Untitled Document

عدد المشاهدات : 2803

الفصل الواحد والثلاثون بعد المائتين: يوم حنين- الجزء الرابع- توزيع غنائم حنين الضخمة

 أسْرَار السيرة الشَرِيفَة- منهج حياة

الجزء التاسع عشر: يوم حنين
الفصل الواحد والثلاثون بعد المائتين
*********************************
يوم حنين- الجزء الرابع
توزيع غنائم حنين الضخمة
*********************************

*********************************
 

توجه الرسول الى الجعرانة لتوزيع الغنائم

 

أمر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد معركة "حنين" وفرار "هوازن" الى "الطائف" بتجميع الغنائم في وادي "الجعرانة" القريب من "حنين" حتى يفرغ من حرب "هوازن" 
وتوجه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ذلك الى "الطائف" واستمر الحصار أربعون يومًا كاملًا، ولم ينجح المسلمون في فتح الحصن، ثم قرر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رفع الحصار عن الطائف، بعد أن وازن بين مكاسب الحصار وخسائر رفع الحصار، ووجد أن خسلئر رفع الحصار أكبر من مكاسب الحصار
 توجه الرَسُولُ بعد ذلك الى وادي "الجعرانة" حتى يقوم بتوزيع الغنائم

وادي الجعرانة الآن
==================
غنائم "هوازن" الضخمة جدًا
وكانت غنائم "حنين" ضخمة جدًا، بل كانت أكبر وأعظم غنائم في تاريخ العرب قاطبة، لأن "هوازن" قبائل كثيرة جدًا، ولأن زعيمهم "مالك بن عوف" أمر بأن يصحبوا معهم نسائهم وأنعامهم وكل أموالهم، وذلك لتحفيز الجيش على القتال حتى الموت
وقلنا أن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندما علم ذلك قال بثقة حتى  يرفع معنويات الجيش المسلم:
- تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
وتحقق ما قاله الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فغنم المسلمون كل هذه الأموال، وكانت كما ذكرنا هي أكبر غنائم في تاريخ العرب
وبلغت غنائم "حنين" 24000 من الإبل، و40000 من الأغنام، و150 كيلو جرامًا من الفضة، و6000 من السبي

