Untitled Document

عدد المشاهدات : 6013

"عَبْدَ اللهِ بِن المُبَارَك" الذَي حَجْت عَنْهُ المَلائِكَة

 "عَبْدَ اللهِ بِن المُبَارَك" الذَي حَجْت عَنْهُ المَلائِكَة

********

كان "عبد الله بن المبارك" عالمًا زاهدًا من تابعي التابعين، كان "عبد الله بن المبارك" يستعد للحج، وفي الليلة التى كان سيحج فيها، وجد في الظلام امرأة  تبحث في الزبالة حتى التقطت دجاجة ميتة، فأخذتها وانطلقت، فنادي عليها "عبد الله بن المبارك" وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله؟ فقالت له: يا عبد الله - اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون، فقال لها ابن المبارك: ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.. فقالت المرأة له: أما وقد أقسمت عليّ بالله فلأخبرنَّك، فقالت وهي تبكي أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات، وقد اشتدت بنا الحال ونفد مني المال، فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة، وقد أحل الله لنا الميتة، أفمجادلني أنت فيها؟ فقال لها "عبد الله بن المبارك": خذي هذا المال وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج، وعاد ابن المبارك إلى بيته، ولم يخرج للحج، وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج، ثم عادوا، وكلما قابل "عبد الله بن المبارك" واحد منهم شكره وقال له: رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم، ويقول آخر: ما رأينا خيرا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام.
 فعجب ابن المبارك من قولهم، واحتار في أمره وأمرهم، ولكنه لايريد أن يفصح عن سره، وفي المنام يرى رجلا يشرق النور من وجهه يقول له: السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟ أنا محمد رسول الله أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة جزاك الله عن أمتي خيرا... يا عبد الله بن المبارك، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى.. ان الله - سبحانه وتعالى - خلق ملكاً على صورتك.. كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج..
وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة.
.
قصة هامة تشير الى الاهتمام بترتيب الأولويات...
وهذا الأمر ينسحب على كل حركة حياتك، سواء كان في الخير أو في المباح، لأن الاسلام جاء ليرتب لك حياتك، ولذلك كان الصحابة يكثروا من السؤال عن "أفضل الأعمال" و"احب الأعمال" و"أحق الناس بحسن صحبتى"

لا يجوز أن تذهب لزيارة دار مسنين وتترك زيارة أمك أو أبيك المسنين..
اذا استطعت أن تفعل هذا وذاك فحسن...
لا يصح ان تهتم امرأة بتعليم القرآن وتهمل بيتها...
لا يصح ان تتحرك في الدعوة وتهمل اسرتك..
لا يصح ان تهتم بعملك جدًا حتى تترقي فيه، وتهمل العبادة..
لا يصح ان تعمل المرأة لتحقق ذاتها وتهمل اسرتها.. وهكذا ....
والحديث عن ترتيب الأولويات حديث طويل، وفيه الكثير من الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين، لدرجة أن هناك باب في الفقه، اسمه "فقه الأولوليات"

قصة "عبد الله بن المبارك" قصة هامة تشير الى الاهتمام بترتيب الأولويات، وهناك دورات تعقد الآن لتنمية مهارة ترتيب الأولويات
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام

وجد في الظلام امرأة  تبحث في الزبالة حتى التقطت دجاجة ميتة

أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات

لم يخرج "عبد الله بن المبارك" للحج، وخرج الحجاج من بلده
********