ٱلْفَصْلُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ: أَبْنَاءُ ٱلرَّسُولِ ﷺ مِنْ خَدِيجَةَ
أُحِبُكَ نَبِي
(السِيرَة النَبَوية
العَطِرَة فِي حَلَقَات)
الكتاب الثَانِي: مِنْ وِلاَدَة الرَسُول حَتَى مَبْعَثِهِ ﷺ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ٱلْفَصْلُ
ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ: أَبْنَاءُ ٱلرَّسُولِ ﷺ مِنْ خَدِيجَةَ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تحدثنا في الفصل السابق عن زواج الرسول ﷺ من
أمنا العظيمة السيدة خديجة، وكيف أحب النبي ﷺ السيدة
خديجة، وكيف كان وفاؤه ﷺ لها في حياتها وحتى بعد وفاتها
وكما كان لأمنا "خديجة" مكانة خاصة في قلب الرسول ﷺ، فلها كذلك مكانة خاصة في قلب
كل مسلم.
أذكر أنني كنت في "مكة" لأداء العمرة، وأردت أن أزور
السيدة "خديجة"، فذهبت الى مقابر "الحجون" حيث قبرها، فلما
سألت عن مكان القبر بالتحديد، قال لي أحدهم:
-
لماذا تريد أن تعرف مكان القبر؟
قلت له:
-
أريد أن أزور أمي.
تلعثم الرجل قليلًا ثم قال:
-
لماذا تريد أن تزورها؟
قلت له:
-
أقول لك أمي! هل تنكر علىَّ أن أزور أمي؟!

صورة لقبر أمنا خديجة قبل ازالة القباب سنة 1324 هـ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أبناء الرسول ﷺ من خديجة.
رزق الرسول ﷺ من زوجته السيدة خديجة بستة من
الأبناء، ولدين وأربعة بنات، وهم بالترتيب:
أولًا: القاسم، وبه كان يكنى، فكان ﷺ
يكنى بأبا القاسم.
ثم "زينب" وكان يقال لها "زينب الكبري" حتى يميز
بينها وبين بنت اختها زينب بنت السيدة فاطمة.
ثم "رقية"
ثم "أم كلثوم"
ثم "فاطمة"
ثم "عبد الله" ولقب بالطاهر، ولقب بالطيب.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وكل هؤلاء أنجبهم الرسول ﷺ قبل البعثة، أي قبل أن يبلغ
الأربعين عامًا، باستثناء ابنه "عبد الله" الذي أنجبه بعد البعثة، ولذلك
لقب بالطاهر وبالطيب.
وكل أبناء الرسول ﷺ الذين أنجبهم من السيدة خديجة،
باستثناء ابنه "ابراهيم" الذي أنجبه بعد ذلك من زوجته "مارية"

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الرسول ﷺ يفقد في حياته ستة من أبنائه.
لقد رزق الرسول ﷺ بسبعة من الأبناء، ثم فقد منهم
بالموت ستة في حياته.
وكان أول أبنائه وفاتًا هو "القاسم" أول أبناءه، وكان ذلك
قبل البعثة، وقد مات ولم يكن قد تجاوز العامين من عمره.
ثم فقد الرسول ﷺ
"رقية" سنة 2 هـ ، وكان عمرها 21 سنة.
وبعدها بستة سنوات، سنة 8 هـ ، فقد ابنته الكبرى "زينب"
وكان عمرها 31 سنة.
وبعدها بعام واحد، سنة 9 هـ ، فقد "أم كلثوم" وعمرها 27
عامًا.
وفي العام التالي، سنة 10 هـ ، فاضت روح ابنه "إبراهيم"
وهو في حجره، وعمره 18 شهرًا
والى جانب فقد أبنائه، وفقد زوجته الحبيبة "خديجة" فقد
الرسول ﷺ في حياته اثنين من أحفاده، وهما "على بن زينب" و"عبد الله
بن رقية"
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
لماذا كل هذا الألم في حياة الرسول ﷺ؟
· لأن فقدان الولد هو أشد أنواع
الابتلاء، و"أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ
فَالْأَمْثَلُ"
كما قال ﷺ.
· وحتى نعلم أن الدنيا ليست ثوابًا
لمؤمن ولا عقابًا لكافر.
· وحتى نتعلم كيف كان صبر الرسول ﷺ
على هذه المصيبة التي تكررت ست مرات، وكيف استقبلها، وكيف تعامل معها.
نحن نري من فقد ابن له أو أحد أحبته تنقلب حياته، ويعيش في دائرة من
الحزن لا يخرج منها، بل ويري ذلك لون من الوفاء لمحبوبه الذي فقده، وقد فقد الرسول
ﷺ ستة من أبنائه ومع ذلك لم يؤثر ذلك على أدائه لدوره في تحمل مسئولية
البشرية كلها.

