان .
ولذلك يستحب قراءة آية الكرسي قبل النوم حتى تحفظك من الشياطين
ويستحب قراءتها كذلك في البيت لطرد الشياطين، نحن نعلم أن من قراءة سورة البقرة تطرد الشياطين، فاذا لم تتمكن من قراءة البقرةـ فاقرأ آية الكرسي، ولذلك كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع, كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارسا للبيته من جوانبه الأربع 
ويستحب قراءتها –كما قلنا- بعد كل صلاة مكتوبة يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ( .
يعنى اذا مات دخل الجنة