Untitled Document

عدد المشاهدات : 708

الحلقة (241) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تدبر الآيات من (176) الى (179) من سورة "آلَ عِمْرَانَ" قول الله -تَعَالي- ((وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ

تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة الحادية والأربعون بعد المائتين
تدبر الآيات من (176) الى (179) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"

❇        

 (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) 
❇        

(وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
 (وَلَا يَحْزُنْكَ) وقرأت (وَلَا يُحْزِنْكَ) بضم الياء وكسر الزاي
 (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) 
والمسارعة فِي الْكُفْرِ تعنى الاصرار والحرص والرغبة الشديدة فِي الْكُفْرِ.
قيل أن هذه الآية نزلت في قوم من العرب أسلموا ثم ارتدوا خوفا من قريش فوقع لذلك الغم في قلب الرسول -صلى الله عليه وسلم، والآية تشمل جميع أصناف الكفار. 
والمعنى: وَلَا يَحْزُنْكَ يا محمد الَّذِينَ يصرون على الْكُفْرِ من المشركين واليهود والمنافقين.
يقول القشيري : الحزن على كفر الكافر طاعة ; ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرط ويسرف في الحزن على كفر قومه , فنهاه تعالى عن الافراط والاسراف في الحزن; وطيب الله خاطر نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال تعالى (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) 
كما قال تعالى في سورة فاطر (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) 
وقال في سورة الكهف: ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)

❇        

ثم يقول تعالى (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا) يعنى فان كفرهم لا يضر الله شَيْئًا، وانما هم لا يضرون الا أنفسهم.
كما قال تعالى في الحديث القدسي الذي رواه مسلم والترمذي وغيرهما (يَا عِبَادِي! إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي(. 
يقول العلماء أن الآية تحمل وأيضًا معنى إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا دين اللَّهَ شَيْئًا، ولَنْ يَضُرُّوا أولياء اللَّهَ شَيْئًا.

❇        

 (يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ) 
الحظ هو النصيب
كما يقول أحدهم: ليس لى حظ في هذا الأمر، يعنى ليس لى نصيب في هذا الأمر.
والمعنى: يُرِيدُ اللَّهُ -بسبب ذنوبهم- أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ نصيبًا فِي نعيم الْآَخِرَةِ.

❇        

 (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وهو عذاب النار.
وجاءت كلمة عَذَابٌ نكرة للتعظيم والتهويل.

❇        

(إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177)
التعبير بشراء الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ تعرضنا له في سورة البقرة، وقلنا أن شراء الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ يعنى أن الايمان كان بأيديهم وهم تخلوا عنه وأخذوا مقابل له الكفر.
فالباء تدخل على المتروك، كما تقول اشتريت قميص بمائة جنيه، فان هذا يعنى أن المائة جنيه كانت معك، وأنت تخليت عن المائة جنيه، وأخذت مقابل له القميص.
فالتعبير بشراء الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ يعنى أن الايمان كان بأيديهم، بالفطرة التى فطرهم الله الناس عليها، وجعل لهم عقول يهتدون بها الى الله تعالى، وأرسل اليهم رسل، وأنزل عليهم كتب.
(لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا) تأكيد على قضية أنه لا يستطيع أحد أن يضر الله تعالى، يقول تعالى في الحديث القدسي 
(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا )
 (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي وَلَهُمْ عَذَابٌ موجع مؤلم.

❇        

(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)
(وَلَا يَحْسَبَنَّ) وقرأت (وَلَا يَحْسِبَنَّ) بكسر الســين، وقرأت (وَلَا تَحْسِبَنَّ) بتاء الخطاب.
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ) 
الإملاء: الإمهال والتأخير والترك لفترة طويلة.
كما قال أبو ابراهيم لإبراهيم-عَلَيْهِ السَّلَام- (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) يعنى وَاهْجُرْنِي مدة طويلة.
فمعنى قوله تعالى (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) ولا يظنن الَّذِينَ كَفَرُوا أننا نمهلهم ونطيل أعمارهم، ونجعل لَهُمْ الظَفَر والغلبة أحيانًا أن هذا خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ. 
وهذا مثل ما حدث في غزوة أحد، فكانت لهم الغلبة، لأن الآيات نزلت في أحد، فلا تظنوا أنكم انتصراكم خَيْرٌ لكم.
(إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا) أي أننا نمهلهم ونجعل لَهُمْ الغلبة ليتمادوا في المعصية.
يقول الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إنَّ الله ليُمْلِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته"
يقول الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ" 
يقول المثل الشعبي: ما حدش بيرمي حد من على الحصيرة.
يقول الدكتور/ محمد راتب النابلسي "الصعود الحاد على غير طاعة الله وراءه سقوط مريع، لذلك إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك، وأنت تعصيه فاحذره، ليس هذا إكراماً، إنما هو اكرام استدراج، يقول تعالى : ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾

❇        

(وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) 
أي عَذَابٌ ذو مهانة وذلة وصغار.
وتأتي كلمة "مهين" وصفاً للعذاب مناسبة لهذا الموضع؛ لأن المشرك والعاصي عندما يملى له الله -تَعَالي- فانه يتملكه الزهو والعجب، كما حدث لمشركي قريش عندما خرجوا من معركة "أحد" وقد تملكهم الزهو والعجب، لذلك ناسب أن يكون العذاب مهينًا في مقابلة ما يتيهون به من العزة الآثمة.