الدنيا ليست ثوابًا لمؤمن ولا عقابًا لكافر
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
معنى آخر رائع ذكره الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه الماتع "فقه
السيرة"
يقول رحمه الله: وكأن الله أراد للنبي ﷺ أن يجعل الرقة الحزينة جزءًا من
كيانه، فان الرجال الذين يسوسون الشعوب لا يجنحون الى الجبروت الا إذا كانت نفوسهم
قد طبعت على القسوة والأثرة، وعاشت في أفراح لا يخامرها كدر، أما الرجل الذي خبر
الآلام فهو أسرع الناس الى مواساة المحزونين ومداواة المجروحين

محمد الغزالى
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أُحِبُكَ نَبِي
(السِيرَة النَبَوية
العَطِرَة فِي حَلَقَات)
الكتاب الثَانِي: مِنْ وِلاَدَة الرَسُول حَتَى مَبْعَثِهِ ﷺ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ٱلْفَصْلُ
ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ: أَبْنَاءُ ٱلرَّسُولِ ﷺ مِنْ خَدِيجَةَ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تحدثنا في الفصل السابق عن زواج الرسول ﷺ من
أمنا العظيمة السيدة خديجة، وكيف أحب النبي ﷺ السيدة
خديجة، وكيف كان وفاؤه ﷺ لها في حياتها وحتى بعد وفاتها
وكما كان لأمنا "خديجة" مكانة خاصة في قلب الرسول ﷺ، فلها كذلك مكانة خاصة في قلب
كل مسلم.
أذكر أنني كنت في "مكة" لأداء العمرة، وأردت أن أزور
السيدة "خديجة"، فذهبت الى مقابر "الحجون" حيث قبرها، فلما
سألت عن مكان القبر بالتحديد، قال لي أحدهم:
-
لماذا تريد أن تعرف مكان القبر؟
قلت له:
-
أريد أن أزور أمي.
تلعثم الرجل قليلًا ثم قال:
-
لماذا تريد أن تزورها؟
قلت له:
- أقول لك أمي! هل تنكر علىَّ أن أزور أمي؟!
صورة لقبر أمنا خديجة قبل ازالة القباب سنة 1324 هـ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أبناء الرسول ﷺ من خديجة.
رزق الرسول ﷺ من زوجته السيدة خديجة بستة من
الأبناء، ولدين وأربعة بنات، وهم بالترتيب:
أولًا: القاسم، وبه كان يكنى، فكان ﷺ
يكنى بأبا القاسم.
ثم "زينب" وكان يقال لها "زينب الكبري" حتى يميز
بينها وبين بنت اختها زينب بنت السيدة فاطمة.
ثم "رقية"
ثم "أم كلثوم"
ثم "فاطمة"
ثم "عبد الله" ولقب بالطاهر، ولقب بالطيب.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وكل هؤلاء أنجبهم الرسول ﷺ قبل البعثة، أي قبل أن يبلغ
الأربعين عامًا، باستثناء ابنه "عبد الله" الذي أنجبه بعد البعثة، ولذلك
لقب بالطاهر وبالطيب.
وكل أبناء الرسول ﷺ الذين أنجبهم من السيدة خديجة، باستثناء ابنه "ابراهيم" الذي أنجبه بعد ذلك من زوجته "مارية"
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الرسول ﷺ يفقد في حياته ستة من أبنائه.
لقد رزق الرسول ﷺ بسبعة من الأبناء، ثم فقد منهم
بالموت ستة في حياته.
وكان أول أبنائه وفاتًا هو "القاسم" أول أبناءه، وكان ذلك
قبل البعثة، وقد مات ولم يكن قد تجاوز العامين من عمره.
ثم فقد الرسول ﷺ
"رقية" سنة 2 هـ ، وكان عمرها 21 سنة.
وبعدها بستة سنوات، سنة 8 هـ ، فقد ابنته الكبرى "زينب"
وكان عمرها 31 سنة.
وبعدها بعام واحد، سنة 9 هـ ، فقد "أم كلثوم" وعمرها 27
عامًا.
وفي العام التالي، سنة 10 هـ ، فاضت روح ابنه "إبراهيم"
وهو في حجره، وعمره 18 شهرًا
والى جانب فقد أبنائه، وفقد زوجته الحبيبة "خديجة" فقد
الرسول ﷺ في حياته اثنين من أحفاده، وهما "على بن زينب" و"عبد الله
بن رقية"
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
لماذا كل هذا الألم في حياة الرسول ﷺ؟
· لأن فقدان الولد هو أشد أنواع
الابتلاء، و"أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ
فَالْأَمْثَلُ"
كما قال ﷺ.
· وحتى نعلم أن الدنيا ليست ثوابًا
لمؤمن ولا عقابًا لكافر.
· وحتى نتعلم كيف كان صبر الرسول ﷺ
على هذه المصيبة التي تكررت ست مرات، وكيف استقبلها، وكيف تعامل معها.
نحن نري من فقد ابن له أو أحد أحبته تنقلب حياته، ويعيش في دائرة من الحزن لا يخرج منها، بل ويري ذلك لون من الوفاء لمحبوبه الذي فقده، وقد فقد الرسول ﷺ ستة من أبنائه ومع ذلك لم يؤثر ذلك على أدائه لدوره في تحمل مسئولية البشرية كلها.
الدنيا ليست ثوابًا لمؤمن ولا عقابًا لكافر
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
معنى آخر رائع ذكره الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه الماتع "فقه
السيرة"
يقول رحمه الله: وكأن الله أراد للنبي ﷺ أن يجعل الرقة الحزينة جزءًا من كيانه، فان الرجال الذين يسوسون الشعوب لا يجنحون الى الجبروت الا إذا كانت نفوسهم قد طبعت على القسوة والأثرة، وعاشت في أفراح لا يخامرها كدر، أما الرجل الذي خبر الآلام فهو أسرع الناس الى مواساة المحزونين ومداواة المجروحين
محمد الغزالى
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°