كانت غنائم "حنين" أكبر وأعظم غنائم في تاريخ العرب 
==================
توزيع الغنائم حسب القاعدة الشرعية في توزيع الغنائم
وكانت القاعدة الشرعية أن أربعة أخماس الغنائم توزع بالتساوي على الجيش، والفارس يأخذ ثلاثة اضعاف الراجل، لأنه ينفق بنفسه على فرسه، والخمس يتصرف فيه رئيس الدولة كما يشاء، فقد يشتري به سلاح، وقد يتم به افتداء الأسري، وقد يعطي منها لمن كان مميزًا في القتال، وقد ينفق على الفقراء والمساكين، وقد يدخل في أي مشروع من مشروعات الدولة 
وبالفعل وزع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأربعة أخماس على الـ 12000 من الجنود، وكان الجمل الواحد يقيم بعشرة من الشياه، فأخذ كل جندي جملان أو عشرون من الشياه، أو جمل وعشرة من الشياه، والسبي البعض يأخذ والبعض لا يأخذ، والذي لا يأخذ يعوض بالفضة، المهم تم تقسيم الأربعة أخماس بالتساوي بين الصحابة 
==================
معارضة الأعراب أثناء توزيع الغنائم
ولكن لأول مرة يكون في الجيش هذا العدد الكبير من الأعراب أصحاب الإيمان الضعيف، لأن عدد المهاجرين والأنصار 4800 فقط، و 5200 من الأعراب، و2000 من أهل مكة الذين أسلموا حديثًا، بل كان هناك حوالى 80 خرجوا للقتال وهم على شركهم، وقد قبلهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يندمجوا في المجتمع الإسلامي
ولذلك كانت هناك معارضة من هؤلاء الأعراب أثناء توزيع الغنائم
فأثناء توزيع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للغنائم قَالَ لَهُ رَجُلٌ : 
- اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ، فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- وَيْحَكَ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ فَمَنْ يَعْدِلُ ؟ 
وحاصر الأعراب الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  يطلبون المال والأنعام حتى اضطروه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى شجرة، وانتزعت رداءَه، فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
- أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ عِنْدِي عَدَدُ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَّمْتُهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً، وَلاَ جَبَانًا، وَلاَ كَذَّابًا
==================
الرَسُولُ يقرر توزيع الخمس على زعماء القبائل المختلفة
أما بالنسبة للخمس فقد قرر الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- توزيعها على زعماء القبائل المختلفة، لأن الدولة الإسلامية اتسعت الآن اتساعًا كبيرًا، والرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلم أن كثير من القبائل قد دخلت في الإسلام، ولكن لم يدخل الإيمان في قلوبهم، فأراد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يأمن جانب زعماء هذه القبائل بترضية سخية من الدولة الإسلامية، لأنهم لو وجدوا أن وضعهم الإجتماعي والمادي قد تحسن في ظل الدولة الإسلامية فلاشك أن حبهم وانتمائهم لهذه الدولة الإسلامية سيقوي ويترسخ، وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم في الإسلام "المؤلفة قلوبهم"
والرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  يعلم أن  نظام القبليّة المترسخ في الجزيرة العربية منذ قرون يجعل لقائد القبيلة الكلمة العليا المطلقة في قبيلته؛ لذلك فالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  يشتري رضا هؤلاء الزعماء بالمال، وهؤلاء الزعماء سيؤثرون تأثيرًا إيجابيًّا في أتباعهم، ومن ثَمَّ فهو يشتري استقرار الدولة الإسلامية.
وكان عدد هؤلاء الذين وزع عليهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الخمس حوالى 50 من زعماء العرب 
==================
عطاء سخى لأبو سفيان زعيم قريش
من هؤلاء الزعماء "أبو سفيان" زعيم "بنى أمية" وزعيم "قريش" 
جاء الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في وادي "الجعرانة" وقال وهو ينظر الى هذه الأعداد الهائلة من الغنائم:
- يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالًا 
فتبسم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يرد عليه، فقال:
- يا رسول الله اعطني من هذا المال
 وكان "بلال" هو المسئول عن توزيع الغنائم، فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
- يَا بِلاَلُ، زِنْ لأَبِي سُفْيَانَ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً مِنَ الْفِضَّةِ، وَأَعْطُوهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ
فقال أبو سفيان: 
- ابني يزيد، يا رسول الله.
فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  في بساطة: 
- زِنْ لَهُ يَا بِلاَلُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، وَأَعْطُوهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ.
فقال أبو سفيان: 
- يا رسول الله، ابني معاوية.
فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  
- زِنْ لَهُ يَا بِلاَلُ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، وَأَعْطُوهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ
ذهل أبو سفيان من هذا العطاء، لأن ثلاثمائة من الإبل تعدل الآن حوالى أربعة ملايين جنيه مصري، فقال أبو سفيان:
 - ما أعظم كرمك فداك أبي وأمي، لقد حاربتك، فنِعْمَ المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت
انظر كيف تألف الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قلب  أبو سفيان، فتحول من شامت بالمسلمين عندما كادت أن تقع بهم الهزيمة في أول المعركة بحنين، الى محب ومادح للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  ومنتمي للدولة الإسلامية التى رفعت من شأنه

قال أبو سفيان: ما أعظم كرمك فداك أبي وأمي
==================
"حكيم بن حزام" البار بقسمه
وحدث نفس الموقف مع "حكيم بن حزام" من أشراف مكة، سأل حكيم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأعطاه مائة من الأبل، ثم سأله فأعطاه مائة ثانية، ثم سأله فأعطاه مائة ثالثة
ثم أراد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يعلم "حكيم بن حزام" ويعلمنا درسًا هامًا فقال:
- يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ
ولم يقل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوًا خَضِرًا، لأن المقصود بالمال الدنيا، والدنيا مؤنث
يقول الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَه بِإِشْرَافِ نَفْسٍ وَتَشَوُّفٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يِأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى
فرد "حكيم بن حزام" المائة الثانية والثالثة، وأخذ فقط المائة الأولى، وقال:
- واللهِ يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا، ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا
وبر حكيم بقسمه، ففي عهد أبي بكر دعاه "أبو بكر" أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه، وفي عهد "عمر بن الخطاب" دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه، وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة

 واللهِ يا رسول الله، لا أسأل أحدا بعدك شيئا
==================
تألف قلب "صفوان بن أمية" بالعطاء واسلامه
وقد تحدثنا من قبل عن "صفوان بن أمية" وكان سيد قومه، والذي اشترك في "حنين" وهو لا يزال مشركًا، وقد أعطاه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مائة من الأبل كما أعطي زعماء مكة، ثم وجده الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما زال واقفًا ينظر الى أحد شعاب "حنين" وقد مُلئ إبلاً  وشاءً، وقد بدت عليه علامات الإنبهار بهذه الكميات الكبيرة من الأنعام، فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
- أَبَا وَهْبٍ، يُعْجِبُكُ هَذَا الشِّعْبِ ؟

قال الرسول: أَبَا وَهْبٍ، يُعْجِبُكُ هَذَا الشِّعْبِ ؟
فقال صفوان "نعم" فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
- هُوَ لَكَ وَمَا فِيهِ
هكذا في بساطة وكأنه يتحدث عن جمل أو جملين، فذهب "صفوان بن أمية" يسوق هذه الثورة الضخمة بين يديه، وهو ينظر خلفه غير مصدق، ثم قال:
- إن الملوك لا تطيب نفوسها بمثل هذا، ما طابت نفس أحد قط بمثل هذا إلا نبي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

قال صفوان: إن الملوك لا تطيب نفوسها بمثل هذا
==================
اعطاء خمسون من زعماء القبائل
هكذا أعطي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كثير من زعماء مكة، حتى يضمن استقرار الأوضاع داخل مكة، لأن "قريش" هي أهم قبائل الجزيرة العربية، كما أعطي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعض زعماء العرب حتى يضمن ولائهم للدولة الإسلامية، مثل "الأقرع بن حابس" زعيم "بنى تميم" وهي قبيلة قوية، وأعطي "عيينة بن حصن" زعيم "بنى فزارة" وأعطي "العباس بن مرداس" زعيم قبيلة "سليم" 
وبلغ عدد الذين أعطاهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه العطايا السخية خمسون، وكل هؤلاء –كما ذكرنا- من زعماء وسادة القبائل وذلك بهدف ضمان استقرار الدولة الإسلامية، وكلهم –كما ذكرنا- أعطاهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الخمس الذي أعطت الشريعة الإسلامية لرئيس الدولة الحق في توزيعه حسب ما يراه في مصلحة الدولة
==================
معارضة الصحابة بشأن توزيع الخمس
ولكن مع ذلك أثار توزيع هذا الخمس عدد كبير من الصحابة، لأن هذا الخمس أموال كثيرة جدًا، فهو يبلغ: 4800 من الإبل، و8000 من الشياه، و150 كيلو جرام من الفضة، و1200 من السبي، وكل هذه الأموال وزعت على خمسون فقط، وياليت هؤلاء الخمسون من الفقراء، ولكن كلهم من أغنياء الجزيرة، وليتهم من الذين قدموا أي تضحية أو قدموا أي شيء للدولة الإسلامية، ولكن على العكس كلهم أصحاب تواريخ سوداء في عداء الإسلام والمسلمين والرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ورأي هؤلاء الصحابة أن الأولى بهذه الأموال الكثيرة، فقراء الصحابة، والذين قدموا تضحيات للدولة الإسلامية
وذهب "سعد بن أبي وقاص" الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال:
- يا رسول الله، أعطيت عيينة والأقرع مائة، وتركت جُعَيْل بن سُراقة الضمريّ ؟
يعنى كيف تعطي "عيينة" و"الأقرع" وهما أغنياء ولهما هذا التاريخ من العداء للإسلام، وتترك رجل مثل "جُعَيْل بن سُراقة الضمريّ" وهو من فقراء المسلمين من أهل الصفة
==================
معارضة الأنصار بقيادة "سعد بن عبادة"
وذهب "سعد بن عبادة" زعيم الخزرج الى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  وقال له:
- يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظيمة في قبائل العرب، ولم يكن لهذا الحي من الأنصار منها شيء !


قال "سعد بن عبادة" يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم
فقال له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  : 
- فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
فقال سعد: 
- ما أنا الا رجل من قومي !
فقال له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  :
- فاجمع لى قومك
فخرج سعد فجمع الأنصار، وأتاهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  فحمد الله وأثنى عليهم ثم قال:
- ما قالة بلغتني عنكم ووجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف بين قلوبكم ؟ 
ثم قال: 
- ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟ 
قالوا: 
- وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل ؟ 
قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
- أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم، أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فواسيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم، فوالذي نفس محمد بيده إنه لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار
فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************