❇        

فذكر الله تعالي في الآيات الثلاثة: (عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، و(عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ، ثم (عَذَابٌ مُهِينٌ).
يقول العلماء اذا ذكر الله العذاب المهين فهو خاص بالكافر فقط، فقد يذكر لعصاة المسلمين العذاب الأليم أو العذاب العظيم، ولكن لا يتوعد عصاة المسلمين بالعذاب المهين أبدًا.

❇        

(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَدع الْمُؤْمِنِينَ ويتركهم.
(عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ من اختلاط والْتِبَاسِ الْمُؤْمِنِ بِالْمُنَافِقِ 
(حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) حتى يتميز الْمُنَافِقَ مِنَ الْمُؤْمِنِ‏.‏
والمعنى أن الله تعالى يقول أنه لن يترك الْمُؤْمِنِينَ على ما هم عليه من اختلاط بالمنافقين، بحيث لا يعرف المؤمن من المنافق، بل سيميز المؤمن من المنافق.
وهذا ما حدث في غزوة أحد، عندما انسحب ثلاثمائة وهم في الطريق الى أحد فعُرِفَ نفاقهم، وأيضًا عندما انكشف المسلمون وأشيع أن الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد قتل قال البعض  نرجع الى ديننا واخواننا فعُرِفَ أنهم منافقون.
وقبل أحد كان هناك فرز للمؤمنين بالهجرة، فالذي هاجر عرف ايمانه، والذي آثر بيته وعمله وماله سقط في الامتحان.
وقبل ذلك كان هناك فرز للمؤمنين بحادثة تحويل القبلة، فارتد البعض عن الاسلام بعد تحويل القبلة وسقط في الامتحان، وكان هناك فرز للمؤمنين برحلة الاسراء والمعراج، فارتد البعض وسقط في الامتحان. 
في معركة الخندق ثبت المؤمنون الصادقون، وقال الْمُنَافِقُونَ: (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) 
يقول الدكتور النابلسي "إذا أعطيت لنفسك حجماً أكبر من حجمك فإن الله يفعل شيئاً يكشفك به على حقيقتك، ويضعك في مكانك الصحيح" 

❇        

(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) 
أي وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ فيقول أن فلان منافق وفلان مؤمن، كما طلب البعض، فالمنافق قد يتوب، والمسلم قد يرتد، وقد ينزل الوحي ان فلان منافق فينكر هذا.
وانما يتميز المؤمن من المنافق بما يبتليكم به من أحداث مثل الهجرة أوالجهاد أوغير ذلك كما ذكرنا.
(وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) 
يعنى وَلَكِنَّ اللَّهَ -تَعَالي- يصطفي ويختار مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فيطلعه على بعض الغيب
اذن ليس كل الرسل وانما (مِنْ رُسُلِهِ) يعنى بعض رُسُلِهِ، وحتى هؤلاء الرسل لا يطلعهم الله على كل الغيب، فمطلق الغيب لا يعلمه الا الله، وانما يطلعهم على بعض الغيب.  
يقول تعالى في سورة الجن (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)
حتى الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أطلعه الله -تَعَالي- على أسماء بعض المنافقين، وكان يسر بها الى الصحابي الجليل "حذيفة بن اليمان" ولذلك أطلق عليه "صاحب سر رسول الله" 
ولكنه تعالى لم يطلع الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أسماء جميع المنافقين، يقول تعالى في سورة محمد (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) 

❇        

(فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
الخطاب في هذه الآية للمؤمنين، ومع ذلك يأتي الأمر بالإيمان فيقول تعالى (فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) وإذا خاطب الله -تَعَالي- قوماً بوصفٍ، ثم طلب منهم هذا الوصف فان هذا يعنى المداومة عليه، أو الزيادة فيه
فخطاب الله تعالى للمؤمنين (فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) يعنى داوموا على الإيمان وداوموا على التقوي، وازدادوا ايمانًا وازدادوا وتقوي.

❇        

اذن ملخص تفسير الآية أن الله -تَعَالي- يقول أنه لن يترككم أيها المؤمنون مختلطين بالمنافقين، فسيميز الله بين المنافق والمؤمن، والصادق والكاذب، ولكن لن يكون ذلك باطلاعكم على الغيب –كما طلب البعض- وانما يكون ذلك ببعض الأحداث التى يظهر فيها المنافق من المؤمن مثل غزوة أحد، ولا يطلع الله -تَعَالي- أحد على الغيب الا من يشاء من رسله تعالى، وحتى هؤلاء لا يطلعهم الله على كل الغيب، ولكن يطلعهم على ما يشاء من الغيب.  

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

 ❇